إعطاء المضادات الحيوية للمواليد الجدد يسبب الإصابة بالحساسية
منوعات
إعطاء المضادات الحيوية للمواليد الجدد يسبب الإصابة بالحساسية
22 آب 2024 , 15:55 م

كشفت دراسة أجراها باحثون في جامعة كولومبيا البريطانية كيف يمكن لإعطاء المضادات الحيوية للمواليد الجدد أن يزيد من خطر تطور الحساسية التنفسية مدى الحياة.

كشفت هذه الدراسة الرائدة، التي نُشرت في مجلة Journal of Allergy and Clinical Immunology، للمرة الأولى عن العملية المحددة التي يمكن من خلالها أن تعطل المضادات الحيوية ميكروبات أمعاء الطفل، مما يؤدي إلى حدوث الحساسية والربو في وقت لاحق من الحياة.

تمكن فريق البحث، من كلية الهندسة الطبية الحيوية (SBME)، من اكتشاف سلسلة من الأحداث التي تفسر سبب تعرض بعض الأطفال للحساسية بعد تلقيهم المضادات الحيوية في بداية حياتهم.

يفتح هذا الاكتشاف آفاقاً جديدة لمنع وعلاج الحساسية في المستقبل.

تأثير المضادات الحيوية على جهاز المناعة

قال الدكتور كيلي مكناني، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ في SBME وقسم الوراثة الطبية: "تُظهر دراستنا كيف تشكل بكتيريا الأمعاء والمضادات الحيوية جهاز المناعة عند المولود الجديد، مما يجعله أكثر عرضة للحساسية".

وأضاف: "هذا الاكتشاف يغير الطريقة التي نفكر بها حول الأمراض المزمنة وكيفية تطورها، والمسار الذي حددناه له تأثيرات طويلة الأمد على خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل الحساسية مع تقدم الشخص في العمر".

تحدث الحساسية عندما يبالغ الجهاز المناعي في رد فعله تجاه مواد غير ضارة مثل حبوب اللقاح أو وبر الحيوانات الأليفة، ويخطئ في اعتبارها عوامل خطيرة.

عادةً ما يحمي جهازنا المناعي من التهديدات الضارة مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات.

كيف تؤدي المضادات الحيوية إلى الحساسية

لكن في الأشخاص الذين يعانون من الحساسية، يختلط على الجهاز المناعي الأمر ويبدأ في استجابة تسبب أعراضاً مثل العطس أو الحكة أو التورم.

يُبنى أساس جهاز المناعة لدينا في وقت مبكر جداً من الحياة، وأظهرت الأبحاث خلال العشرين عاماً الماضية أن الميكروبات الموجودة في أمعاء الرضيع تلعب دوراً حيوياً، وغالباً ما يتلقى الأطفال حديثو الولادة مضادات حيوية لمحاربة العدوى، لكن هذه المضادات يمكن أن تقلل من بعض البكتيريا المفيدة في الأمعاء، حيث تنتج بعض هذه البكتيريا مركباً يُسمى بوتيرات، وهو أساسي لإيقاف العمليات التي تؤدي إلى الحساسية.

دور البوتيرات في الوقاية من الحساسية

سبق أن اكتشفت مختبرات الدكتور مكناني أن الأطفال الذين لديهم عدد أقل من البكتيريا المنتجة للبوتيرات يكونون أكثر عرضة لتطوير الحساسية، كما وجدوا أن إعطاء البوتيرات كمكمل في مرحلة مبكرة من الحياة يمكن أن يمنع أو حتى يعكس هذا الخطر.

في دراستهم الأخيرة، التي أجريت على الفئران، اكتشف الباحثون كيف تعمل هذه العملية، ووجدوا أن الفئران التي لديها نقص في بكتيريا الأمعاء ولم تتلقَ مكمل البوتيرات طورت ضعف عدد الخلايا المناعية المسماة ILC2s.

دور خلايا ILC2s في تطوير الحساسية

تم اكتشاف هذه الخلايا منذ أقل من 15 عاماً، وهي الآن تُعتبر ذات دور رئيسي في تطور الحساسية.

أظهرت الدراسة أن ILC2s تنتج جزيئات تحفز خلايا الدم البيضاء، مما يجعلها تنتج كميات كبيرة من الأجسام المضادة الخاصة.

تغلف هذه الأجسام المضادة الخلايا كآلية دفاع، مما يمنح الشخص المصاب بالحساسية جهازًا مناعيًا جاهزاً للهجوم حتى على أصغر محفز.

المصدر: مجلة Journal of Allergy and Clinical Immunology