زعمت مصادر استخباراتية غربية أن بعض العناصر من القوات الروسية سافرت إلى إيران للتدريب على نظام صواريخ "فاتح 360" الباليستي، وهذه المعلومات، التي كشفت عنها وكالة رويترز، تشير إلى أن روسيا قد تكون تستعد لدمج هذه الصواريخ الإيرانية الصنع في ترسانتها العسكرية، وفي 10 آب 2024، نفى ممثل إيران لدى الأمم المتحدة تقرير رويترز الذي زعم أن إيران تخطط لتزويد روسيا بمئات الصواريخ لاستخدامها في حربها في أوكرانيا.
نظام "فاتح 360" هو نظام دفاعي صاروخي متحرك قادر على إطلاق صواريخ باليستية بمدى يصل إلى 120 كيلومتر وبرأس حربي يزن 150 كيلوغرام، تم تصميم "فاتح 360" لضرب الأهداف القريبة بدقة عالية، مما يجعله ذا فائدة كبيرة لروسيا التي تمتلك بالفعل مجموعة واسعة من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى.
الصواريخ الباليستية ودورها في الصراع
الصاروخ الباليستي هو نوع من الصواريخ التي تُدفع خلال المرحلة الأولى من طيرانها بواسطة محرك صاروخي، ثم تتبع مساراً منحنيا محدداً سلفاً تحت تأثير الجاذبية للوصول إلى هدفها، ويمكن إطلاق هذه الصواريخ من منصات مختلفة، بما في ذلك الصوامع الأرضية، والقاذفات المتنقلة، والغواصات، أو الطائرات.
تتميز الصواريخ الباليستية بقدرتها على حمل رؤوس حربية تقليدية أو نووية على مسافات قصيرة، متوسطة، أو بعيدة المدى، تتراوح من بضع مئات من الكيلومترات إلى مدى عابر للقارات يتجاوز 10,000 كيلومتر، وسرعتها العالية وقدرتها على توصيل رؤوس حربية قوية تجعلها مكونًا مهمًا في الترسانات العسكرية الحديثة وعنصراً مركزياً في الردع الاستراتيجي العالمي.
تداعيات حصول روسيا على "فاتح 360"
وفقاً لخبراء عسكريين، يمكن أن يسمح حصول روسيا على نظام "فاتح 360" بتنوع استراتيجيات نشر الصواريخ، فباستخدام هذه الصواريخ ضد الأهداف القريبة، يمكن لروسيا الحفاظ على مخزونها الخاص من الصواريخ الباليستية لضرب أهداف بعيدة، مما قد يمدد من مدى عملياتها في الصراع المستمر مع أوكرانيا.
أحد المصادر الاستخباراتية أشار إلى أن تدريب القوات الروسية على نظام "فاتح 360" يعد مؤشرًا واضحًا على أن تسليم الصواريخ قد يكون وشيكاً، وهذه الخطوة تؤكد على الأهمية الاستراتيجية لهذا النظام بالنسبة لروسيا، خاصةً مع سعيها للحفاظ على زخمها العسكري في أوكرانيا.
تعزيز التحالف الاستراتيجي بين إيران وروسيا
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في شباط 2022، تحولت العلاقة بين إيران وروسيا إلى تحالف استراتيجي قوي له تداعيات كبيرة على الجغرافيا السياسية الإقليمية والعالمية، وهذا التحالف المتعمق مدفوع بتقارب المصالح المشتركة، خاصة في مواجهة النفوذ الغربي، والتكيف مع العقوبات الدولية، وتعزيز القدرات العسكرية.
أحد الجوانب الأكثر وضوحًا لهذا التعاون كان في المجال العسكري، فبعد وقت قصير من اندلاع الصراع، أشارت التقارير إلى أن إيران بدأت في تزويد روسيا بطائرات مسيرة بدون طيار، وخاصةً الطائرات من طراز "شاهد-136"، وهذه الطائرات، المعروفة بتكلفتها الفعالة ومرونتها التشغيلية، تم استخدامها بشكل واسع من قبل القوات الروسية في أوكرانيا، حيث تخدم هذه الطائرات أغراضاً مزدوجة: الاستطلاع والعمل كذخائر جوالة، حيث يمكنها التحليق فوق ساحة المعركة قبل مهاجمة الأهداف.