كيف يمكن تقليل خطر الإصابة بالخرف من خلال تغيير نمط الحياة؟
دراسات و أبحاث
كيف يمكن تقليل خطر الإصابة بالخرف من خلال تغيير نمط الحياة؟
10 تموز 2024 , 12:00 م

كشفت الأبحاث الحديثة أن هناك أربع طرق رئيسية يمكننا من خلالها تقليل فرص الإصابة بالخرف مع تقدمنا في العمر، ويأتي هذا البحث لدعم النصائح الصادرة عن هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) التي تشير إلى أن أربعة من بين كل عشرة حالات خرف يمكن منعها من خلال اتباع نمط حياة صحي.

ما هو الخرف؟

الخرف هو مجموعة من الأعراض المرتبطة بتدهور وظائف الدماغ المستمر، حيث يشكل مرض الزهايمر والخرف الوعائي الجزء الأكبر من الحالات، وإلى جانب فقدان الذاكرة، يمكن أن يؤثر الخرف على طريقة تحدث الشخص وتفكيره ومشاعره وسلوكه، وفي مراحله المتقدمة، قد يصبح الأشخاص غير قادرين على العناية بأنفسهم.

البحث وأهميته

مع توقع أن يتجاوز عدد المصابين بالخرف في المملكة المتحدة لوحدها المليون بحلول عام 2030 بسبب التقدم في العمر، يجري حالياً الكثير من الأبحاث حول كيفية الوقاية من الحالة وعلاجها وربما حتى الشفاء منها، وقد اقترحت الأبحاث السابقة أن حوالي 40% من حالات الخرف يمكن تجنبها من خلال إجراء تغييرات معينة في نمط الحياة، وقد اكتشف بحث حديث أدلة تدعم هذه الفرضية، كما ذكرت صحيفة Gloucestershire Live.

العادات الأربع وتأثيرها على الصحة العقلية

نُشرت الدراسة في مجلة Nature Communications وأشارت إلى أن العادة الأكثر ضرراً على صحة العقل هي التدخين، كما وجدت الدراسة أن الجمع بين التدخين وتناول كميات كبيرة من الكحول، وعدم ممارسة الرياضة، وقلة التواصل الاجتماعي يزيد من فرص الإصابة بالخرف.

قام فريق العلماء من جامعة كوليدج لندن (UCL) بدراسة 16 مجموعة مختلفة من أنماط الحياة لعزل تأثيرات التدخين واستهلاك الكحول والنشاط البدني والتواصل الاجتماعي على تدهور الإدراك، وتابع الباحثون أكثر من 32,000 بالغ تتراوح أعمارهم بين 50 و104 في 14 دولة على مدى يصل إلى 15 عاماً.

نتائج الدراسة

كشفت النتائج أن غير المدخنين أظهروا معدلات أبطأ من تدهور الإدراك مقارنة بالمدخنين، بغض النظر عن العوامل الأخرى لنمط الحياة، وهذا يشير إلى أن الإقلاع عن التدخين، أو عدم البدء فيه مطلقاً، قد يكون الخطوة الأكثر أهمية في الحفاظ على وظائف الدماغ مع تقدم العمر.

عندما ركز الباحثون على هذه العوامل لنمط الحياة، تم تصنيف المشاركين في الدراسة كمدخنين حاليين أو غير مدخنين، ومتوسطين أو شديدي الشرب، ونشطين بدنياً بمعدل أسبوعي أو أقل، وأشخاص لديهم تواصل اجتماعي أسبوعي أو أقل، وتم قياس وظائفهم العقلية باستخدام اختبارين بما في ذلك اختبار الذاكرة واختبار الطلاقة اللفظية.

أهمية النتائج

كشفت النتائج أن المدخنين الذين يشربون بكثرة ويمارسون الرياضة بشكل غير منتظم ولديهم تواصل اجتماعي محدود أظهروا أسرع معدل لتدهور الإدراك، ومع ذلك، كانت النتيجة الأكثر أهمية هي أن المدخنين الذين اتبعوا جميع السلوكيات الصحية الأخرى أظهروا أيضاً تدهوراً أسرع في الإدراك مقارنة بغير المدخنين، أما بين غير المدخنين، فقد كانت الفروق في العوامل الأخرى لنمط الحياة أقل تأثيراً على الدماغ.

أوضحت الدكتورة ميكايلا بلومبرغ من UCL: "تشير نتائجنا إلى أنه من بين السلوكيات الصحية التي فحصناها، قد يكون عدم التدخين من بين الأهم في الحفاظ على الوظائف العقلية، وبالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون التوقف عن التدخين، تشير نتائجنا إلى أن الانخراط في سلوكيات صحية أخرى مثل ممارسة الرياضة بانتظام، واستهلاك الكحول بشكل معتدل، والتواصل الاجتماعي النشط قد يساعد في تعويض التأثيرات السلبية على الإدراك المرتبطة بالتدخين."

المصدر: مجلة nature