عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
صورة الأسيرة نوعا ارغمان التي كانت بعهدة حماس طيلة 8 أشهر تعكس وضعها النفسي الجيد جدًا وفوق العادة؛ فقسمات وجهها لا يمكن التصنع فيها، تؤكد بأنها مرتاحة جدًا طيلة هذه المدة بالرغم من معاناتها للقصف اليومي طيلة 8 أشهر، بالإضافة إلى تعرضها لظروف قاسية جدًا ناجمة عن القصف التدميري الجنوني وإطلاق الرصاص بكثافة يوم تحريرها. واللافت أن صحتها جيدة ولم تعانِ الجوع الذي عاناه الفلسطينيون. والمميز في إطلالتها كان اناقتها وشعرها النظيف جدًا في ظل منع المواد التموينية والمياه كليًا عن غزة ورفح.
وفي لغة الجسد فإن أرغماني كانت الوحيدة التي تميزت بإبتسامتها العربضة فرحًا بالحرية دون وجود أية أثار فس أساريرها لسوء معاملتها طوال ثمانية أشهر.
وعندما ننظر إلى صورة المحتجز المحرر بدر دحلان وبعد شهر واحد من التعذيب النفسي والجسدي؛ فإن الصورة تتحدث عن معاناة هذا الشاب من وحشية وبربرية وهمجية السجّان الإسرائيلي.
فلا تزال أثار التعذيب بين عينيه؛ وجحوظ عينيه تؤكد الضرر البالغ الذي أصاب الجهاز العصبي المركزي. وقسمات وجهه تعبر عن مدى الخوف والرعب والفلق وعدم الإطمئنان نتيجة لهول التعذيب النفسي والجسدي الذي تعرض له، وعدم تقبل بدر لهذا الواقع الفظيع، الأمر الذي فاقم من معاناته الجسدية والنفسية. وبات بأمس الحاجة إلى تقييم نفسي وجسدي وصور مغناطيسية وتخطيط لرأسه لتحديد وضعه؛ وهذه المعدات دمرها العدو حين دمر كل مستشفيات قطاع غزة.
لقد تابعت مقاطع الفيديو المتعلقة بنوعا وبدر وحللت مضمونهما؛ فالى جانب ما نقلت الصورتان أضيف بأن أسارير وجه ارغماني تميز بهدوئه ولا يخفي أي أثر للإعتقال بعكس المحررين الباقين.
وأَما فيديو دحلان فكان مأساة حقيقية من الرعب والخوف الشديدين وعدم القدرة على التركيز وتلعثم في الكلام.
وهاتين الحالتين تفرض علينا مقارنة التعامل الإسلامي مع الأسرى ومع معاملة الصهاينة اليهود العنصريين مع الفلسطينيين بالرغم من عدم َجود وحدة معيار للمقارنة؛ ولكن فرض الحال ليس بمحال. فأين الثريا من الثرى؟
فمن المواقف الخالدة لرسول الله في تعامله مع الأسرى مع ثمامة بن أثال، من زعماء بني حنيفة، جاء للمدينة ليقتل الرسول، فأسره الصحابة، وجاءوا به إلى المسجد، فما كان من رسول الله إلاَ أن قال «أَحْسِنُوا إِسَارَهُ»، وقال: «اجْمَعُوا مَا عِنْدَكُمْ مِنْ طَعَامٍ فَابْعَثُوا بِهِ إِلَيْهِ».
وأما الجيش الصهيوني العنصري فإنهم يرون في الفلسطينيين الغوييم والعماليق التي يجوز قتلهم في زمن الحرب. فهم لا يملكون أية ذرة من القيم الأخلاقية والإنسانية. فقد نقل المحامي خالد محاجنة لدى زيارته سجن "سدي تيمان" السري شهادات مروعة عن التعذيب القاسي والإعتداء على شرف المحتجزين.
وفي جانب آخر، ولمنع إظهار حسن تعامل حركة حماس مع الأسرى فقد تم فصل لمى طاطور عن العمل وهي ممثلة ومذيعة في القناة الـ12 الإسرائيلية، من عرب 48، بسبب منشور عبر حسابها على إنستغرام، تساءلت فيه عن مظهر الأسيرة الإسرائيلية نوعاه أرغماني، والتي استعادها الجيش الإسرائيلي من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة مع 3 آخرين بعد 9 أشهر بشكل شخصي ولبس خلال عملها.
ونشرت طاطور صورة لنوعا عبر خاصية “قصتي” (ستوري) في حسابها على إنستغرام وعلقت عليها متسائلة: “هاي شكل واحدة مخطوفة، صارلها 9 أشهر.. حواجبها أرتب من حواجبي.. بشرتها؟ شعرها أظافرها؟؟؟؟ ايش في؟؟”.
هذه هي صورة الإسلام المحمدي الأصيل في التعامل مع الأسرى؛ والصهاينة قالوا عن الفلسطينيون بأنهم وحوش بشرية.
فمن هم الوحوش؟؟؟!!!
وإن غدًا لناظره قريب
22 حزيران/يونيو 2024