أظهرت دراسة حديثة أن النظام الغذائي الصحي، وخاصة النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات، يمكن أن يكون أكثر فعالية في تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي (IBS) من الأدوية.
أجرى الباحثون السويديون الدراسة التي نشرت في مجلة The Lancet Gastroenterology and Hepatology، وقارنوا فيها تأثيرات نظام غذائي منخفض الفودماب، ونظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، والعلاجات الطبية التقليدية للقولون العصبي.
وفقاً لمؤلفة الدراسة وأخصائية التغذية، الدكتور سنا نيباكا، وهي باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة تشالمرز للتكنولوجيا في غوتنبرغ، السويد، لم تقم الدراسات السابقة بقياس الفروق بين هذه الأنظمة، وقالت نيباكا: "هذه هي الدراسة الأولى التي اختبرت فعالية العلاج الطبي (وفقًا للممارسات السريرية الروتينية) مقارنة بالعلاج الغذائي".
تضمنت الدراسة نظاماً غذائياً منخفض الكربوهيدرات كعنصر جديد في البحث، حيث يركز العلاج الحالي للقولون العصبي غالباً على الأدوية أو نظام غذائي منخفض الفودماب، وقالت نيباكا: "كانت هذه أيضاً الدراسة الأولى التي تختبر فعالية نظام غذائي منخفض في إجمالي الكربوهيدرات، وكانت النتائج مفاجئة".
نظرة أعمق على الأنظمة الغذائية والأدوية والقولون العصبي
لإجراء دراستهم، جمع نيباكا وزملاؤها 294 بالغاً سويدياً يعانون من القولون العصبي من أي نوع بدرجات أعراض متوسطة إلى شديدة، وتم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، حيث التزمت المجموعة الأولى بنظام غذائي منخفض الفودماب، والمجموعة الثانية بنظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، والمجموعة الثالثة بالعلاج الطبي.
النظام الغذائي منخفض الفودماب هو النظام الغذائي الذي يحتوي على حوالي 3.4 جرام يومياً من السكريات قليلة التخمير، الثنائية، الأحادية، والبوليولات، وهذه الأنواع من الكربوهيدرات (الموجودة في الأطعمة مثل منتجات الألبان، وبعض الفواكه والخضروات، العدس، وبعض الحبوب) معروفة بزيادة كمية السوائل في الأمعاء، وإنتاج الغازات، وتغيير سرعة الهضم.
لهذا السبب، يتم استخدام نظام غذائي منخفض الفودماب غالباً كخط دفاع أول للأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي والذين تكون أعراضهم مرتبطة بالطعام، كما قال الدكتور ويليام شي، أستاذ أمراض الجهاز الهضمي في كلية الطب بجامعة ميشيغان.
كما تم تحسين النظام الغذائي منخفض الفودماب في الدراسة ليحتوي على حوالي 30 جراماً من الألياف يومياً، وشمل توصيات للحد من تناول القهوة، الكحول، والمشروبات الغازية.
الأدوية المستخدمة والدراسة
من جهة أخرى، تم تعريف النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات بأنه يحتوي على حد أقصى 50 جرامًا من الكربوهيدرات يومياً، وقالت نيباكا: "للحفاظ على استقرار الوزن في هذا النوع من النظام الغذائي التقييدي، تم إعطاء المشاركين المزيد من البروتين والدهون، كما قمنا بتحسين تناول الألياف في هذا النظام الغذائي لتوفير حوالي 25 جراماً من الألياف الغذائية يومياً".
أما الأدوية المستخدمة في المجموعة الثالثة من المشاركين فشملت ثلاثة لعلاج الإمساك (ستيركوليا، ماكروجول، وليناكلوتيد) وثلاثة لعلاج الإسهال (لوبيراميد، كولستيرامين، وأوندانسيترون).
بعد 4 أسابيع، أبلغت الغالبية العظمى من المشاركين في كل مجموعة عن تحسن في أعراضهم، ولكن أولئك في مجموعتي النظام الغذائي منخفض الفودماب ومنخفض الكربوهيدرات أبلغوا عن أكبر فائدة، حيث حقق 76% من أولئك الذين اتبعوا نظام غذائي منخفض الفودماب و71% من أولئك الذين اتبعوا نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات انخفاضًا بمقدار 50 نقطة على الأقل في اختبار شدة أعراض القولون العصبي (IBS-SSS)، الذي يقيس شدة أعراض القولون العصبي.