اربع انتخابات والخامسة فاصلة.< محاولة اغتيال ترامب اول الغيث
مقالات
اربع انتخابات والخامسة فاصلة.< محاولة اغتيال ترامب اول الغيث
ميخائيل عوض
19 تموز 2024 , 10:18 ص


بيروت؛ ١٨/٧/٢٠٢٤

ميخائيل عوض

قد لا تكون صدفة بلا معنى ان تجري اربع انتخابات في دول محورية وتتزامن فتاتي نتائجها لتؤشر الى اتجاه واحد برغم اختلاف الجغرافية والشعوب والظروف.

انتخابات البرلمان الاوروبي قررت نتائجها ان الشعوب لم تعد تحتمل او تقبل الليبراليين من عملاء لوبي العولمة الامريكية للبرلة الدول والشعوب ونهبها وتدمير حضاراتها وقيمها وانسانيتها لتحقيق مصالح الحفنة المهيمنة.

الانتخابات الفرنسية في جولتيها قررت ان اسقاط النخبة المتامركة التي اعدتها واشنطن واوصلتها الى سدة القيادة في اوروبا والتي اسهمت بإفقار الشعوب وتدمير قيمها وثقافاتها ومؤسساتها ووحداتها الوطنية وحولت اوروبا واتحادها الى جمهوريات موز اصبحت عبئا على دولها وشعوبها ولابد من اسقاطها فجاءت النتائج تعزز الاستقطابات الراديكالية يمن متعصب ويسار راديكالي والاثنان يرفضان النخب المتامركة.

بريطانيا سر العالم والنظام الانجلو ساكسوني المتعجرف والمتوحش وقد تسلقت قمته امريكا ويحكمها لوبي العولمة اداة الحكومة العالمية الخفية ايضا تمردت وقررت نتائج انتخاباتها ارسال المحافظين الى التقاعد فلم يعد من مجال لتحكمهم وقيادة بريطانيا كرأس رمح المخططات الأمريكية في الحروب وتدمير الامم والشعوب. صرح نواب حزب العمل بان اعترافهم بدولة فلسطين بات قريبا كما فعلت رئيسة كتلة الجبهة الشعبية الجديدة في البرلمان الفرنسي بنتائجه التي ستطلق فوضى وتفتيت وتفكك للكتلة المهيمنة وتدخل فرنسا ودولتها في حقبة العطالة.

ايران انجزت انتخاباتها المبكرة وقررت الصناديق ان للإصلاحين الجادين دور ومكانة في تقرير ما سيكون فيها ولمعالجة ازمات كامنة او كشفها واعلن عنها الرئيس المنتخب فقد طرح ثلاث مهمات؛ العودة الى الاتفاق النووي المهمة المستحيلة والدوافع الانفتاح على اوروبا والغرب والعالم. وتطوير البنية الاجتماعية لإيران لجهة علاج قضية الحجاب والحقوق والحريات الشخصية والتعامل مع مكانة وحقوق الاقليات في اشارة الى ان ايران ونظامها ايضا بات يحتاج لتطوير يتساوق مع حقائق العصر ومستوى الحضارة التي بلغتها الانسانية وتكشف النتائج عن قابليات لإيران ونظامها الاسلامي والاستثنائي المختلف عن الأنظمة الاخرى للتطوير والارتقاء.

فكما في بريطانيا والاتحاد الاوروبي وفرنسا قالت الانتخابات وتفرض الحاجة للتطوير كذلك في ايران.

اما الاهم والاخطر فالانتخابات الرئاسية الامريكية الجارية حملتها وقد دخلت طورا جديدا مع محاولة اغتيال ترامب وكنا قد توقعناها وجزمنا بان لوبي العولمة المهيمن سيحاول منع ترامب كممثل للوبي الامركة من الوصول بكل الوسائل بما فيها القتل او منع حصول الانتخابات باحتمال سوق امريكا الى فراغ رئاسي او فرض حرب تبرر اعلان حالة الحرب والطوارئ لإبقاء بايدن الخرف في البيت الابيض.

هكذا ترتسم ملامح مستقبل العالم والامم والقارات. فالبشرية ملت وكشفت ولم تعد تقبل الامركة وعولمتها ولا هيمنة الليبرالية وتوحشها وفرض حروبها وغزة العنصر المؤسس والفاعل في تظهير الملامح النوعية للعالم الجديد وتبقى للانتخابات الامريكية كلمة الفصل في تسريع الولادة التي مازالت مخاضاتها مستعصية ودموية.

فهي تستعصي في امريكا وتذهب الى الفوضى مدعمه باحتمالات انفجار الفقاعة الاقتصادية الرأسمالية لتضرب كارثة اقتصادية عالمية؟. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري