اكتشاف العلاقة بين الأنسولين والتغذية المخصصة
منوعات
اكتشاف العلاقة بين الأنسولين والتغذية المخصصة
3 تموز 2024 , 15:56 م

كشفت دراسة جديدة أن بعض الأشخاص ينتجون الأنسولين بشكل أكبر استجابةً للبروتينات والدهون مقارنة بالكربوهيدرات، مما يشير إلى أن إنتاج الأنسولين يكون أكثر فردية مما كان يعتقد سابقاً، وتمهّد هذه النتائج الطريق لعلاج الحالات المختلفة من خلال تناول نظام غذائي مخصص.

عندما يتم هضم الطعام وإطلاق العناصر الغذائية، تفرز خلايا الجزر في البنكرياس الأنسولين لنقل السكر في الدم إلى خلايا الجسم لاستخدامه كطاقة، والعامل الرئيسي في إفراز الأنسولين هو الجلوكوز، الناتج عن تحلل الكربوهيدرات، ومع ذلك، فإن تأثير الأنواع الأخرى من المغذيات الكبيرة - البروتينات والدهون - على إنتاج الأنسولين لا يزال غير مستكشَف نسبيًا.

الآن، أجرى باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية (UBC) في كندا أول دراسة واسعة النطاق تقارن كيفية إنتاج الأفراد المختلفين للأنسولين استجابةً لكل من المغذيات الكبيرة الثلاثة ووجدوا أن بعض الأشخاص لديهم تأثير أقوى للبروتينات والدهون مقارنة بالجلوكوز.

وقال جيمس جونسون، أستاذ العلوم الخلوية والفيزيولوجية في جامعة كولومبيا والمؤلف المشارك للدراسة: "الجلوكوز هو المحرك المعروف للأنسولين، ولكننا تفاجأنا برؤية تباين كبير، حيث يظهر بعض الأفراد استجابة قوية للبروتينات، وآخرون للدهون، وهو ما لم نكن نعرفه من قبل، يلعب الأنسولين دوراً رئيسياً في صحة الإنسان، في كل شيء من السكري، حيث يكون منخفضاً جداً، إلى السمنة، وزيادة الوزن وحتى بعض أنواع السرطان، حيث يكون مرتفعًا جدًا، وتضع هذه النتائج الأساس للتغذية المخصصة التي يمكن أن تحول كيفية علاج وإدارة مجموعة من الحالات".

بين عامي 2016 و2022، قاس الباحثون إفراز الأنسولين استجابةً للكربوهيدرات (الجلوكوز)، والبروتينات (الأحماض الأمينية)، والدهون (الأحماض الدهنية) من خلايا الجزر البنكرياسية المأخوذة من 140 متبرعاً متوفى من الذكور والإناث، وتم إجراء تحليل شامل للبروتين وتعبير الجينات على الخلايا.

بينما، كما هو متوقع، أظهرت غالبية خلايا المتبرعين أعلى استجابة للأنسولين للجلوكوز، فإن 9% من الخلايا كان لها استجابات للأحماض الأمينية، و8% كانت لها استجابات للأحماض الدهنية أكبر من استجابات الأنسولين التي حفزها الجلوكوز.

وقالت يلينا كوليك، باحثة مشاركة في مختبر جونسون في جامعة كولومبيا والمؤلفة المشاركة للدراسة: "هذا البحث يتحدى الاعتقاد السائد منذ فترة طويلة بأن الدهون لها تأثيرات ضئيلة على إفراز الأنسولين لدى الناس، ومع فهم أفضل للعوامل الفردية لإنتاج الأنسولين لدى الشخص، يمكننا تقديم إرشادات غذائية مخصصة يمكن أن تساعد الناس على إدارة مستويات السكر في الدم والأنسولين بشكل أفضل".

كما درس الباحثون مجموعة فرعية من خلايا الجزر من المتبرعين الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، وكما هو متوقع، كانت للخلايا استجابة منخفضة للأنسولين للجلوكوز، ومع ذلك، ظلت استجابة الخلايا للأنسولين للبروتينات سليمة إلى حد كبير.

وأضافت كوليك: "هذا يعزز حقاً الحالة التي تقول أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين يمكن أن تكون لها فوائد علاجية لمرضى السكري من النوع الثاني ويبرز الحاجة إلى مزيد من البحث في إفراز الأنسولين الذي يحفزه البروتين".

المصدر: جامعة كولومبيا