بيروت؛١٤/٦/٢٠٢٤
ميخائيل عوض
سلم هنية ونخالة للوسيط القطري ملاحظات المقاومة على ورقة بايدن .
يبدو الخبر عاديا بينما دلالاته هامة جدا.
فان يسافر نخالة من بيروت او دمشق الى قطر بذاته حدث في هذه الظروف. وان يقدمان الملاحظات حضوريا ومعا ايضا فيها دلالة.
الحدث يأخذ قيمة من المكان ولزمان.
المكان الدوحة والمنطقي ان هنية مقيما فيها. فلماذا استدعي نخالة والى الدوحة. وعادة ما تستفتي حماس الفصائل وتعرض صياغتها ويتم الاتفاق وتتولى هي تسليم الملاحظات الى الوسطاء.
الزمان حرب ضروس مصيرية ووجودية والمفاوضات جارية وحماس تحت ضغط شديد من المضيف القطري والوسيط المصري.
الرسالة الاهم هي في الاتي؛
١-المقاومة في غزة موحدة تخوض الحرب والتفاوض بوحدة مصير.
٢-محور المقاومة وساحات الاشتباك وجبهات الاسناد تعمل بغرفة عمليات واحدة تدير الحرب والجبهات وتنسق الاداء وتدير ايضا الحرب السياسية والاعلامية والدبلوماسية موحدة وبإتقان كإدارتها للحرب في الميدان وابداعية كعجائبية طوفان الاقصى.
٣-حضور نخالة رساله ذكية رائعة. تقول بوضوح قاطع ان اشتد الضغط على وفد حماس في قطر ومصر فالوفد سيجلس بعيدا عن مسرح التفاوض وسيكون المفوض نخاله ونخاله والجهاد الاسلامي لا تقيم في قطر ولا في مصر وليس لأي من الدولتين اي فضل او مونه عليها. وهكذا قدمت حماس بإبداعية ردا متقنا عمليا وبالمعطيات المادية وخيرت الوسطاء وامريكا واسرائيل بين وقف الضغوط والابتزاز على قيادة حماس في قطر ومصر او تسليم المقود في الحرب الدبلوماسية للجهاد الاسلامي- وقلعوا معها اذا فيكم تقلعوا.
وفي الاجراء حنكة وحكمه ورسالة واضحة فإما تستجيبون لشروط المقاومة او خيارنا نهائي على منهج الجهاد الاسلامي التي لم تقبل مبدأ التفاوض والحلول السياسية ولا شاركت في عملية سياسية حتى في غزة والكلمة الفصل للمجاهدين وللميدان والحرب مصيرية وستنتصر غزة لا خيار او احتمال اخر.
حقا حماس وكتائب القسام كما الفصائل الجهادية وشعب غزة يقدمون عرضا ثوريا نوعيا في ارقى تجليات العمل الثوري المقاوم وفي شتى مجالات وفروع الحرب الجارية وهي حرب وجود ومصير ولن يكون لإسرائيل بعدها مكانا في المنطقة.
فعندما يكون للمقاومة والشعب قيادة حكيمة خبيرة ابداعية صلبة لا تساوم ولا ترتهب لضغوط وتقدم قادتها وابنائهم واحفادهم شهداء جنبا الى جنب مع ابناء شعبها واهلها ولديها القدرة الهائلة على المناورة واشتقاق الخطوات الابداعية والمفاجئة وارباك الخصم وافشال مناوراته يكون النصر حتمي لا مفر منه .
هكذا علمتنا تجارب التاريخ الظافرة وتجربتنا العربية والفلسطينية.