‏من المستفيد من تخوين من يقف اليوم مع المقاومة بسبب مواقفه السابقة؟
مقالات
‏من المستفيد من تخوين من يقف اليوم مع المقاومة بسبب مواقفه السابقة؟
ندى درغام
20 تموز 2024 , 04:21 ص

‏يلجأ البعض إلى نبش الماضي لأي شخص يتحدث اليوم بإيجابية عن المقاومة بعد أن كان خصما أو حتى معادياً لها، ويقوم هذا البعض في نشر منشورات هذا الشخص التي مر عليها سنوات وكانت في ظروف مغايرة تماما ليدعو الناس لعدم الثقة به وتخوينه والتشهير به.

‏وهذا السلوك الخطير أصبح ظاهرة يجب التوقف عندها والتمعن فيها ووضع حد لها، ففي زمن التحولات الكبرى والأحداث الفارزة للمعسكرات والحاسمة للتوجّهات يجب فتح الهوامش للانتقال وتصحيح المسارات لدى أصحاب اليقظة أو الراغبين بالتعبير عن مشاعرهم وقناعاتهم الجديدة.

‏ إنّ مهاجمة الذين لا تطابق مواقفهم مئة بالمئة مع قناعاتنا السياسيَة يعتبر جهلًا بأولويات إدارة الصراع وأهمية استقطاب الذين يتوافقون معنا في جوهر الصراع وأهدافه..

‏فنبش التغريدات والمنشورات القديمة لا مبرر له إطلاقا، وقد شهدت الأحداث تغيّراً في مواقف جهات سياسيّة فكيف بحال الأفراد؟!

‏ألم نر أنّ كثيراً ممن كانوا قبل سنوات ضد حركة حماس بسبب موقفها من الأزمة السورية، قد قاموا بتعديل مواقفهم تبعاً للمراجعة النقدية التي أجرتها الحركة نفسها؟

‏ فما الداعي لتضخيم الموضوع والتوجه إلى التخوين؟

‏وبعد عملية طوفان الأقصى، تيقن الكثيرون حول العالم بأن هناك عدو واحد للإنسانية ألا هو الكيان الإسرائيلي، فالأمر الطبيعي أن يقوم كل صاحب ضمير وإنسانية بمناصرة المقاومة، فكل من لديه ذرة من ضمير ويرى هذا الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون فمن الطبيعي أن يناصر المقاومة في وجه إسرائيل ولا يتأثر بالخطاب الإسرائيلي، بغض النظر عن موقفه أو انتمائه السياسي، وبغض النظر أيضا عن مواقفه قبل طوفان الأقصى فهو الآن يناصر الحق على الباطل.

‏الحرب على غزة قد غيرت مواقف الكثيرين، فهناك من كان ضد حماس أو حزب الله أو أنصار الله، وبدلوا مواقفهم وأصبحوا داعمين لهم، فما الخطأ في ذلك، ولمصلحة من التهجم عليهم وتخوينهم!!

‏فما قبل 7 أكتوبر ليس كما بعده، وذلك ينطبق على مواقف حركات المقاومة أيضا، فحركة حماس كانت ضد حزب الله، أما اليوم فهي تناصره، وتعتبره شريكا لها في الدم، وحتى بالنسبة للموقف السابق من جماعة أنصار الله، فهم الآن جبهة واحدة وخط واحد ويبذلون دماءهم في سبيل بعضهم البعض.

‏فما جرى منذ السابع من أكتوبر قد جعل كل العالم يرى من هي المقاومة الحقيقية، هم الذين يقفون الآن ضد الكيان الإسرائيلي، ونتيجة لذلك فقد تغيّرت نظرة الكثيرين لحركات المقاومة إن كان عن حماس أم حزب الله أم أنصار الله، وقد شاهدوا بأم أعينهم من وقف مع الحق ضد الباطل، ومن الطبيعي أن يقفوا معه أيضا، فلا مبرر لقيام البعض بتخوين من يقف اليوم مع المقاومة ممن كان لهم مواقف سابقة مغايرة.

‏ويحق لنا التساؤل ختاما عن المستفيد من البحث في ماضي أي صوت مع المقاومة اليوم، لكي يقوم بتخوينه ويقول بأن موقفه مشبوه، ومن يخدم بتصرفه هذا؟

‏وخاصة إن كان من الطبيعي جدا أن يعود بعض الذين قد تم تخوينهم بسبب ماضيهم، رغم مواقفهم الحالية الإيجابية، إلى مواقفهم السابقة، فهل بهذا تكون نصرة المقاومة أم شيء آخر تماما.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري