هل يصل فرنجية الى بعبدا على صهوة القوات؟
مقالات
هل يصل فرنجية الى بعبدا على صهوة القوات؟
ميخائيل عوض
19 حزيران 2024 , 05:10 ص

بيروت؛ ١٨/٦/٢٠٢٤

ميخائيل عوض

لا دخان بلا نار.

في الحركة بركه.

لا يبدو امرا عفويا او مزاجيا الحراك المحموم الذي شهدته الساحة اللبنانية والوفود والمبادرات التي اطلقت لإعادة تحريك ملف الفراغ الرئاسي الذي طال في انتظار التوافقات ومصير حرب غزة.

ابرز ما في الحراك تصريح للمرشح الوزير سليمان فرنجية دعا الى منازلة بينه وبين الدكتور جعجع في مجلس النواب؟

عند جهينة الخبر اليقين.

رد الدكتور جعجع بالطلب من الوزير جبران باسيل تأييده وانتخابه لرئاسة الجمهورية" الغاية شبه المستحيل تحقيقها".

التناغم واضح بين التصريحين وتاليا قد تكون القطبة المخفية.

فحرب غزة وان طالت باتت نتائجها محسومة فهزيمة اسرائيل محققه كيفما ذهبت الامور وجرت السيناريوهات. وفوقها انكشاف هزال التأثير الامريكي في الاقليم والعرب والمسلمين وحرب البحار وتحالفات امريكا واقعا معاشا فاضحا.

العلاقة السورية السعودية العربية في افضل حالاتها ومساراتها الحكمية الى المزيد من التعزيز وكذا مع ايران ومع حزب الله فقد حسم الامر والمصالحات شكلت نقطة تحول جوهرية وبداية مسارات جديدة ومستدامة.

القوات اللبنانية تمردت ومتمردة على امريكا وإملاءاتها وعلى فرنسا واستعراضاتها وقد تمتنت علاقتها وتوثقت بشدة مع السعودية وتعززت بعد اقصاء السنية السياسية وحريريتها.

السعودية بسياسات الامير الملك محمد بن سلمان قرر عن سبق تصور والزم الامارات وبكل حال قطر ليس لها تأثير فعلي الا من كيسها الدولاري وعلى وسائل اعلام ومجموعات العالم الافتراضي رفع اليد عن لبنان .

بن سلمان قرر شطب السنية السياسية بإخراج الحريرية من اللعبة السياسية ومازال وغالبا لن يغير.

وافصح امام الكثيرين ونقل رئيس حكومة تصريف الاعمال عن لسانه منذ زمن وامام الاعلامين ان الدور السعودي في لبنان لن يعود الا على صهوة الحصان السوري.

بتجميع هذه المعطيات نستنتج ان المسرح يؤهل ويعد لعرض جديد ليس بالضرورة ان يكون متزامن مع نهاية حرب غزة ووقفها.

العرض يقوم على دورة انتخابية مفتوحة على جلسات كما في نص الدستور يتقدم للأولى مرشحان الوزير فرنجية والدكتور سمير جعجع وربما قائد الجيش الذي تراجعت حظوظه حديا وتخلى عنه المتحمسون والفاعلون.

المنطقي في الجلسة الاولى ان لا احد ينال النصف زائد واحد اما في الثانية فينال فرنجية الاكثرية المطلوبة ويقضي الله امرا كان مفعولا.

القوات والتقدمي والمستقلين والمحسوبين على السفير السعودي لجلسة فيها الدكتور جعجع مرشحا يؤمنون النصاب للثلثين وباعتماد اكثر من دورة للتصويت ستكون حظوظ فرنجية مؤمنه.

ماذا تخسر القوات ؟

لا شيء بل هي كاسب محوري.

فالمنطقي ان الدكتور جعجع يعرف ما جرى من تحولات ويعرف ان لا فرصة حقيقة له واذا تحققت فرصته بالتوازنات النيابية اللبنانية فلا فرصة لجلسة ولا فرصة لبنان برئاسته في ظل التحولات العاصفة والجذرية في البيئة العربية والاقليمية والعالمية.

تكسب القوات في تامين النصاب وذريعتها مقبولة فالدكتور جعجع مرشحا ووصوله بيد النواب وخاصة المسيحين والتيار الوطني الحر فالقوات كانت قد سلفته رئاسة الجنرال عون وليتحملوا المسؤولية.

تكسب كثيرا في تفاهم وديل لستة سنوات مع فرنجية وهو ومن معه لا يعارضون.

فقد كسبت القوات تمثيل المسيحين وهذه جل غاياتها وجوهرة سياساتها ومخططاتها وينحسر نفوذ ومكانة التيار الوطني الحر ورئيسه باسيل ويخسر من كتلته وقد اعمل سكين الفرز والفصل لتامين تفرده بلا منازع او من يجرؤ على الاختلاف معه وخسر تحالفه مع حزب الله والوزير فرنجية ليس منافسا مسيحيا للقوات.

هذا سيناريو واقعي جدا وله الكثير من عناصر انفاذه وان يكون الخاسر الاكبر الوزير جبران باسيل والتيار الوطني الحر فقد جنت على نفسها براقش.

فحزب الله والثنائي وسورية يتصرفون على ان ذمتهم بريئة فقد اوفوا الجنرال عون حقه وردوا له دينه وراهنوا على الوزير جبران باسيل ان يكون وفيا لفرنجية الذي استجاب لتمنيات سورية وحزب الله واهدى الجنرال عون ولاية لستة سنوات وقدمه على نفسه ولم يحسن التيار الوطني من استثمارها وانفقها بالمناكفات وبحبكات التشاطر للوزير باسيل مرة في الانقلاب على اوعى خيك باتفاق معراب ومرة على الرئيس سعد الحريري ودوما بالصراع مع رئيس المجلس النيابي .

القوات حققت غايتها من المعارضة ومن دورها في ١٧ تشرين واستثمرت كثيرا في سياسات ومعارك الوزير جبران باسيل فقدم لها المجتمع المسيحي على طبق من صراع مفتعل مع حزب الله ورهان خاطئ على امريكا واسرائيل.

ما كان مؤجلا بحثه حتى تنتهي حرب غزة لم يعد مستحيلا تحقيقه ولو استمرت الحرب.

القافلة تسير والتغيرات الجوهرية في التوازنات والاوزان بدأت مفاعيلها ولبنان ساحة مفصلية وموقع جيبوليتكي هام.

اولى ثمار المقاومة وتضحياتها وجبهتها المساندة لغزة قد تطل برئيسها وتبدا مسيرة لبنان الجديد مع فرنجية.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري