تواصل شركة "روستيخ" ، العملاق الروسي في صناعة الدفاع، تطوير التكنولوجيا العسكرية من خلال أحدث ابتكاراتها في مجال الروبوتات القتالية، ومع تزايد اندماج الأنظمة الروبوتية في الترسانة الروسية لتلبية احتياجات ساحات القتال الحديثة، وخاصة في أوكرانيا، أظهرت هذه المنصات الروبوتية الجديدة التي تم تصميمها للعمل في ظروف قاسية مع تقليل المخاطر على الجنود، الأهمية المتزايدة للأتمتة في القوات المسلحة الروسية.
ابتكارات "روستيخ" الأخيرة
في عام 2024، كشفت "روستيخ" عن عدة أنظمة روبوتية جديدة في منتدى "الجيش-2024"، مسلطة الضوء على جهود روسيا المستمرة لتحديث قواتها العسكرية، ومن بين هذه الابتكارات منصة "ديبيشا" متعددة الاستخدامات، وهي روبوت يتم التحكم فيه عن بُعد وقادر على تنفيذ مهام متعددة في الميدان، وقد تم تصميم "ديبيشا" ليتم تشغيله بواسطة شخص واحد فقط، ويمكنه توصيل الإمدادات والذخيرة والوقود إلى الخطوط الأمامية بسرعة وبسرية، كما يمكنه إجلاء الجنود المصابين ومهاجمة المواقع المحصنة للعدو مثل المخابئ، وتنفيذ مهام متعلقة بالألغام وإزالة الألغام.
تطويرات أخرى بارزة لشركة روستيخ
من بين التطورات الأخرى الجديرة بالذكر، الروبوت المجنزَر "كاراكال"، الذي سُمّي تيمناً بالسنور البري الصحراوي، وهذا الروبوت الصغير يمكن التحكم فيه عن بُعد لمسافة تصل إلى 2 كيلومتر، ويمكنه حمل ما يصل إلى 500 كيلوجرام من الحمولة بمدى يصل إلى 150 كيلومتراً، ويتميز "كاراكال" بمرونة عالية ويستطيع أداء مجموعة واسعة من المهام، مثل نقل المعدات وإجلاء المصابين وتقديم الدعم اللوجستي والهجومي على أرض المعركة.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر نظام "إمبالس-إم" قدرة تحميل أكبر، حيث يمكنه نقل ما يصل إلى طن من المواد، ويمكن تجهيز هذا الروبوت أيضاً بوحدة ضربات هجومية، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات، مما يعزز من القدرات الهجومية للقوات على الأرض.
أتمتة المركبات القتالية
لم تقتصر جهود "روستيخ" على تطوير روبوتات جديدة فقط، بل سعت أيضاً إلى أتمتة المركبات العسكرية القائمة، ويعد مجمع الأجهزة والبرمجيات "بروميثيوس" مثالاً رئيسيا على ذلك، وهذا النظام يسمح بتحويل أي مركبة مدرعة إلى منصة ذاتية القيادة قادرة على التحرك بشكل مستقل باتباع إحداثيات محددة مسبقاً، وبفضل تقنيات الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي، يمكن لـ"بروميثيوس" تمكين المركبات من تحديد أفضل مسار تلقائياً وتجنب العقبات ومعالجة المعلومات بسرعة في الوقت الحقيقي، وتمهد هذه التكنولوجيا الطريق لمركبات قتالية أكثر استقلالية، مما يقلل من الاعتماد على المشغلين البشر ويزيد من الكفاءة في ساحة المعركة.
تكييف التكنولوجيا المدنية للأغراض العسكرية
إلى جانب تصميم الآلات الجديدة، تركز "روستيخ" أيضاً على تحويل التكنولوجيا المدنية للاستخدامات العسكرية، ومن الأمثلة البارزة على ذلك الروبوت الكاشف للألغام "إم جي آر-4 شمِل"، وهو روبوت سابِر يعتمد على سلسلة من المحملات الصغيرة المدنية، ويستخدم الآن في عمليات إزالة الألغام عن بعد في الأراضي المكتسبة حديثاً، ويساعد هذا النوع من التكييف على تقليل التكاليف مع زيادة فعالية العمليات العسكرية.
مستقبل الروبوتات في الجيش الروسي
توضح التطورات التي حققتها "روستيخ" في مجال الروبوتات الاتجاه المستقبلي للجيش الروسي، حيث تزايد دمج الأنظمة الذاتية والمتحكم فيها عن بُعد لتنفيذ مهام متعددة مع حماية الأرواح البشرية، وقد أظهرت الصراع في أوكرانيا أن الأنظمة غير المأهولة ستكون ضرورية في ساحات القتال المستقبلية، ويبدو أن "روستيخ" قد أدركت ذلك، كما يتضح من العدد الكبير من الأنظمة غير المأهولة التي تم عرضها في معرض "الجيش-2024".