علامة وحجة في التحقيق ، يستنار برأيه ويرتكن الى مشورته ويستهدى بما يكتب، وهو المحقق الذي اعطى للتحقيق والتأصيل التاريخي للاحداث والتطورات بعداً آخر ، انه الباحث عن الحقيقة هو سماحة الشيخ الدكتور علي جابر ، الذي انجز كتاب يشكل وثيقة تاريخية لكل باحث.
كان لنا لقاء مع الدكتور الشيخ علي جابر للحديث. عن مؤلفاته … يقول الدكتور جابر
ان نشوء الدولة الصفوية وتكونها كان ذو أهمية بارزة حيث أن ظهورها مثل الحدث الأكبر في تاريخ إيران الحديث،وبنشأتها أعيدت الوحدة السياسية والوطنية لإيران، بعد تسعة قرون، في ظل عقيدة دينية - سياسية واحدة هي المذهب الشيعي الإثني عشري الذي أعلن عن اعتناقه بصورة رسمية، ومكن من نقل إيران من عصور التفتت والاحتراب الطائفي والعنصري إلى مواجهة العصور الحديثة، والغزو الأوروبي للمنطقة .
كان إسماعيل الصفوي (ت) ۹۳۰هـ / ١٥٢٤م)، أول من حقق وحدة إيران السياسية مستنداً في ذلك على الفقه السياسي، والتاريخ، والقوة العسكرية القبلية، بمعنى أنه اعتمد في مشروعه على عناصر تاريخية بعيدة وقريبة مهمة.
واضاف : الكاتب لقد ترددت كثيراً قبل أن أعزم على الأفصاح عن نسب آل صفا واتصاله بالأسرة الصفوية الموسوية رغم الضغوط التي تلقيتها من أوساط العائلة التي كانت تصر على الأمر ويساعدها على ذلك الشهرة المتداولة في أوساطها وفي أوساط الكثيرين من المحيطين بها وأماكن سكناها بما يعرف بالمشهور المحلي. ومن جهة أخرى كنت شاهداً منذالصغر على مفاخرة العائلة بنسبها الصفوي.
وكان القرار في نهاية المطاف أن أكتب حصيلة ما وجدته وما هو اعتقادي بهذا النسب، والأسباب التي دعت إلى التردد عديدة وتتمثل بالمسؤولية الشرعية
بما يخص رسول الله (ص) والاحكام الشرعية والاجامعية للعائلة بأسرها، مع ما قد يثيره هذا الأمر من ردود فعل قد تصل إلى حد التجريح من قبل البعض إما جهلاً بالدليل أو تعصباً وعداوة، وهو ما قد يعرضني لحرج شخصي شديد.
فقد كثرت دعاوى النسب الهاشمي والتي غالباً ما تكون بلا دليل .
بل عن هوى أو لمآرب شخصية فهي ضعيفة يعوزها البرهان والدليل خصوصاً مع معارضته المشهور لها وعدم وجود شبهة نسرية -
واشار. الدكتور جابر الى ان الموضوع في ايران استلزم النسب الشريف. مضافاً إلى التشجيع والحض من بعض الأعلام على إظهار النسب وإشهاره بعد عرض المعطيات عليهم، وكانوا متحمسين لترتيب الأثر الظاهري عليه رغم إصراري على عدم تغيير الشكل تفادياً للحرج والاكتفاء بالكتاب ومشجرة النسب المرفقة فيه.
وقال الدكتور جابر لا أبالغ إذا قلت إن ما هو حاضر بين أيديكم هو حصيلة سنوات طويلة كنت أعمل فيها باحثاً ومتتبعاً للأدلة والقرائن كنت أجد أحياناً وأتكاسل أخرى إلى أن بلغت ما بلغت.
من هنا دعونا نبحر قليلا في ما تناولته هذه الدراسة التحقيقية التعريف بالدولة الصفوية التي تنتسب إلى الجد صفي الدين الأردبيلي منذ تاريخ التأسيس وإلى سقوطها وإثبات نسب الجد إلى أحفاد وذراري القاسم بن السيد حمزة بن السيد الإمام موسى الكاظم الله بن السيد الإمام جعفر الصادق لله بن السيد الإمام محمد الباقر بن السيد الإمام زين العابدين بن السيد الإمام الحسين بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب .
وإن أصل السلالة للملوك الصفوية تنحدر جذورها من أذربيجان وتنتسب إلى العلامة السيد صفي الدين إسحاق الأردبيلي الذي كان شيخاً على الطريقة الصوفية وعلى مذهب الإمام الشافعي كما قيل الذي انتقل إلى أردبيل في شمالي إيران، ومن هذا الإسم صفي الدين أخذت السلالة الطاهرة اسمها السلالة الصفوية، ويصل مؤرخو عصره نسبه إلى الإمام موسى الكاظم كما سبق وذكرت.
واكد الشيخ الدكتور علي جابر ان نسب الامام الخميني قدس الله سره يعود الى الصفويين، ويقول سماحته ان السادة آل الامام الراحل السيد الخميني مكسّر الاصنام وهو حسب معطيات التحقيق في الموسوعة هم من السادة الصفويين، وان السادة النواب نواب الصفوي والذين ينتمي إليهم الشهيد السيد مجتبى مير لوحي نواب صفوي وغيرهم الكثير من الأسر المنحدرة من القاسم بن الحمزة.
واخلص الى القول انه يمكن اعتبار الكتاب من الاعمال التحقيقية التأريخية التي يمكن الركون اليها في البحث العلمي البعيد عن العواطف وانما يستند الى ادلة عقلية وتاريخية تساهم في جلاء الكثير من المعلومات التي دخلها الكثير من المغالطات.
خديجة البزال .