المقاومة وفن ادارة الازمات
مقالات
المقاومة وفن ادارة الازمات
عباس الزيدي
21 حزيران 2024 , 13:25 م


بقلم_الخبير عباس الزيدي

المقاومة تعتبر رائدة في هذا المجال حيث لم يسبقها سابق في تحويل التهديد الى فرصة او نصر  حيث استطاعت تفكيك الكثير من الازمات والتغلب عليها بعد معرفة أسبابها واشكالها  فمنها ماهو طبيعي واخر مصطنع تقف ورائه محركات واجندات يختلف بعضها عن البعض الاخر   بمختلف مجالاتها •

فهي حدث مفاجئ قد يكون متوقعا  يهدد المصلحة الوطنية مع قلة الامكانيات ولها خصائص تتميز بها دون غيرها  مثل تصاحبها اعمالا عدائية نتيجة تغييرات داخلية او خارجيةتستهدف القيم الرئيسيةلسياسة دولة أو مجتمع ما تتفاوت درجة خطورتها ويكون السقف الزمني المتاح  للاستجابة والرد فيها ضئيلا ومحددا لتحديد الاتجاهات مع وجود درجة عالية من الشك في الخيارات المطروحة اما بسبب عدم اليقين او نقص المعلومات وربما تصل الى مستوى المواجهة المباشرة بحسب عناصر الخطر •

  الازمات تختلف اسبابها فمنها نتيجة عوامل سياسية او اقتصادية او بيئية او اجتماعية او عقائدية او عوامل طارئة وبطبيعة الحال ونتيجة تلك الاسباب تختلف مجالاتها  فمنها المحلية والاقليمية والدولية وعليه فان حجومها تختلف حسب اهداف محركاتها والذين يقفون ورائها •

لقد تعاملت المقاومة  مع الازمات بحنكة وحكمة عالية حيث عمدت الى تحليل الكثير منها ومعرفة أبعادها من خلال عناصر  اعتمدتها مثل معرفة مصدر الازمة واسبابها وقياس ثقلها بمدى تهديدها للمصالح الحيوية او القيم الانسانية وايضا كثافة الازمة وتعقيداتها وتلاحق صفحاتها وأحداثها ونطاقها المكاني او الجغرافي  في سقف زمني محدد•

لقد ترك البعث الصدامي  المجرم  (والذي هو بالاصل  اكبر ازمة جاء بها الإستعمار الى العراق  )  عبارة عن ركام ومرجل ازمات امتدت تاثيراته وتوسعت من محيلة  الى اقليمية وعالمية مثل حروب القمع الداخلية اوالخارجية  التي كان من نتائجها احتلال العراق  والغزو الامريكي •        ومنذ 2003 حتى هذه اللحظة  ادخل الاحتلال العشرات بل المئات من الازمات ولازال يضغط ويبتز مصادر القرار  والطبقة  السياسية ولم يترك اي نوع من الازمات وبمختلف المستويات الا ونفذها في العراق  وباساليب خسيسة ومفضوحة  وكان أخطرها الازمات العقائدية والعرقية التي عمل عليها  بعد ارتفاع درجة المواجهة مع الاحتلال وحجم الخسائر التي تكبدها نتيجة عمليات المقاومة العراقية البطلة  حيث شجع واختلق ونشر وغذى الفتن الطائفية  والتوجهات الانفصالية ووضع العراق تحت تهديد الحرب الاهلية لاكثر من مرة لكن حكمة المرجعيةالعليا والغيارى من ابناء المقاومة هما من وقفا بوجه مخططات الاحتلال وأفشالها ولازال يستخدم الضغوط الاخرى مثل  تعطيل عموم الخدمات (الكهرباء بالدرجة الاولى ) وكذلك ارتفاع سعر الدولار واستخدام المظاهرات والحراك الشوارعي غير المنضبط تحت شعار الديمقراطية  المضطربة تلك الكذبة الجوفاء  التي سوقها للعراق والعالم •

ان مواجهة  وتصفير الازمات تتطلب مواجهة مصدرها واسبابها ولايخفى ان كل الازمات يقف ورائها الاحتلال  وعليه لا مناص من مواجهة الاحتلال بكل قوة وهي مسؤولية كل   ابناء الوطن بغض النظر عن مذاهبهم ومشاربهم لتحقيق السيادة الكاملة•

ان كارثة الكوارث وازمة الازمات هي بقاء الاحتلال دون طرده او التصدي له في جميع  المجالات سيما وانه في وضع لايحسد عليه مع اختلال كبير في موازين القوى وان الفرصة مؤاتية  لذلك حيث انتماء العراق الى محور مقاومة كبير وعمق  استراتيجي يمتلك من القدرات والامكانيات تؤهله لمواجهة الاحتلال  والاجندة الشيطانية التي يريد تنفيذها في العراق او المنطقة عبر العراق •

على الطبقة السياسية ان تتحرر من جنون عشق السلطة وتنهض بواجباتها الوطنية و الشرعية والاخلاقية في اتخاذ موقف حازم وصريح  من الاحتلال  الذي جعل العراق  يقف على مرجل الازمات وخلاف ذلك فان المستقبل القريب  وليس البعيد  حافل بالأزمات معروفة الاسباب والمصدر وهو الشيطان الاكبر •

انه زمن الانتصارات وغطرسة أمريكا إلى زوال

واذا كان الكرم شجاعة  

فان المقاومة قرار

والجود بالنفس اقصى غاية الجود •

انا شيعي اذن انا مقاوم

https://t.me/abbasalzady

المصدر: موقع إضاءات الإخباري