*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*

*إنه العملاق اليمني، والبلد الوحيد الذي فرض حصارًا حقيقيًا كاملًا على العدو الصهيوني دعمًا لغزة وعلى عدة مراحل في البحر الأحمر والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.*

*ومن المفارقات أن إحتلال اليمن من قبل قوات تحالف العدوان الكوني على اليمن بقيادة السعودية والإمارات كان بإيعاز إسرائيلي، ومباركة دولية، وغض نظر أممي، وذلك للحفاظ على سلامة ملاحة السفن الإسرائيلية في باب المندب مقابل نهب ثروات اليمن.*

*فاحتلت الإمارات كافة الموانئ اليمنية وعصي عليها إحتلال ميناء الحديدة؛ فتدخل مجلس الأمن عندما تكبدت قوات الحلفاء بمشاركة امريكية وفرنسية مباشرة خسائر فادحة؛ فوُضِع الميناء تحت إشراف أممي.*

*وكما إحتلت الإمارات جزيرة بريم (ميون) في باب المندب وحولتها إلى ثكنة عسكرية بعد طرد أهلها وانشأت مطارََا عسكريًا فيها لتؤمن حرية الملاحة لسفن العدو خلال مرورها في باب المندب، ولأكمال السيطرة الكاملة على الملاحة في خليج عدن والبكر الأحمرظ إحتلت الإمارات جزيرة سقطرى الإستراتيجية بالمكر والخديعة؛ حيث تم بناء مستشفى زايد بطاقم إماراتي كامل بحجة مساعدة أهل سقطرى. وأغروا رؤساء القبائل ببناء وحدات سكنية فارهة لهم ، وأكثروا من زيجات السقطريات من أفراد وضباط الجيش الإماراتي. وحولت الإمارات الجزيرة إلى مركز استخباراتي متقدم للصهاينة.*

*لم تُرهب قادة اليمن عسكرة البحر الأحمر وباب المندب حيث تدخلت أمريكا وبريطانيا مباشرة باستحضار الأساطيل البحرية لفك الحصار عن الموانئ الصهيونية وفشلت في ذلك ؛وأصبحت قطع الأساطيل أهدافًا مشروعة لليَمنيين وجرى استهدافها عدة مرات وأصابوا عددا منها بشكل مباشر.*

*وقد تم توجيه التحذيرات لكافة السفن التي تحمل شحنات إلى موانئ العدو الصهيوني بإستهدافها ونَفَّذت تهديداتها وقد أقفلت كافة الموانئ المطلة على البحر الأحمر.*

*وقد إستطاعت القوات اليمنية الإسبوع الماضي من إصابة سفينة راسية في ميناء حيفا وتم فرض رقابة تامة على الخبر.*

*تتحمل أمريكا وبريطانيا وإسرائيل كافة الأضرار الجانبية في البحر الأحمر أو في المحيط الهندي أو في البحر الأبيض المتوسط نتيجة لإغراق السفن التي تتجاهل التحذيرات لقانون الحظر الذي فرضته القوات اليمنية بمنع أي سفينة من التوجه إلى موانئ العدو.*

*ولا بد من توضيح بعض الأمور بأن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل شكلوا تحالفًا دوليًا للعدوان على اليمن كونه يهدد سلامة التجارة الدولية. وقد أوضحت اليمن موقفها بأن الإستهداف محصور فقط بالسفن المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية حتي يتم رفع الحصار عن غزة ورفح وأهلها، وانسحبت عدة دول من إرسال أساطيلها إلى البحر الأحمر.*

*فبدلًا من الضغط الدولي على إسرائيل لإزالة الأسباب التي أدت إلى تدخل اليمن في فرض الحصار على السفن المتوجهة إلى موانئ العدو؛ فأن الضغط الدولي يتركز على اليمن. وقالها قادة اليمن من موقع القوة: "إرفعوا الحصار عن غزة ورفح وأهلها نرفع الحصار عن موانئ العدو.*

*ولا بد من الأشارة بأن اليمن يعاني حصارََا جائرًا على كافة المعابر البرية والبحرية والجوية منذ بدء العدوان عليه بتاريخ 25 آذار/ مارس 2015 وحتى اليوم.*

*وقالها قائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي : "إن الدفاع عن غزة هو واجب شرعي واخلاقي وقانوني وإنساني.*

*فقمة العطاء تكون عندما تجود النفس والموارد شحيحة. ولكن عندما يكون الأمر مرتبطًا بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي للفلسطينيين فإن الأمر بات يمس بالعقيدة والإيمان؛ فيبذل اليمنيون المهج وكل ما يملكون للدفاع عنهما.*

*قال الإمام علي (عليه السلام): “الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم، وعلى كل داخل في باطل إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به".*

*فاليمنيون كانوا عبر التاريخ من يعتمد عليهم رسول الله في صد العدوان والدفاعرعن المظلوم، وهم يتوارثون ذلك عبر أجيالهم. ولذا عُرف اليمن بأنه مقبرة للغزاة.*

*إن توزيع صور إستهداف الناقلة TUTOR بصاروخين باليستيين وغرقها يحفز المجتمع الدولي والأممي ضرورة التحرك لرفع الحصار عن غزة ورفح بشكل عاجل، حتى لا يكون مصير باقي السفن التي تخرق الحظر منذ الآن وصاعدًا الإغراق وليس الإصابات التحذيرية كما كان يحصل سابقًا.*

*وإن غدًا لناظره قريب*

*20 حزيران/ يونيو 2024*