من العملية الاستشهادية إلى حرب التحرير الكبرى
مقالات
من العملية الاستشهادية إلى حرب التحرير الكبرى
حليم خاتون
8 آب 2024 , 18:37 م

كتب الأستاذ حليم خاتون:

سلاح المستضعف روحه التي يقدم دفاعا عن الحق والكرامة...

كتب على الفلسطيني أن يكون التالي على قائمة الابادة التي حمل لواءها الأوروبيون يوم ارسلوا فرقا من الوحوش لاكتشاف العالم الجديد...

هذا ما سردته كتب التاريخ الغربية عن "بطولات" كولومبوس ودي أميركو الوهمية...

"كذبوا علينا بالتاريخ، وطلعت الفلة"... بالشعب الفلسطيني...

كما أطلقوا اسم كولومبيا على بلاد ومؤسسات وجامعات، وكما أطلقوا على القارة الجديدة اسم أميركا تخليدا لكولومبوس ودي أميركو...

كذلك فعلوا حين الغوا اسم فلسطين ووضعوا اسم إسرائيل...

إنه المشروع نفسه؛

مشروع التطهير العرقي اذا أمكن، والا فالإبادة...

المفروض فينا أن نموت او نختفي لكي يقام لنا متحف بعد عشرات او مئات من السنين يحكون فيها عن شعوب بدائية همجية كانت تسكن تلك البقاع قبل أن يأتي اهل الحضارة الأوروبية ويزرعوا الأرض ويبنوا ناطحات السحاب وبيوت الزجاج...

لم يقبل الغرب الاعتراف بوجود شعب فلسطيني الا بعد انطلاق الرصاصات الأولى في أواخر الستينيات...

رغم أيلول الأسود؛ خرج ثلة من الفدائيين وفرضوا بالنار إعتراف أوروبا بوجودهم...

الشعوب التي تخضع وتستسلم، تفقد كل شيء...

وحدها فصائل المقاومة التي خاضت كفاحا مسلحا استطاعت فرض الاعتراف بوجود شعب فلسطيني...

في قمة هذا الكفاح،تم طرح مشروع الدولتين...

الغرب المشهور بالأكاذيب، طرح حل الدولتين لأخذ الأنفاس قبل إعادة فرض رؤيته ومخططاته للمنطقة...

أجبر النضال والكفاح المسلح الغرب على طرح حل الدولتين بانتظار لحظة الانقضاض عليها في الوقت المناسب... وهذا بالضبط ما حصل...

ضعنا نحن في نقاشات لا طائل تحتها حول حل الدولتين هذا إلى أن تأمنت الظروف الموضوعية بعد كامب ديفيد وحرب لبنان الأهلية فقامت إسرائيل بغزو لبنان سنة ٨٢ واجتياح العاصمة بيروت...

تم تشريد الفصائل الفلسطينية في أربع جهات الكرة الأرضية...

لكن مشروع التطهير العرقي والوطن البديل في الضفة اصطدم بالانتفاضة الأولى، ما اضطر الكيان إلى الذهاب مرة أخرى إلى مشروع سلطة فلسطينية ناقصة وافقت عليه منظمة التحرير الفلسطينية البائسة فكان اتفاق أوسلو...

مرة أخرى، تم التلاعب بقيادة منظمة التحرير والعمل على استبدال ابو عمار بمحمود عباس الساعي إلى لقب رئيس مع "خرقة علم" بدون اي أساسات تأسيس دولة...

رغم قوة الكيان المستند دوما وأبدا إلى الغرب الاستعماري، استطاع النضال الفلسطيني إجبار هؤلاء على تقديم تنازلات للشعب الفلسطيني مع العمل للانقلاب بعدها عل هذه التنازلات...

تاريخنا حافل بهذه اللحظات التي استطاعت فيها المقاومة تسجيل خرق عبر العمليات الاستشهادية وخطف الطائرات وتخريب ديكور المنطقة وصولا ال انتزاع إعترافات بحقوق الشعب الفلسطيني...

في كل ذلك التاريخ كنا نحن الطرف الأضعف أمام جبروت الوحش الغربي القذر....

لكن العلامة الفارقة ظلت دائما أن الكفاح المسلح وحده هو ما ينتزع الحقوق...

واجهنا إرهاب الغرب الدولي بتخريب مصالحه في المنطقة...

واجهنا إرهاب الكيان بالعمليات الاستشهادية، بينما لا يزال محمود عباس يتحدث عن مقاومة مدنية ضد سلطة إرهابية متوحشة تقتل الأطفال والرضع والسجناء والاسرى وتغتصب النساء...

نحن نعرف اننا الطرف الأضعف في المعادلة...

ولاننا الطرف الأضعف يجب أن نضرب في اي مكان، وفي كل مكان...

لاننا الطرف الأضعف، ليس لدينا ما نخسره، او بالأحرى ما نخسره هو قليل لا يقاس بما يخسره عدونا وعدو الله والإنسانية...

من منكم لا يزال يذكر قصف نيو جرسي؟

من منكم لا يزال يذكر العدوان الثلاثي على عبد الناصر؟

من منكم يمكن أن ينسى أن الطائرات التي تقذف ألاف الأطنان من المتفجرات على خيم الأطفال والنازحين في غزة هي اميركية قبل كل شيء؟

كل هذا صحيح...

هم يستطيعون قتل الآلاف، بل مئات الآلاف وربما الملايين منا...

لكننا نستطيع بالمقابل التسبب بخسارتهم في أوكرانيا وتايوان وكوريا...

نستطيع تحويل حياتهم إلى جحيم عبر تفجير الشرق الأوسط وتحويل البحر المتوسط إلى كرة نار...

نستطيع زرع الألغام في كل المضائق والممرات المائية...

قد نكون نحن الحلقة الأضعف لكن ما لدينا يكفي لتخريب الإقتصاد العالمي وهذا هو مرتكزهم...

ما تقوم به أميركا وبريطانيا وفرنسا هو الغطرسة الكاملة...

والإجابة على هذه الغطرسة يجب أن تكون بتخريب كل مصالحهم في المنطقة، وهي كثيرة...

إذا كان شارل جبور وغادة أيوب يسعون إلى حياة العبيد في سوق النخاسة الغربي...

هذا شأنهم...

أما نحن،

فقد ولدتنا أمهاتنا احرارا، ولن نكون الا احرار...

إذا كان بعض اهل السوء في الجبل يسعون إلى التعايش مع ذل الاحتلال، هذا شأنهم...

أما نحن،

فعلينا تحويل هذا المنطقة إلى جحيم حتى لو اضطر الأمر إلى تخريب مدن الزجاج العفنة في خليج الذل..

.

في النهاية،

إذا كان بعض النظام الرسمي العربي وصلت به الخسة أن يقاتل دفاعا عن أولاد الكلب في الكيان...

يجب معاملة هؤلاء كما تعامل العاهرة التي تبيع الشرف لقاء المال...

يجب جعل اهل العهر هؤلاء يخسرون المال الذي بسببه باعوا الشرف...

مرة أخرى واخرى نقول لمن رفع هذا الشعار عاليا...

لسنا أضعف من فيتنام...

ألسنا على حق؟

إذا فلتكن الحرب والله لا يترك اهل الحق وحدهم في الميدان حتى لو تآلف معهم كل زناة الليل في الساحل... والجبل أيضا...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة تفجير أجهزة
تفجير أجهزة" البيجر"،ضربة تحت الحزام ولكن..؟؟؟
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً