عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
تفاصيل الحدث: دهست دبابة عش الدبابير اليوم وهو اليوم 217 من عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للفلسطينيين في غزة؛ خلال عملية في المنطقة العازلة جنوب قطاع غزة، بالقرب من السياج الحدودي في منطقة نيريم.
وبعد أن دهست الدبابة العش، خرجت كمية كبيرة من الدبابير وهاجمت بشراسة كافة الجنود المتواجدين في المكان ولسعتهم. وتم نقل المصابين إلى مستشفى تل هشومير وقُدِّر عدد المصابين ب11 جندي.
وقد هاجمت الدبابير بشراسة كافة الجنود بشكل غريزي لتنتقم من الذي هدم عشهم وهدد مصيرهم وقتل العديد منهم ولذا كانت الإصابات دقيقة في الوجه والعيون. فللدبابير الحق الكامل في الدفاع عن نفسها. َهذه سنة الحياة والتاريخ.
وتذكرت تهديم إسرائيل منازل أكثر من مليون فلسطيني والعالم يتفرج وقد أعطى وبشكل غير قانوني في 7 اكتوبر الحق لإسرائيل في "الدفاع عن نفسها" .
ويدّعي العالم الأممي المنافق بضرورة الإلتزام بالقوانين الشرعية الدولية وبالقانون الإنساني الدولي ؛ ولكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل فإن أمريكا تبرر العدوان. وقد إستعملت الفيتو مرات عديدة لمنع محاكمتها.
ولا بد من جولة أفق لمعاناة الفلسطينيين في ظل التآمر الأممي والدولي وحتى بعض الأنظمة العربية ففي عام 1948 حصلت نكبة فلسطين وحصلت مَجازر يندى لها جبين التاريخ ونحن على بُعد عدة أيام من الذكرى الأليمة. وفي عام 1967 حصلت النكسة واحتلت إسرائيل الضفة والقطاع وأعتبر مجلس الأمن الدولي وفي عدة قرارات بأن إسرائيل هي قوةَ إحتلال في القدس والضفة والقطاع.
وهناك حاليًا خطأ شائع جدًا؛ بأن حماس قامت بعمليات نوعية هجوميةوغير مسبوقة في7 اكتوبر؛ ولك لم يتم ذكر أي كلمة حين ألغى نتنياهو فلسطين والقطاع في خريطته التي عرضها أثناء إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 22 أيلول/سبتمبر 2023 أثناء عرض مشروع الشرق الأوسط الجديد.
وبناءً عليه فإن ما حصل في 7 أكتوبر؛ لم يحصل من فراغ كما قال غوتيريش؛ فالمعاناة الفلسطينية بدأت منذ 1948 وتفاقمت حتى مؤتمر الشرق الأوسط الجديد.
ولا بد من التذكير بأن نتنياهو قتل 364 يهوديًا في 7 أكتوبر في مهرجان سوبر نوفا الموسيقي؛ وتاجر بدمهم مدعيًا بأن الفلسطينيين قتلوهم. وأعلنها بكل صراحة حربًا توراتية دينية مستحضرًا العماليق من أساطيرهم ووجوب إبادتهم عن بكرة أبيهم.
وقد إعترف بايدن مؤخرًا وبشكل مفاجئ وفي اليوم 215 من الإبادة الجماعية بأن إسرائيل قتلت المدنيين الفلسطينيين بالسلاح الأمريكي بعد أن ضاق ذرعًا بكذب وزير خارجيته والتقارير الإسرائيلية المزيفة المقدمة إلى وزارة الخارجية.
فبايدن قرأ المتغيرات من الإنتفاضة الطلابية ولم يقرأها من بلينكن او من التقارير الإسرائيلية؛ وبالتعبير اللبناني الدارج "بايدن بق البحصة التي كان محتفظًا بها لمدة 215 يومًا". وقال الحقيقة لأنه من غير المعقول أن يتفق أكثر من مليون من النخبة لطلابية بأن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية تنفذها إسرائيل وبالسلاح الأمريكي بكل ما للكلمة من معنى. وقد بلغت حصيلة الإبادة الجماعية حتى اليوم 34943 شهيد و20.000 مفقود و78572 مصاب ولا زال العالمَ المنافق يدين دفاع الشعب الفلسطيني عن نفسه.
فخذوا العبرة؛ فالدبابير دافعت بشكل غريزي عن بعد 5٤4نفسها ممن دمر مستعمرتهم؛ فلماذا تدينون الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن نفسه ممن دمر منزله ومركز عمله ومنع عنه الماء والغذاء والكهرباء والدواء؟
وإن غدًا لناظره قريب
10أيار/مايو 2024
صور بعض ضحايا دبابير غزة