لا تقلقوا : فخطورة التطبيع مع ملوك الخليج ، تتــوازى وحجمهم ، ودورهـم ، في المستقبل
نحن في الربع الأخير من الحرب الفصل ، قطب مشرقي ، ومحور مقاوم ، يمسكان الأرض
ممالك مهتـزة العروش ، ستحاسبـها شعـوبها عن ما غيـبته من تاريخها ، وكيــان محــاصر
يراه البعض أمراً جللاً ، أن يهرول الملوك وأمراء الخليج ، لإشهار التعاون وليس التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ، الذي كان مضمراً ، كما هرول قبلهم الرؤساء ، والبعض ينتظر ؟؟!! .
فكل من يعتقد أن التعاون بن ساعته ، هو واهم ، ولا يدرك أن هؤلاء الملوك ( المساكين ـــ الجهلة ) ، نعم المساكين ، كانوا دائماً ومنذ تأسيس اماراتهم ، مسلوبي الإرادة ، وتحت الوصاية الانكليزية ، ومن ثم الأمريكية المباشرة ، لأنهم لم يبلغوا بعد سن الرشد ، فقرارهم بيد الوصي الأمريكي ، الذي يقرر عنهم ، ويرسم لهم أدوارهم في المنطقة .
سمح لهم أن يكنزوا الذهب ، والفضة ، وأن يرتادوا كل مواخير الدنيا ، وأن يعيشوا حياة لهو ، وعبث ، ولكن على الكل أن يعلم ، أن هذا الانفاق الباذخ ، هو أجرهم المجزي للخدمات التي ينهضون بها ، كحراس للنفط ، خدمة لأمريكا ، ومن يخدم أمريكا ، محكوم عليه أن يتخادم مع الكيان الاسرائيلي بحكم الضرورة .
حتى أموالهم التي تزيد عن عبثهم اللذائذي الشخصي ، ليست لهم ، بل عليهم انفاقها على مهمتين رئيسيتين :
نشر الفقه الديني الوهابي ، من خلال الدعاة ، وخطباء المساجد ، لتحريف الاسلام ، وإلغاء العقول ، وتعميم الفقه الأسود ، وتحويل المجتمعات ، إلى مذاهب متصارعة ، مستسلمة ، ومنها يُصَنِّعون ارهابهم القاتل .
أو يشترون عملاءً للتآمر على الشعوب ، وتفتيتها ، وحجبها عن أي تفكير نهضوي ، أو وحدوي ، ويبقى دور اسرائيل مواكباً لدور الملوك أحياناً وسابقاً له أحاييناً ، وذلك من خلال الحروب ، وانهاك الشعوب ، وحرمانها من الاستقرار ، والتقدم .
بذلك كان ولا يزال حجم هذه الممالك في الميزان السياسي ـــ الاجتماعي ، يساوي صفراً ، لأنها أدوات منفذة ، وليست فاعلة ، ومن لا يقرأ قرارات وسلوك هؤلاء الأمراء الإمعات ، وفق هذا المنظور ، يقع في سوء التقدير .
ولست أنا من يقول هذا !! بل قاله ترامب رئيس أمريكا ذاته :
[ لولانا لما بقيت السعودية اسبوعاً ، ولولا السعودية لغادرت اسرائيل ] ...هل بعد هذا القول من وضوح ، ؟؟؟
إذن انه ترابط جدلي ، وجودي ، بين الوصاية الأمريكية ، وبين الممالك والكيان الاسرائيلي ، الكل يشد أذر الكل ، فأي خسران لأي طرف من المعادلة ، هو خسران مبين للطرف الآخر ، من هذه الصورة نتفهم التحالف القديم الذي ظهر بمظهر الجديد .
وهذا لعمري عظيم الفائدة :
فأن تعرف تخوم أعدائك ، وحجومهم ، أفضل ألف مرة من أن يكون بعضاً من أعدائك في ظهرانيك ، يطعنونك من الخلف ، أو يلعبون دور الطابور الخامس ، وأنت تتعامل معهم على أنهم إخوتك .
رغم ما يبدو عليه العدو من قوة ، فهو في انكفاء ، على كل الميادين ، فمن يعتقد ان روسيا ، وإيران ، والصين ، ستتخلى عن تحالفها مع سورية ، أو تسمح بخسرانها ، ليس واهماً فحسب ، بل لا يحق له العمل بالسياسة .
لأن ما أنجزته سورية وحلفاءها ، وما حققه الحشد الشعبي في العراق ، وإلى جانبه قوى المقاومة من انتصارات ، ـــ التي دفعت أمريكا للترجي بإعطائها فرصة ، لتنسحب بماء الوجه ـــ ، يضاف لهما القوة التي يتمتع بها حزب الله في لبنان .
هذا المحور لا تراجع في مسيرته ، ولا ارتداد ، بل متابعة ، وملاحقة ، واستكمال لساعة الحسم ، التي ستغير وجه المنطقة ، بل وجه التاريخ .
وهذا الانتصار أو الانتصارات ، ستكون على حساب القطب الأمريكي بكل أذرعه ، انكفاءً أمريكياً ، وحصاراً للكيان الغاصب ، أما الملوك والأمراء ، فلا يمكن تقدير ما سيحدث بهم من مآسٍ ، وسأترك للقارئ التفكير بذلك وابلاغنا .
[ نعم نحن لا نزال في مرحلة ما قبل النقلة النوعية ، وفي هذه المرحلة يمكن ان تحدث الغرائب في هذه المنطقة ، لأنها مرحلة بدون هوية ، بل مرحلة البحث عن هوية ، من هذا الواقع الغرائبي ، تم اشهار التحالف ، ولكن سيتفاجأ الناس بحجم التغيير والتبديل ، حد الانقلاب في المواقف ، التي سيحدثها دوي الانتصار الحتمي القادم ، لأنه سيشكل مرحلة تحديد الهوية ، هوية الاستقلال والنزوع نحو الحرية ]