كشف العلماء عن حفريات لوحش ضخم يشبه السمندر بأسنان حادة كان يسيطر على المياه قبل ظهور الديناصورات الأولى، ووفقاً للباحثين، فإن عمر الحيوان يقدر بنحو 272 مليون سنة.
تم نشر النتائج يوم أمس الأربعاء في مجلة "Nature"، وقد أطلق الباحثون على هذا النوع اسم "Gaiasia jennyae"، تكريماً لموقع Gai-as في ناميبيا حيث تم العثور على الحفرية، وتقديرًا لجيني كلاك، عالمة الحفريات التي درست كيفية انتقال الفقاريات من الماء إلى اليابسة.
وقال جايسون باردو، باحث ما بعد الدكتوراه في متحف فيلد بشيكاغو والمؤلف المشارك للدراسة، في بيان صحفي: "كان Gaiasia jennyae أكبر بكثير من الإنسان، وربما كان يعيش بالقرب من قاع المستنقعات والبحيرات".
وأضاف باردو أن هذا الحيوان كان يمتلك "رأسًا كبيراً مسطحاً على شكل مقعد مرحاض، وأنياب ضخمة وأسنان عملاقة".
وقال الباحثون أن هذا المفترس كان يستخدم رأسه العريض المسطح وأسنانه الأمامية ليمتص ويمضغ الفريسة، وقد كان طول جمجمته حوالي 60 سنتيمتر.
تم تحليل بقايا أحفورية لأربعة مخلوقات تم جمعها منذ حوالي عقد في دراسة نشرت في مجلة Nature، بما في ذلك جمجمة جزئية وعمود فقري، وقد وجدت المخلوقات قبل نحو 40 مليون سنة من تطور الديناصورات.
وعلى الرغم من أن Gaiasia jennyae كان حيواناً مائياً، إلا أنه كان قادراً على التحرك على اليابسة ببطء، حيث ينتمي هذا المخلوق إلى طبقة عليا من الحيوانات تسمى "رباعيات الأرجل"، وهي الفقاريات ذات الأرجل الأربعة التي تسلقت اليابسة بأصابع بدلاً من الزعانف وتطورت إلى البرمائيات والطيور والثدييات بما في ذلك البشر.
تأتي معظم حفريات رباعيات الأرجل المبكرة من مستنقعات الفحم الاستوائية الحارة على طول خط الاستواء في ما يُعرف الآن بأمريكا الشمالية وأوروبا، لكن هذه البقايا الأخيرة، التي تعود إلى حوالي 280 مليون سنة، وجدت في ناميبيا الحديثة، وهي منطقة في إفريقيا كانت مغطاة بالجليد والثلج.
كان اكتشاف Gaiasia انتصاراً كبيراً لعلماء الحفريات الذين يواصلون تجميع كيفية تطور العالم خلال العصر البرمي.
وقال باردو: "حقيقة أننا وجدنا Gaiasia في الجنوب البعيد تخبرنا أن هناك نظامًا بيئياً مزدهراً يمكنه دعم هذه المفترسات الكبيرة جداً، وكلما بحثنا أكثر، قد نجد المزيد من الإجابات حول هذه المجموعات الحيوانية الرئيسية التي نهتم بها، مثل أسلاف الثدييات والزواحف الحديثة."