الأسباب والمخاطر المرتبطة بنسيان الكلمات أثناء الحديث وكيفية التعامل معها
منوعات
الأسباب والمخاطر المرتبطة بنسيان الكلمات أثناء الحديث وكيفية التعامل معها
24 آب 2024 , 20:27 م

عانى معظمنا من تلك اللحظة المحرجة أثناء الحديث عندما لا نستطيع تذكر الكلمة التي نريد استخدامها، رغم أننا متأكدون أننا نعرفها.

لماذا يحدث هذا الأمر الشائع بين المتحدثين؟ ومتى يمكن أن تكون صعوبة العثور على الكلمات مؤشراً على مشكلة جدية؟

يختبر الجميع صعوبة العثور على الكلمات من وقت لآخر، ولكن إذا تكرر ذلك بشكل متزايد مع مجموعة واسعة من الكلمات، الأسماء والأرقام، فقد يكون ذلك علامة على اضطراب عصبي.

الخطوات المطلوبة أثناء التحدث

يتضمن إنتاج الكلمات المنطوقة عدة مراحل من المعالجة.

تشمل هذه المراحل:

تحديد المعنى المقصود

اختيار الكلمة المناسبة من "القاموس العقلي" (وهو قاموس ذهني يحتوي على مفردات المتحدث)

استرجاع النمط الصوتي للكلمة (وهو ما يسمى بـ "الصيغة")

تنفيذ حركات أعضاء الكلام لنطقها

يمكن أن تظهر صعوبات العثور على الكلمات في أي من هذه المراحل، فعندما لا يستطيع المتحدث السليم استرجاع كلمة من قاموسه العقلي رغم شعوره بأنه يعرفها، يُطلق العلماء على هذه الحالة اسم "ظاهرة طرف اللسان".

في كثير من الأحيان، يحاول المتحدث المحبط تقديم بعض المعلومات عن الكلمة التي ينوي استخدامها، مثل "تعرف، تلك الأداة التي تضرب بها المسمار" أو "تبدأ بحرف م !".

تعد حالات طرف اللسان شائعة نسبيًا، وهي نوع من أخطاء الكلام التي تحدث بشكل رئيسي أثناء استرجاع النمط الصوتي للكلمة.

ما الذي يؤثر على العثور على الكلمات؟

تحدث صعوبات العثور على الكلمات في جميع الأعمار، لكنها تصبح أكثر شيوعًا مع تقدمنا في العمر، وعند كبار السن، قد تسبب هذه الصعوبات إحباطًا وقلقًا بشأن إمكانية الإصابة بالخرف، لكن هذه الصعوبات ليست دائمًا سببًا للقلق.

إحدى طرق التحقيق في صعوبات العثور على الكلمات هي طلب من الأشخاص الاحتفاظ بمذكرة لتسجيل عدد المرات والسياقات التي تحدث فيها.

أظهرت دراسات المذكرة أن بعض أنواع الكلمات، مثل أسماء الأشخاص والأماكن، والأسماء الملموسة (مثل "كلب" أو "مبنى") والأسماء المجردة (مثل "الجمال" أو "الحقيقة")، هي أكثر عرضة لإثارة حالات طرف اللسان مقارنةً بالأفعال والصفات.

الكلمات الأقل استخداماً هي أيضاً أكثر عرضة لإثارة حالات طرف اللسان، حيث يُعتقد أن السبب في ذلك هو أنها تمتلك روابط أضعف بين معانيها وأنماطها الصوتية مقارنةً بالكلمات الأكثر استخداماً.

أظهرت الدراسات المخبرية أيضاً أن حالات طرف اللسان تحدث بشكل أكبر في الظروف الاجتماعية المجهدة عندما يتم إخبار المتحدثين بأنهم يُقيمون، بغض النظر عن أعمارهم، وكثير من الناس يذكرون أنهم قد عانوا من هذه المشكلة خلال مقابلات العمل.

متى يمكن أن تشير إلى مشاكل أكثر خطورة؟

إذا تكررت حالات الفشل في العثور على الكلمات، الأسماء، والأرقام مع مجموعة واسعة منها، فقد تشير إلى مشاكل أكثر خطورة.

عندما يحدث هذا، يستخدم العلماء مصطلحي "فقدان القدرة على تسمية الأشياء" أو "حبسة التسمية" لوصف الحالة، التي قد ترتبط بتلف في الدماغ بسبب السكتات الدماغية، الأورام، إصابات الرأس، أو الخرف مثل مرض الزهايمر.

مؤخراً، كشفت عائلة الممثل بروس ويليس أنه تم تشخيصه باضطراب تنكسي يُعرف باسم الحبسة التقدمية الأولية، والذي يعد أحد الأعراض المبكرة له هو صعوبة العثور على الكلمات بدلاً من فقدان الذاكرة.

ترتبط الحبسة التقدمية الأولية عادة بالخرف الجبهي الصدغي أو الزهايمر، على الرغم من أنها قد ترتبط بأمراض أخرى، ويمكن أن تنشأ الحبسة بسبب مشاكل تحدث في مراحل مختلفة من إنتاج الكلام.

قد تساعد التقييمات التي يجريها أخصائيون نفسيون أو أخصائيون في علاج النطق في توضيح أي مرحلة من المعالجة تتأثر ومدى خطورة المشكلة.

على سبيل المثال، إذا لم يتمكن الشخص من تسمية صورة لشيء شائع مثل مطرقة، سيُطلب منه وصف استخدام هذا الشيء (قد يقول الفرد حينها "إنه شيء تستخدمه لضرب الأشياء" أو "إنه أداة").

إذا لم يتمكن من ذلك، سيُطلب منه الإشارة أو محاكاة كيفية استخدامه، وقد يتم أيضاً تقديم تلميح أو إشارة، مثل الحرف الأول (م) أو المقطع الأول (مط).

يلاحظ معظم الأشخاص الذين يعانون من حبسة التسمية تحسناً كبيراً عند تقديم التلميحات، مما يشير إلى أنهم يعانون في الغالب من مشاكل في المراحل الأخيرة من استرجاع الصيغ اللغوية والجوانب الحركية للكلام.

ولكن إذا لم يتمكنوا من وصف أو محاكاة استخدام الشيء، ولم تساعد التلميحات، فهذا يشير عادةً إلى فقدان حقيقي للمعرفة بالكلمة أو معناها، وهذا عادةً ما يكون علامة على مشكلة أكثر خطورة مثل الحبسة التقدمية الأولية.

أظهرت دراسات التصوير عند البالغين الأصحاء والأشخاص الذين يعانون من حبسة التسمية أن مناطق مختلفة من الدماغ مسؤولة عن صعوباتهم في العثور على الكلمات.

عند البالغين الأصحاء، ترتبط حالات الفشل العرضية في تسمية صورة لشيء شائع بتغيرات في نشاط مناطق الدماغ التي تتحكم في الجوانب الحركية للكلام، مما يشير إلى مشكلة عفوية في النطق بدلاً من فقدان المعرفة بالكلمة.

في حبسة التسمية الناتجة عن الحبسة التقدمية الأولية، تظهر مناطق الدماغ التي تعالج معاني الكلمات فقدانًا للخلايا العصبية والاتصالات أو ضمورًا.

وعلى الرغم من أن حبسة التسمية شائعة بعد السكتات الدماغية التي تصيب النصف الأيسر من الدماغ، فإن صعوبات العثور على الكلمات المرتبطة بها لا تبدو مميزة بمناطق معينة.

المصدر: موقع Knowridge