تظاهر عشرات الآلاف من أنصار الفصائل الحريدية المتشددة، الليلة الماضية، في مدينة القدس المحتلة، رفضا لمساعي تجنيد الحريديين في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وشهدت احتجاجات "الحريديين" مواجهات عنيفة مع شرطة الاحتلال، وإغلاق طرق وتقاطعات مركزية في القدس.
وجاءت المظاهرة الحاشدة بهدف حث أعضاء الكنيست الحريديين في الائتلاف الحكومي، على عدم الانخراط في مداولات مع شركائهم في حكومة بنيامين نتنياهو، والامتناع عن التوصل إلى حلول وسط يتم من خلالها تجنيد طلاب المدارس الدينية.
وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى "اضطرابات غير عادية شارك فيها أيضًا العديد من الأطفال والمراهقين"، حيث أضرم المتظاهرون النار في حاويات قمامة واعتدوا على الأملاك عامة.
وحاصر المتظاهرون الذين ينتمون إلى "الفصيل اليورشالمي" المتطرف، مركبة وزير البناء والإسكان، يتسحاق غولدكنوبف، ومنعوه من القيادة في الطريق إلى منزله، كما رشقوا دوريات الشرطة والمركبات المارة بالحجارة.
وهاجم المتظاهرون مركبة وزير الصحة الأسبق، يعقوب ليتسمان "يهدوت هتوراه"؛ ورشقوها بالحجارة. وقال ليتسمان في تصريحات لهيئة البث الإسرائيلية "كان 11": "أنا بخير، لقد نجوت بمعجزة. السيارة تحطمت".
واتهم المتظاهرون قادة الأحزاب الحريدية بـ "التواطؤ" لتجنيد الحريديين، وهتفوا "نازيون" و"شيكسا" (كافرون باللغة اليديشية) وخاضوا مواجهات مع عناصر شرطة الاحتلال، وسط أنباء عن توسع الاحتجاجات لأحياء حريدية مختلفة.
وانتقد المتظاهرون الأحزاب الحريدية التي كانت قد صوتت لصالح استمرارية العملية التشريعية لمشروع قانون صادقت عليه الكنيست السابق وينص فرض التجنيد بشكل محدود على الحريديين مقابل مواصلة تمويل المعاهد التوراتية.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكتروني "واينت"، أن شرطة الاحتلال اكتفت باعتقال خمسة أشخاص، على الرغم من العنف الذي شهدته المظاهرة.
وفي وقت لاحق، تفرق مئات المتظاهرين في مناطق وأحياء حريدية مختلفة بالقدس، وبعد عدة محاولات، أوقفت الشرطة جهودها لتفريق المتظاهرين الذين استمروا بإحداث أضرار وإشعال النيران في البنى التحتية، بحسب "واينت".
والأسبوع الماضي، قضت المحكمة العليا الإسرائيلية أن على الجيش البدء بتجنيد الحريديين، وبأن على الحكومة وقف تحويل الميزانيات الخاصة التي تمنحها للمعاهد التوراتية، في أعقاب انتهاء الأمر المؤقت الذي يعفيهم من الخدمة العسكرية.