مفاجآت ميدانيّة بالجملة فجّرتها "القسّام" في وجه قوات الاحتلال "الإسرائيلية" في شمال غزّة، تُوّجت بعمليّة جباليا يوم السبت الماضي، التي أطبقت فيها الكتائب على قوّة عسكريّة خاصّة بمهمّة البحث عن الأسرى، وإذا بالقوّة "النّخبويّة" –بعد عمليّة استدراج الى داخل نفق في جباليا، تقع بين قتيل وجريح وأسير!.. لتُشكّل هذه العملية الموجعة "باكورة عمليّات مرتقبة اشدّ فتكا وخطورة جهّزتها "القسّام وسرايا القدس"-وفق تأكيد مصدر فلسطيني بارز في بيروت، المح ايضا الى"قرار غير مسبوق" اتخذته غرفة العمليّات المشتركة في محور المقاومة، يتضمّن نسخة عن عمليّة 7 اكتوبر "من حدود جبهة اخرى من ساحات الإسناد هذه المرّة، فيما نقلت معلومات عبريّة عن المحلّل السياسي "الإسرائيلي" المخضرم شيمون شيفر -استنادا الى تقارير وصفها ب"الموثوقة"، تحذيره الشديد من "عملية بحريّة "خطيرة جهّزتها حركة "انصار الله" اليمنيّة ضدّ "اسرائيل"!
وفي حين اجمعت تقارير اميركية على "انّ اروقة تل ابيب الأمنيّة والإستخبارية تشعر بالصّدمة من استمرار احتفاظ "حماس" بقدرات صاروخيّة حتى الان، دلّت عليه عودة مقاتليها الى قصف تل ابيب رغم انقضاء 7 شهور على القتال في غزّة، ولفتت الى انّ " استمرار وصول السلاح الى مقاتلي الحركة عال جدا و"لربما لم ينقطع" رغم الحصار المطبق الذي تفرضه "اسرائيل" على القطاع وعمليات التدمير الهائلة التي طالت غالبية المنشآت والبنى التحتية.. تشير التقارير الى تقدير "اسرائيلي" بمساهمة "البعض" في الجيش المصري بعملية نقل السلاح الى "حماس"!
وعليه، جاء التصويب "الاسرائيلي" في الأيام الأخيرة على مصر من بوابة "الأنفاق الحدودية" مع غزّة.. ابعد من ذلك، ثمّة محلّلين وباحثين في الكيان من يضع علامات استفهام كثيرة حول "جديّة وموثوقيّة" ولاء قسم كبير من ضباط وجنود الجيش المصري للنظام، وتقبّلهم لمعاهدة "السلام مع."اسرائيل"
نقلا عن كبير المحلّلين السياسيين "الاسرائيليين"ناحوم برنياع، فإنّ عددا من قادة الوية الجيش المصري يخضعون لرقابة مشدّدة "خوفا من تمرّد محتمل" بأيّ لحظة -خصوصا مع بدء الحرب في غزّة التي تسببت بمصرع الالاف من السكان في القطاع..ولربما يندرج ما ذكره موقع " ان زيف" الاخباري العبري منذ يومين في هذا السياق، حين تساءل" ماذا سيحدث لو خرجت غدا فرقة من الجيش المصري من نفق في شمال غزة في منتصف الليل، وتوجّهت نحو تل ابيب والقواعد الجوّية هناك"؟
ترجّح معطيات عربية وغربية استمرار الحرب على غزة وزيادة التصعيد في المنطقة حتى الانتخابات الرئاسية الاميركية.. برأي الكاتب الرّوسي المعروف الكسندر نازاروف، "إنّ التصعيد حتى حينه هو قرار اتخذته ادارة بايدن. ويتوقع نازاروف" تصعيدا حادّا للوضع في الشرق الاوسط قبل تنصيب ترامب"، ويضيف انّ ادارة بايدن ستشجّع اسرائيل سرّا في تصعيدها"..حتى كبريات الصحف" الاميركية لا تخالف توقعات نازاروف، وترجّح بدورها استمرار نتنياهو في التصعيد الى حين انطلاق الانتخابات الاميركية، إذ يعوّل على انخراط اميركي مؤكد" –بقيادة ترامب الى جانب "اسرائيل" في ايّ مواجهة شاملة –تحديدا في جبهة الشمال مع حزب الله!
ومع نهاية شهر ايّار الحالي- الذي كان حافلا بالأحداث المثيرة لعلامات استفهام كبرى كحادثة محاولة اغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي رويرت فيتسو( المقرّب من روسيا) منتصف الشهر، لتلحق بها في اليوم التالي محاولة قتل الرئيس الصّربي( المقرّب ايضا من روسيا)، تلاها بعد ثلاثة ايام تحطّم مروحيّة الرئيس الايراني واستشهاده مع وزير خارجيته وعدد من المسؤولين الايرانيين، والكشف عن مؤامرة للإطاحة بالرئيس التركي رجب طيّب اردوغان بدعم من مسؤولين في وزارة الداخلية التركية.. الى تداول خبر محاولة اغتيال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان-والذي تمّ نفيه لاحقا!.. هل هي محض صدفة؟ في ذروة المواجهة المصيرية وبعثرة الأوراق التي ارستها عملية طوفان الأقسى على الاقليم والساحة العالمية؟
وعلى اعتاب شهر حزيران "المُقدّر ان يكون ساخنا"، وحيث عادت التحذيرات الاميركية والفرنسية الى بيروت من "تجهُّز نتنياهو لحرب طاحنة على لبنان خلال الصيف"، ثمّة من المحلّلين والمراقبين من يتوقع حدثا امنيّا كبيرا يفجّره نتنياهو في وجه حزب الله مع بدء العدّ العكسي لانطلاق الانتخابات الرئاسية الأميركية..
مسؤول امني لبناني بارز- واستنادا الى مصدرّين في الادارة الاميركية، كشف الا حرب شاملة بين اسرائيل وحزب الله"، لكن التصعيد سيكون عنوان المرحلة" واصفا حدود التصعيد المرتقب بأكبر من معركة واقل من حرب كبرى.. ونقل عن احد المسؤولين الاميركيين تلميحه الى انّ الضربات "الاسرائيلية" ستطال العمق اللبناني، صوب اهداف محدّدة، ضمنا في الضاحية الجنوبية!
اما وانّ نتنياهو ومتطرّفي مجلس الحرب من حوله، لن يقبلوا بوقف الحرب لأنّ بديلها اذا توقّفت سيرتدّ الى الداخل بحرب اهلية مؤكدة.. الضغوط على نتنياهو وصلت الى حدّ خطير، وها هو الجيش "الاسرائيلي" يعلن رسميّا انه ارسل تحذيرا لنتنياهو عن عملية 7 اكتوبر لكنّ الأخير تجاهل هذا التحذير وبالتالي بات عليه تجهيز نفسه للخضوع للتحقيق بالإخفاقات والتقصير حيال العملية-الزلزال، هذا عدا تهديد بني غانتس بالإنسحاب من مجلس الحرب، وإمهال نتنياهو مهلة حتى 8 حزيران لوضع استراتيجيّة واضحة للحرب وما بعدها! فهل يهرب الأخير من ازمته الداخلية الى الأمام، صوب الجبهة الشمالية مع حزب الله، ويقلب الطاولة على رؤوس الجميع؟!.. لكن، للحزب.. رأيٌ آخر!
تدرك تل ابيب التي تراقب تصاعد عمليات حزب الله النوعية في الاسابيع الاخيرة "انه يمتلك مفاجآت "مرعبة" لأيّام الحرب الكبرى..وانها ستكون بوضعية "الدّفاع في الجبهة الشمالية عند اندلاع هذه الحرب، وهذا ما اكّده الميدان في الايام الأخيرة بإقرار قادة ووسائل اعلام عبريّة.. وتكفي العملية المركبة التي نفّذها الحزب صباح الثلاثاء الماضي ضدّ موقع "راميا" "من مسافة قريبة جدا"، كما ضدّ موقع شتولا، لتُصاب القيادة العسكرية "الإسرائيلية" بالذهول حدت بموقع حدشوت بزمان" العبري للتعليق عليها بالقول" إنّ كل ما تبقى للحزب هو عبور الحدود وغرس العلم في الموقع..
بحسب مصادر صحفية لبنانية، فإنّ العمليّتَين النوعيّتَين للحزب، جاءت مباشرة بعد وصول رسالة "اسرائيلية" حادّة عبر وسطاء الى بيروت، فآثر الحزب الرّد عليها في الميدان برسالة مفادها" نحن جاهزون لأي مغامرة تجاه لبنان، هذه المرّة لن يكون مسرح عمليّاتكم على الاراضي اللبنانية، بل سننقل المعركة الى داخل مستوطناتكم"...
وفيما تلمّح معطيات عسكريّة الى اوراق "امنيّة" خطيرة لم تكشف عنها كتائب القسّام بعد شمال وجنوب غزّة، حيث نفّذت كمينا اليوم في احد انفاق رفح ادّى الى مصرع 3 جنود "اسرائيليين" وإصابة آخرّين بجروح خطيرة.. يبدو انها ستكون مرحلة ضربات مدوّية بوجه "اسرائيل" في غزة وصولا الى الجبهة الشمالية، حيث وُضعت القواعد العسكرية في حال تأهّب قصوى" تحسّبا لتلقّي ضربات واختراق المناطق المحصّنة"-بحسب ما افادت وسائل اعلام عبريّة اليوم!..
هذا ولم تقل "انصار الله" اليمنية، والمقاومة العراقية كلمتهما بعد .. "تصف شخصيّة قيادية في محور المقاومة المرحلة المرتقبة ب"الساخنة جدا اذا قرّر نتنياهو المضيّ بالتصعيد، ربطا بقرار غير مسبوق اتخذه المحور، مرجّحا ان تكشف ساحات الإسناد عن اوراق "خطيرة"، ومكتفيا بقول عبارة "الى ما بعد الجليل"! ردّا على اي مغامرة "اسرائيلية" مباغتة ضدّ لبنان..