سمكة لا تمتلك الفك قد تكون المفتاح لفهم تطور البشر
منوعات
سمكة لا تمتلك الفك قد تكون المفتاح لفهم تطور البشر
29 تموز 2024 , 12:31 م

ظهر بطل غير متوقع في عالم علم الأحياء التطوري، وهو سمكة اللمبة البحرية، وهذا النوع البحري القديم، الذي لا يمتلك فكاً، والذي غالباً ما ينظر إليه على أنه آفة في مصائد الأسماك في وسط الغرب، يساعد العلماء على فك أسرار الماضي التطوري الخاص بنا، حيث كشفت دراسة مذهلة من جامعة نورثويسترن عن أفكار مثيرة للاهتمام حول أصل نوعين مهمين من الخلايا الجذعية التي لعبت دوراً محورياً في تطور الفقاريات.

تركز الدراسة، بقيادة البروفيسور كارول لابون، على نوعين من الخلايا الجذعية: خلايا البلاستولا القابلة للتعدد (المعروفة أيضاً باسم الخلايا الجذعية الجنينية) وخلايا الحافة العصبية، ويتمتع كلا هذين النوعين من الخلايا بالقدرة المذهلة على التطور إلى أي نوع آخر من الخلايا في الجسم، وهي خاصية تعرف باسم التعددية الجذعية، من خلال مقارنة التركيب الجيني للوميرات مع Xenopus، وهو ضفدع مائي يملك فك، اكتشف الباحثون أوجه تشابه مذهلة في الشبكات الجينية التي تنظم هذه الخلايا الجذعية عبر الفقاريات التي لا تمتلك الفكوك والفقاريات ذات الفكوك.

تعد هذه الاكتشافات مثيرة للاهتمام بشكل خاص لأن اللوميرات تمثل واحدة فقط من مجموعتين حيتين من الفقاريات التي لا تمتلك الفكوك، مما يجعلها ثمينة لفهم جذورنا التطورية.

وقالت لابون: "قد تكون اللوميرات مفتاح فهم من أين أتينا، ففي علم الأحياء التطوري، إذا أردت أن تفهم من أين جاءت ميزة ما، لا يمكنك النظر إلى الفقاريات الأكثر تعقيدًا التي تطورت بشكل مستقل لمدة 500 مليون عام، لكن عليك أن تنظر إلى الوراء إلى أي شكل بدائي للنوع من الحيوان الذي تدرسه، وهذا يقودنا إلى سمك الكبد وسمك اللمبة - آخر الأمثلة الحية للفقاريات التي لا تمتلك الفكوك."

أحد الجوانب الأكثر إثارة للاهتمام في هذه الدراسة، والتي نشرت في مجلة Nature Ecology & Evolution، هو الكشف عن جين يسمى pou5، وهذا الجين، الذي يلعب دوراَ حاسماً في تنظيم الخلايا الجذعية، موجود في كل من اللوميرات والفقاريات ذات الفكوك.،ومع ذلك، وفي حين أنه يُعبر عنه في خلايا البلاستولا لكلا المجموعتين، وجد الباحثون أن اللوميرات لا تُعبر عن pou5 في خلايا حافتها العصبية، وقد يُفسر هذا الغياب سبب عدم امتلاك اللوميرات للفكوك وغيرها من الميزات الهيكلية الموجودة في الفقاريات ذات الفكوك.

تنطوي هذه الاكتشافات على آثار هائلة، فهي تشير إلى أن الصندوق الأساسي للجينات لإنشاء خلايا الحافة العصبية - "مجموعة البناء التطورية" كما تسميها لابون - كان موجودًا في أوائل الفقاريات، ومع ذلك، فإن الساللات المختلفة عدلت بعد ذلك كيفية استخدامها لهذه المجموعة على مدى ملايين السنين من التطور، وهذا الاكتشاف يتحدى فهمنا لكيفية تطور الميزات المعقدة، مما يُشير إلى أن الابتكار في الطبيعة غالبًا ما ياتي من إعادة استخدام البرامج الوراثية القائمة بدلاً من اختراع أشياء جديدة تماماً.

المصدر: مجلة nature