كتب سعيد زياد:
مقالات
كتب سعيد زياد: "طوفانُ الأقصى، وما أدراك ما طوفانُ الأقصى".
22 آب 2024 , 18:42 م

‏لم يكن الطوفان حدثاً انقضى في 6 ساعات بعد أن سُحقت عظام جنود فرقة غزة وفولاذ دباباتها فحسب، بل هو حدث طويل ممتد إلى اليوم الذي لا يزال يقاتل فيه ذات الجندي الغزّي الذي جرى استدعاؤه ليلة الطوفان الساعة الثانية فجراً قبل سبعة أشهر وحتى اليوم.

‏الطوفان هو ذلك الحدث الممتد من يوم العبور إلى يوم النزال، يوم رمانا العالم عن قوس واحدة بخيلائه وكبره، وحشد لنا 300 ألف مقاتل، و2000 دبابة، دون أن ينال منا كلمة أو صرخة أو حتى تردداً،

‏الطوفان هو الإبادة التي لم نسمح لها أن تشفي غليل عدونا، ولا أن ترضي غروره وعجرفته، بل كانت مكمن قوتنا وضعفه، ومنزل عظمة شعب لا زال يقاتل منذ 8 عقود، مؤمناً بجدوى المقاومة، واستمراريتها، ولا شي سواها.

‏الطوفان هو 200 ألفٍ في معسكر جباليا، رفضوا النزوح، رغم 10 آلاف شهيد، ومخيم مسحوقة بيوته مدمرة فوق بعضها فوق بعض، وكتيبة في بيت حانون، تقاتل منذ 205 أيام، في مسرح عمليات مدمر لا يصلح حتى لتمركز زمرة مقاتلين، لكنهم فعلوا ما يعجز عنه حتى الأساطير، فكانوا بحق حامية الشمال.

‏الطوفان هو مدفع الهاون الذي يقضّ مضاجع قيادة العدو في محور نتساريم، وصورايخ لم يهدأ هديرها لا تنام ولا تنيم أحداً في عسقلان وزيكيم، وقذائف ياسين صنعت بأيدي طيبة طاهرة، صهرت فولاذ ألفٍ ومائتي دبابة.

‏الطوفان، هو عبوة شواظ يحملها مقاتل ويمشي بها على مهل، صوب وحش يسمى ميركافا، غير خائف ولا وجل، وغير آبه بموت ولا حياة، ليحيل عربة الربً إلى كومة من خليط الخردة واللحم والعظام.

‏الطوفان هو حدث ممتد، لا يفتؤ يغير العالم، بصرخات رجال ظنّوا أنهم سيحطمون فرقة غزة يومها فقط، فكان أن سحقوا تابو إسرائيل وفكرة وجودها، ثم استداروا إلى الغرب بأسره، فأحالوا حضارته إلى شيء يشبه السخرية والهراء.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري