أظهرت دراسة جديدة على الفئران أن الخلايا الداعمة للخلايا العصبية في الدماغ تساهم أيضاً في إنتاج البروتينات المرتبطة بمرض ألزهايمر، وليس فقط الخلايا العصبية كما كان يُعتقد سابقاً.
تعتبر بروتينات بيتا أميلويد موجودة بشكل طبيعي في أدمغتنا، وقد تم ربطها بمرض ألزهايمر منذ فترة طويلة، على الرغم من أن هذا الارتباط أصبح الآن محل جدل.
يقول عالم البيولوجيا الجزيئية، كلاوس أرمن نافي، من معهد ماكس بلانك للعلوم متعددة التخصصات في ألمانيا: "حتى الآن، كان يُعتقد أن الخلايا العصبية هي المنتج الرئيسي لبيتا أميلويد وكانت الهدف الرئيسي للأدوية الجديدة".
لكن العلاجات التي تستهدف هذه البروتينات لم تحقق النجاح المطلوب، مما يشير إلى أننا نفتقد عناصر أساسية في فهمنا لهذا المرض.
يمكن أن يوفر اكتشاف وجود مساهمين آخرين في تشكيل كتل بروتينات بيتا أميلويد أدلة حيوية نحن بحاجة ماسة إليها.
مع تشخيص حالة جديدة من الخرف كل ثلاث ثوان، يواجه المزيد والمزيد منا الأعراض المخيفة لهذا المرض، مثل التشوش وصعوبة التواصل وفقدان الذاكرة، سواء على المستوى الشخصي أو في أقاربنا وأحبائنا.
أظهر أندرو أوكتافيان ساسماتا، عالم الأعصاب في معهد ماكس بلانك، وزملاؤه تورط خلايا دعم الخلايا العصبية، المعروفة بالخلايا الدبقية قليلة التغصن، في تشكيل الصفائح غير الطبيعية في الدماغ، وذلك عبر إزالة قدرتها على إنتاج بروتين بيتا أميلويد.
قاموا بذلك من خلال تعطيل الجين المسؤول عن إنزيم BACE1، وكما يشير اسمه، يعمل هذا الإنزيم على فصل بروتين (APP) المُشكِّل لبروتين بيتا أميلويد.
يشرح عالم الأعصاب في معهد ماكس بلانك، كونستانز ديب، أن "الخلايا الدبقية قليلة التغصن التي تفتقر إلى BACE1 طورت عدداً من الصفائح أقل بحوالي 30٪."
في حين أن تثبيط BACE1 بشكل عام يؤدي إلى انخفاض أكبر بكثير في تشكيل الصفائح (أكثر من 95٪) في الفئران، إلا أن هذا التثبيط يسبب مشكلات أخرى مؤلمة، بما في ذلك تدهور الذاكرة وانكماش حجم الدماغ في التجارب السريرية البشرية.
يُرجح أن السبب يعود إلى أن BACE1 يلعب دورًا في تكاثر الخلايا العصبية لدى الفئران البالغة، لكن عندما قام ساسماتا وفريقه بتعطيل BACE1 فقط في خلايا الدبقية قليلة التغصن، لم يلاحظوا أي اضطراب في عدد أو توزيع الخلايا العصبية.
وكتب الباحثون في دراستهم: "بشكل محتمل، يمكن أن يكون استهداف BACE1 بشكل انتقائي في الخلايا الدبقية قليل التغصن هو الحل لتجنب الأضرار الناجمة عن التثبيط الشامل لـ BACE1."
ومع ذلك، يحذر باحثون آخرون من أن التركيز المستمر على بروتينات بيتا أميلويد قد يبقينا في الطريق الخاطئ، إذ قد تكون هذه الصفائح مجرد عرض جانبي وليس السبب الرئيسي لألزهايمر.
ومع ذلك، أشارت أبحاث سابقة أيضاً إلى تورط الخلايا الدبقية قليلة التغصن في مرض ألزهايمر.
يشرح ساسماتا: "أحد مهام الخلايا الدبقية قليلة التغصن هو تكوين مادة المايلين "طبقة عازلة" ولفها حول الألياف العصبية لتسريع نقل الإشارات".
ويبدو أن هذه العملية أيضاً تعاني من خلل في نماذج الفئران المصابة بمرض ألزهايمر، مما يشير إلى أن حتى لو كانت بيتا أميلويد مسدوداً نهائياً، فإن خلايا الدبقية قليلة التغصن قد تلعب دورًا في هذا المرض الذي يصعب فهمه.