مادبا، جغرافيا المكان ثابت / التصنيف حسب الراوي الجغرافي
مقالات
مادبا، جغرافيا المكان ثابت / التصنيف حسب الراوي الجغرافي
جورج حدادين
25 حزيران 2024 , 16:16 م


جورج حدادين

تقع مادبا في منطقة سهلية وسط هضبة البلقاء، وسط الأردن، البلقاء تعني المنطقة شديدة الإخضرار، تمتد على مساحة 2975 كم2 بين وادي الزرقاء ( النهر الذهبي ) شمالاً ووادي الموجب ( ارنون ) جنوباً ونهر الأردن غرباً والبادية شرقاً.

مادبا مدينة مؤابية تأسست قبل حوالي 4000 عاماً، تحيط بها قرى مؤابية: بيت ماعين، بيت التيم بيت جلول منجا أم العمد، ام الرصاص، عرعر ، بحسب ما ورد في مسلة ميشع، الذي بنى مئات القرى.

يعتبر الإستقرار البشري في مادبا قديم ويعود للقرن العاشر ق. م. عصر الزراعة، ثم اصبحت مدينة عمونية، فنبطية ثم غسانية، استمرت حياة المدينة لحوالي عام 749 ميلادي، حيث أصابها الدمار الشامل نتيجة زلزال بقوة 7 درجات على مقياس رختر، وهجرت حوالي 1131 عاماً، حيث قدمت ثلاث عشائر من الكرك وأعادة بناءها.

عانت مادبا منذو التأسيس من الحروب والدمار المتتالي، لكنها كطائر الفنيق تخرج من الرماد مرة تلو الأخرى،

دمّرت للمرة الأولى منتصف القرن التاسع قبل الميلاد، أثناء حرب التحرير التي قادها الملك المؤابي العظيم ميشع ( مسلة ميشع ) التي وثّقت انتصاره على يورام ، على زمن الملك العبري عمري،

ثم دمّرت للمرة الثانية أثناء اجتياح الأشوريين لفلسطين، عبر مادبا / جبل الصياغة ، منتصف القرن الثامن ق. م. حيث حدث السبي البابلي الثاني للعبرانيين، وتم أخذهم الى بلاد الرافدين سبايا،

أحتكت هذه القبائل العبرانية ألإثني عشر ( وليسوا أثني عشر صبط ) مع حضارة بلاد الرافدين ، تعرفوا حينها على أول ملحمة في تاريخ البشرية " ملحمة قلقامش " التي أصبحت فيما بعد " توراة " مقدسة لديهم.

وفي القرن الثاني قبل الميلاد، حدث صراع دموي في مادبا بين المكابيين ( العبرانيين) وآل جمبري، من قبيلة عمري المادبية، الذين نصبوا كمين ليوحنا المكابي أثناء توجههم لطلب المساعدة من النبطيين فقتل يوحنا ورفاقه، وانتقاماً لمقتل يوحنا قام أخواه جونثان وسمعان بالهجوم على مادبا فقتلوا كل من شارك في عرس أحد أبناء عمري ( اليهودية القديمة لمؤلفه جوزيف فلافيوس)

ذكرت مادبا المؤابية ضمن لائحة المدن التي تم الاستيلاء عليها من قبل العبرانيين على عهد الملك الكسندر جانيوس في القرن الأول ق.م.

كما وعد أركان الثاني بإرجاعها الى ملك الأنباط أريتاس مقابل مساعدته ضد أخيه أريسطوبولوس الثاني الذي أراد الاستيلاء على العرش.

ملاحظة: يرد في هذا السرد أن مادبا مؤابية يتم إرجاعها الى ملك الأنباط، في هذا الوقت لم تكن مملكة مؤاب قائمة، بل مملكة الأنباط، فلماذا لم يقال مادبا النبطية؟.

ذكر المؤرخ كلوديوس بتولوميوس " مادبا " في كتابه المختص بالجغرافيا ضمن مدن ولاية شبه الجزيرة العربية،

اليونانيون في القرن الرابع قبل الميلاد، حينما اجتاحوا المنطقة بقيادة أسكندر المكدوني، هم أول من أطلق مصطلح شبه جزيرة العربية على هذه المنطقة.

وكذلك اعتبرها أزوبيوس من قيصرية في القرن الثالث الميلادي ضمن مدن شبه الجزيرة العربية ، زمن مملكة الغساسنة،

وفي العصر البيزنطي، اصبحت مادبا مقراً للكرسي الأسقفي، حيث اشترك أسقفها في المجمع الخلقدوني عام 451 م. وفي أعمال المجمع ذكرت مادبا مدينة نبطية ( وليس بيزنطية )

لماذا تذكر مادبا مرة ضمن مدن شبه جزيرة العرب وفي مصادر أخرى مؤابية أو نبطية؟

عود على بدء، التصنيف حسب الراوي ، الجغرافيا ثابته والعصور ثابته والحضارة ثابته في المكان.

يتبع

المصدر: موقع إضاءات الإخباري