*نعمة كبرى هبطت على المجاهد السيد فؤاد شكر إذ اصطفاه الله شهيداً على طريق القدس، لا أن يكون في عداد الشهداء أو المفقودين مع الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة.*
*في سنة ١٩٨٢ كان السيد فؤاد شكر احد المفتشين المفصولين إلى جهاز أمن السفارات، وكنت حينها رائداً مساعداً لرئيس الجهاز.*
*تقدم المفتش شكر بطلب للسماح له بمرافقة دبلوماسيين ايرانيين من مدينة بعلبك إلى العاصمة بيروت عن طريق الشمال. رفضت طلبه إذ لا يمكن تأمين الحماية في مناطق هي خارج نطاق الشرعية.*
*وكان الذي خفت أن يكون.*
*في ٥ تموز، فقدت السيارة التي تنقل الإيرانيين وهم: القائم بأعمال السفارة سيد محسن موسوي، الملحق العسكري أحمد متوسليان، العامل الفني تقي راستيجار، والصحافي كاظم اخوان.*
*لغاية تاريخه، ما زال مصير هؤلاء الأربعة مجهولاً.*
*لقد شاء اللّه ألا يكون مصير المفتش شكر مجهولاً كمصير هؤلاء الإيرانيين.*
*لقد شاء اللّه أن يمد بعمره أربعة عقود ونيف، سجل خلالها أروع البطولات في ساحات القتال ضد العدو الصهيوني، وأرتقى أعلى الدرجات في سلم الجهاد.*
*لمن لا يعرفه، للقاصي والداني، للقريب والبعيد، عليه مشاهدة مواكب الوداع الاخير حتى يعلم أي مرتبة استحق، أي رتبة نال، وأي وسام تقلد: إنه وسام الشهادة والعزة والكرامة ٠*
*سعى القائد الكبير للشهادة فاستجاب اللّه.*
*هنيئا للقائد البطل، لقد نال ما أراد كأني به يقول "فزت ورب الكعبه."*
*ختاما لا يسعني إلا أن أردد الآية الكريمة؛ "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"*ه