سجلت منطقة تيرنوبل في غرب أوكرانيا زيادة كبيرة في مستويات الكلور في الهواء نتيجة لحريق نشب في منشأة صناعية عقب هجوم روسي، وجاء ذلك في بيان لأوكسانا تشايشوك، المدير العام لمركز تيرنوبل الإقليمي لمكافحة الأمراض والوقاية منها التابع لوزارة الصحة الأوكرانية، خلال إحاطة إعلامية يوم أمس الثلاثاء، وفقًا لمراسل وكالة "أوكر إنفورم".
وفقاً للمعايير الأوروبية، يبلغ المستوى القياسي للكلور 0.1 مليغرام لكل متر مكعب من الهواء، ولكن في تيرنوبل، تتراوح مستويات الكلور بين 0.4 و1.01 مليغرام لكل متر مكعب، وهذا يعني أن تركيز الكلور في الهواء الجوي يتجاوز المعدل الطبيعي بما يتراوح بين أربعة إلى عشرة أضعاف.
ونتيجة لذلك، ينصح سكان تيرنوبل بتقليل وقتهم في الهواء الطلق والحد من دخول الهواء الخارجي إلى الأماكن المغلقة، إذا كان ذلك ممكناً، كما يُنصح باستخدام جهاز تنقية الهواء، ويجب تغطية النوافذ والأبواب بملاءات مبللة لمنع دخول الكلور إلى الغرف، وقد تم عقد اجتماعات عاجلة للجان المعنية بالسلامة البيئية والمواقف الطارئة.
يُعتبر الكلور غازاً ساماً يمكن أن يكون له آثار مدمرة على جسم الإنسان، حتى عند تركيزات منخفضة نسبيًا، وعند استنشاقه، يتفاعل الكلور مع الرطوبة في الجهاز التنفسي لتكوين حمض الهيدروكلوريك وحمض الهيبوكلوروس، وكلاهما مركبات شديدة التآكل، ويمكن لهذه الأحماض أن تسبب تهيجاً شديداً في الجهاز التنفسي، والسعال، وصعوبة في التنفس، وفي الحالات الشديدة، قد تؤدي إلى وذمة رئوية قاتلة إذا لم يتم تلقي العلاج بسرعة.
تختلف الجرعة القاتلة للكلور المستنشق حسب تركيزه ومدة التعرض له، وعادةً ما يكون التركيز الذي يبلغ 430 جزءاً في المليون (ppm) قاتلاً بعد 30 دقيقة من التعرض، أما في التركيزات الأعلى، مثل 1000 جزء في المليون، يمكن أن يتسبب الكلور في الموت خلال دقائق، ومع ذلك، وحتى في التركيزات المنخفضة (1-10 جزء في المليون)، يمكن أن يتسبب التعرض المطول في تلف كبير للرئتين والأعضاء الأخرى.
بالإضافة إلى الاستنشاق، يمكن أن يتسبب الكلور أيضاً في حدوث حروق كيميائية شديدة إذا لامس الجلد أو العينين مباشرة، وفي مثل هذه الحالات، من الضروري شطف المنطقة المصابة بكميات كبيرة من الماء على الفور لتقليل الضرر، وبشكل عام، يتطلب أي تعرض كبير للكلور اهتماماً طبياً فورياً لمنع حدوث عواقب صحية خطيرة.
في الوقت الحالي، لا تعتبر التركيزات سامة بشكل خاص، حيث يتطلب الأمر حوالي 430 جزءًا في المليون من الكلور لتكون جرعة قاتلة، في حين أن التركيز الحالي يبلغ 0.35 جزء في المليون، وهو أقل بمقدار 100 مرة من الجرعة القاتلة في حالة التعرض المطول، ومع ذلك، يُعتبر الكلور مركبًا كيميائيًاً خبيثاً إلى حد ما، لأنه حتى في الجرعات المنخفضة جداً، يمكن أن يسبب تلف في الرئتين على المدى الطويل بدون حماية تنفسية أو علاج.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الكلور كان واحدًا من أول الغازات التي استخدمت خلال الحرب العالمية الأولى في العمليات القتالية.



