أثار اقتراح حديث من وزير تركي سابق نقاشات حول إمكانية عودة تركيا إلى برنامج المقاتلات المشتركة F-35، ويتمثل الاقتراح في أن تقوم تركيا ببيع نظام الدفاع الجوي S-400 الروسي، وهو خطوة قد تحسن علاقتها مع الولايات المتحدة وحلفاء الناتو، ويأتي هذا الاقتراح في وقت تتعرض فيه دور تركيا داخل الناتو واستراتيجيتها الدفاعية لتدقيق مكثف، ورغم تطوير تركيا لصناعتها الدفاعية، إلا أنها لا تستطيع عملياً الاستغناء عن مقاتلات F-35.
اقترح الوزير السابق، جاويت تشاغلار، الذي شغل منصباً في الحكومة التركية في أوائل التسعينيات، أن تدرس تركيا بيع نظام S-400 لدولة ثالثة مثل الهند أو باكستان، ووفقاً لتشاغلار، قد يمهد هذا الطريق لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وربما يعيد تركيا إلى برنامج F-35، ورغم الحماس الأولي حول صفقة S-400 مع روسيا، إلا أن تركيا تلقت أقل مما توقعته من هذه الاتفاقية، مع استمرار المخاوف بشأن توافق النظام مع الناتو وقيمته الاستراتيجية.
الولايات المتحدة تستبعد تركيا رسمياً من برنامج F-35
أبلغت وزارة الدفاع الأمريكية تركيا رسميًا بإقصائها من برنامج المقاتلات المشتركة F-35 بعد استحواذها على نظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400، وألغى هذا القرار مذكرة التفاهم المشتركة الموقعة في 2007، ما أدى إلى استبعاد تركيا من البرنامج، مع بقاء المشاركين الآخرين مثل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، إيطاليا، هولندا، أستراليا، الدنمارك، كندا، والنرويج.
كانت تركيا تخطط في الأصل لشراء 100 مقاتلة F-35 وكان من المقرر أن تستلم ست طائرات في عام 2018 بعد تدريب الطيارين، لكن الولايات المتحدة أجلت التسليم بسبب مخاوف من أن نظام S-400 قد يهدد قدرات التخفي المتقدمة لمقاتلات F-35، وأدى ذلك إلى استبعاد تركيا من البرنامج، وتحويل ثماني طائرات كانت مخصصة لها إلى سلاح الجو الأمريكي، ووقف مساهمات تركيا في خط إنتاج F-35 حيث تم استبدال الموردين الأتراك بموردين جدد.
رأت الولايات المتحدة وحلف الناتو أن نظام S-400 غير متوافق مع F-35، خشية أن يؤدي تشغيله بجانب الطائرات إلى كشف معلومات حساسة لروسيا، وترك هذا القرار تركيا مع نظام دفاع جوي متطور ولكنه غير نشط، وأثار تساؤلات حول مستقبلها داخل الناتو.
بعد استبعادها من برنامج F-35، عززت تركيا علاقاتها مع روسيا، مما زاد من حدة التوترات الدبلوماسية، حيث يرى بعض المحللين، مثل جيمس ماركيز، أن تركيا قد تعود إلى البرنامج إذا فقد الرئيس أردوغان السلطة، ولكن ذلك يتطلب التخلي عن نظام S-400، الذي لا يزال العقبة الأساسية.
سعت الولايات المتحدة للوصول إلى نظام S-400 لأغراض استخباراتية أو نقله إلى أوكرانيا، ولكن من غير المرجح استئناف مبيعات F-35 لتركيا طالما أن النظام الروسي في مكانه، ويلعب دور تركيا كوسيط بين روسيا والغرب، ومشاريعها المشتركة مع موسكو مثل محطة الطاقة النووية، دوراً في تعقيد موقفها.
منذ استبعادها، تكبدت تركيا خسائر مالية واستراتيجية كبيرة، فقد استثمرت تركيا 1.25 مليار دولار في برنامج F-35، وكان من المتوقع أن تحقق 9 مليارات دولار من العائدات كجزء من سلسلة التوريد، وبالإضافة إلى ذلك، لم يتم تسليم ست طائرات تم إنتاجها لصالح تركيا، ولذلك، يُعد حل هذه المسألة مع الولايات المتحدة أمراً بالغ الأهمية، وقد يكون بيع نظام S-400 خطوة رئيسية نحو المصالحة.