الحكومة العالمية الخفية تهزم مع العرب المسلمين. نقاش اعمق حول امريكا ولوبياتها وهندسة الفوضى العالمية. حرب الشركات على الدول والقومية من ينتصر؟
مقالات
الحكومة العالمية الخفية تهزم مع العرب المسلمين. نقاش اعمق حول امريكا ولوبياتها وهندسة الفوضى العالمية. حرب الشركات على الدول والقومية من ينتصر؟
ميخائيل عوض
27 أيار 2024 , 19:15 م

 ٤/.....

بيروت؛٢٧/٥/٢٠٢٤

ميخائيل عوض

بين سقوط الاتحاد السوفيتي وتنصيب بوش الابن وممثلي الحكومة الخفية عقد من الزمن افترضت لوبياتها انها اسقطت روسيا وتسوقها الى التفكك وتحت السيطرة. وقعت اتفاق١٩٩٤ مع كوريا الشمالية لترقيدها وتامن للصين وشبكة المصالح الاقتصادية. والهند كأمم حضارات خاملة متساوقة مع تقسيمها للسوق والعمل الدولي .

لم تتنبه لانقلاب بوتين ودوافعه ومشروعات النخبة القومية الدولتيه الروسية ولا ادركت الاهمية النوعية لهزيمة اسرائيل في لبنان ٢٠٠٠ واثارها النوعية في اعادة صياغة قوعد توازنات القوة في الصراع العربي الصهيوني بصفته صراع الشرق مع الغرب الملتهب منذ الف عام.

اشهرت حرب الحضارات والحرب على الاسلام ووسمته بالإرهاب وجندت قواها والمنظمات العالمية وأدواتها وقررت ان قرنها يمر ويتحقق بإخضاع العرب والمسلمين والسيطرة على اقليمهم الحاكم وثرواتهم وبحارهم المقررة في مسارات ازمنه الحياة البشرية وتصعيد او اسقاط الامبراطوريات.

غزت افغانستان ومن ثم بغداد وافتعلت ازمة عاصفة في لبنان لتصفية النفوذ السوري الايراني وقررت حرب العقوبات والحصارات على سورية وايران بأشد ما تملك وتتمكن. وانشات احلاف عسكرية وسياسية وسعت لناتو عربي اسرائيلي اسلامي ولمحور اعتدال وتطبيع عربي وقررت الفوضى والتفتيت خطتها ومشروعها في العرب والمسلمين.

استهداف العرب والمسلمين لم يكن صدفيا او مزاجيا انما تجسيد لنظرية حرب الحضارات وتصفية القيم والثقافة التي ارستها الاديان سيما الاسلام من تضامنية اجتماعية نقيضة حديا لليبرالية ومحرمات تعوق تصريف منتحبات شركاتها وعبثها بالطبيعة والمنتجات الزراعية والحيوانية وتسويق المثلية والشذوذ.

فالمسيحية اغتصبت وتغربت منذ زمن واضعفت بعد الحروب الدينية ومعاهدة وستفاليا. اما الشرقية منها فتشكل صمغا لاصقا لروسيا وتخوض حرب القيم والانسانية في وجه المثلية والعبث بالجنس البشري. على ذات الطبائع والقيم شكل العرب والمسلمين الند الاوحد لأمركة العالم وقاوموا ببسالة وثبات وبقدرة هائلة على التضحية واصبحت جغرافيتهم مسرحا للحرب العالمية العظمى التي استدامت عقود منذ بلفور وحرب ال٤٨ واشتدت منذ حرب تشرين وغزو بيروت وبغداد وكابول والصومال وغزة والاخريات.

هزمت امريكا وحلفها وعالمها الانجلو ساكسوني والحكومة العالمية الخفية في الحرب وجولاتها وخرجت امريكا ذليلة من افغانستان وكسرت في العراق وبرغم تبديل استراتيجياتها وادواتها وفروع حروبها بعد الربيع العربي والتحالف مع الاسلام السياسي السني والمسلح وغزو ليبيا واشاعة الفوضى في السودان والحرب الضروس على سورية واليمن . خسرت جولاتها وحروبها وتكلفت ١٢ ترليون دولار بحسب تصريح ترامب وهو في البيت الابيض واشهاره ان الحروب عبثية وليست في صالح امريكا " الامة" وشعاره الانسحابية والكف عن لعب دور شرطي العالم.

جاءت خلاصة خمسة عقود ونيف من الحرب التي خططتها وقادتها الحكومة الخفية وفوضت امريكا بعد ان اصبحت هي الحكومة غير الخفية وأداة اللوبيات العولمية لإنفاذ مشروع الهيمنة لقرن والمليار الذهبي بسلسلة من الهزائم في كل الحروب والجولات وفي شتى فروعها بما في ذلك حرب التجويع والعقوبات والحصار وتقرر حرب غزة الجارية بشدة هزيمتها في حرب البحار والممرات وابرزت حجم تراجع النفوذ والسيطرة الامريكية الانجلو ساكسوني في العرب والاقليم والعالم. واكدت انكسار مشروعها لتفتيت المفتت وادامة الفوضى واعادة بناء الامم وتدمير الدول الوطنية وجيوشها.

حرب غزة وطوفانها العجائبي تمثل خلاصة الجولات واعنفها واشدها واكثرها نوعية في تقرير مستقبل العرب والاقليم والعالم وفي المقدمة تشريع انكشاف وهزيمة الحكومة العالمية الخفية وادواتها العلنية وتؤسس لتسريع ولادة العالم الجديد ومنظوماته وهياكله بديلا عن النظام الأنجلو ساكسوني المتوحش الذي ادارته وقادته الحكومة الخفية وسلمت زمامه للإدارة الأمريكية بصفتها روح وخلاصة النظام ورأسماليته في حقبة الليبرالية.

خلاصة حروب واستهداف الحكومة الخفية للعرب والمسلمين بحرب الحضارات والعقائد والايديولوجيا والحرب على الاسلام نسجلها باختصار وبوقائعها المعاشة؛

1- استنزفت امريكا وقدراتها وقدرات العالم الانجلو ساكسوني واستنفذتها وعرتها وكشفتها على حقيقتها وانعكست خساراتها بأزمات عاصفة اقتصادية في ٢٠٠٨ وتتجلى اليوم بأزمات شتى تهدد النظام وبنيته ونموذجه الاقتصادي الاجتماعي.

2- ربحت روسيا نفسها وحافظت على دولتها ووطنيتها وصفتها امة/ حضارة وباتت مشتبكة هجوميا لتصفية الحكومة الخفية ونظامها الانجلو ساكسوني.

3- كسبت الصين نفسها وبدأت تنخرط هجوميا لحماية مصالحها وقيمها ونموذجها امه/ حضارة عريقة منتجة ومبدعة واصبحت شريكة استراتيجية في ادارة الصراع مع الحكومة الخفية وعالمها.

4- كسبت الهند فرصتها وحافظت على نموذجا امة /حضارة.

5- لعبت ايران الاسلامية دورا محوريا في تامين وادارة الحروب وظفرت بمكانتها حضارة/امه اسلامية ذات اهمية وقيمة اقليمية على تخوم العالمية.

6- انكسر الاسلام السياسي والمسلح السني الذي انشا وتصرفت فصائله الوهابية والاخوانية والسلفية كأدوات تنفيذية في خطط وحروب الحكومة الخفية وهزمت فصائله وتنقلب السعودية على وهابيتها ونتحول الى علمانية فاجرة وتحذو مصر حذوها بينما السلفيات وفصائلها والاخوان المسلمين ينحسرون ويتحولون الى مجرد فصائل في خدمة المشروع الاردوغاني المنتدب من الحكومة الخفية والمتطوع بحسب تصريحاته كخادم لإدارة حروب الفوضى والشرق الاوسط الجديد.

7- تعيش اسرائيل بصفتها الصفوة والتعبير الاكثر تجلي عن روح النظام الأنجلو ساكسوني والحكومة العالمية الخفية زمنها الاخير وقد تعرت وسقطت سرديتها وروايتها وباتت منبوذة عالميا ومن الشعوب ومع هزيمة اسرائيل الوجودية وبزوالها تسحب معها بقايا النفوذ الاطلسي والانجلو ساكسوني في العرب والمسلمين بما فيهم من نظم وكيانات ونخب ودول مصنعة تخادمت مع إسرائيل لخدمة الحكومة الخفية ومشروعاتها.

فجل نواتج الحرب العالمية الاولى من تقسيمات وجغرافي ونظم الى الزوال فاتحة العرب والمسلمين على حقبة اعادة الهيكلة بعيدا عن يد وتوجيهات وتحكم ادوات الحكومة الخفية.

الحرب على العرب والمسلمين التي دامت عقودا واتخذت صفات حرب الحضارات والاديان والعقائد والقيم والايديولوجيا وسعت لتدمير الجيوش والدول الوطنية وحرمان العرب من تجسيد قوميتهم بدولة الامة الوطنية ومحاولة ابتلائهم بالفوضى المستدامة وجرت عنيفة وبذلت فيها الحكومة الخفية وادواتها كل ما امتلكت وامتلكوا تحسم في غير صالح الحكومة الخفية وتدق نتائجها اخر المسامير في نعش النظام والعالم الانجلو ساكسوني وحكوماته الخفية والعلنية.

يتبع/....

الحرب العالمية العظمى جارية ومسارحا الاقتصاد واوروبا والقطب الشمالي والشرق العربي فلمن الغلبة؟

الاتحاد الاوروبي ومستقبل وحداته الوطنية ؟

في امريكا اما تنتصر الحكومة الخفية او تندثر وقد تأخذ امريكا نفسها الى الفوضى والاحتراب.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة وفاة رجل ميت
وفاة رجل ميت
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً