سقط الكلام. سقط كل كلام
منوعات
سقط الكلام. سقط كل كلام
حليم خاتون
31 تموز 2024 , 00:38 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون:

قبل ثمانية عشر عام وثمانية عشر يوم الا ساعات قليلة، بدأ الكيان الصهيوني غارات متتالية على الضاحية...

بعد ثمانية عشر عام وثمانية عشر يوم على الثاني عشر من تموز ٢٠٠٦،

يقف حزب الله أمام الناس وحناجر اهل الضاحية تدعو للثأر...

عمر هذا الثأر من عمر كل واحد فينا...

عمر هذا الثأر من عمر اليوم الذي وضع البريطاني اللمبي الذي تحمل إحدى شوارع بيروت إسمه كما أسماء غيره من المحتلين؛ يوم وضع رجله على قبر صلاح الدين الأيوبي وقال له،

"انهض يا صلاح الدين، ها نحن قد عدنا"...

عمر هذا الثأر من عمر حزيران ٦٧، او الدفرسوار ٧٣...

عمر هذا الثأر من عمر حصار نابليون بونابرت لعكا...

عمر هذا الثأر يعود الى كل يوم منذ اغتصب الاستعمار الغربي ارض العرب، ووطن العرب...

المعركة ليست معركة الفرس؛

ولا هي معركة الأتراك رغم ان استيطان فلسطين بدأ قبل ثلاثين عاما من سقوط جيوش السلطنة العثمانية التي غضت الطرف عن مستوطنات روتشيلد في فلسطين...

المعركة ليست معركة اي نظام رسمي عربي لأن فاقد الكرامة لا يدافع عما لا يملك...

المعركة ليست معركة الشعوب العربية النائمة من المحيط إلى الخليج لأن لو ذرة كرامة تملكت اي واحد فيهم لكانت ثارت كل يوم ألف ألف مرة مع كل مجزرة في غزة، مع كل اغتصاب لنساء فلسطين ورجالها...

ام أن بهم طرش لا يسمعون، وعمى لا يقشعون...

كل هؤلاء "اللي بدهم يعيشوا"، بلا كرامة ينظرون اليوم إلينا، ويستهزؤون بنا...

لأننا اذا لم نحارب اليوم قبل الغد، نكون فعلا بلا كرامة...

فلتصمت كل القنوات...

لقد ضربت إسرائيل الضاحية...

الذي لا يرى معنى ما حدث، فليصمت الى الأبد...

أول من يجب أن يصمت هم اقنية المقاومة...

يحق للمنار والميادين الكلام في حالة واحدة فقط لا غير،

فقط حين يعلنون أن الرد على ضرب الضاحية بدأ بلا ضوابط وبلا حدود وبلا أسقف...

غير مسموح لأي كان التنظير بعد اليوم...

سوف يخرج متفلسف هنا يقول أن الحرب الآن هي حاجة إسرائيلية...

لهؤلاء نقول:

أن معنى الحرب وجد وصار ذو معنى منذ أن كانت الكرامة وكان الشرف وكانت العزة...

الحرب حاجة عربية منذ اغتصبت الأمتار الأولى من فلسطين...

قد يخرج متفلسف آخر يحدثنا عن المكان والزمان...

فلسطين تنتظر هذا الزمان وذاك المكان منذ أن خذلتها جيوش عربية كرتونية حملت لواء مزيفا لإنقاذ اكثر زيفا...

قد يسقط الملايين في الحرب المفتوحة اذا أعلنت اليوم...

لكن ما سوف يسقط اذا لم تقم تلك الحرب اليوم هو معنى العيش، ومعنى طعم الحرية...

لا نريد سماع تحليلات العميد شحادة ولا العميد الياس فرحات ولا شربل ابي زيد ولا أي كان يخبرنا عن استراتيجية الحساب المفتوح او الوقوف على رجل ونصف...

لو كان جرى رد على اغتيال الحاج عماد، لما كان اغتيل قاسم سليماني...

لقد ارانا أبطال اليمن ماذا تعني اساطيل أميركا وبريطانيا وبقية عبيد أوروبا...

المشكلة لا تكمن في تفوق قوتهم...

المشكلة هي في خوفنا من قوة سبق أن هزمت في فيتنام والعراق وافغانستان...

المطلوب قرار على مستوى ما يحدث منذ انتصر دم اهل غزة على سيف الكيان...

المطلوب قرار لا يحتاج إلى أي تخطيط لأن من لم يخطط لهكذا يوم لن يخطط ابدا...

طالما أننا اعددنا لهذه الاساطيل عدتها، فلتكن الحرب...

اما إذا لم نكن اعددنا العدة بعد عشرة أشهر من المجازر في فلسطين؛ يصدق فينا حينذاك قول ذلك الإمام العظيم لقومه في خطبة الجهاد بأنهم ليسوا اهل جهاد وان لا رأي لمن لا يطاع...

إلى السيد حسن...

إلى السيد عبد الملك...

اليوم يوم قرار...

إما أن تكون الحرب، وإما أن تكون الهزيمة دون حرب...

نكون او لا نكون...

هنا الضاحية...

فليسمع من به صمم...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري