كشف علماء الآثار عن أقدم دليل على وصول أسلاف البشر إلى المحيط الهادئ منذ أكثر من 50,000 عام، مما يلقي الضوء على واحدة من أصعب الهجرات عبر البحار التي قام بها أسلافنا.
دليل على وصول أسلاف البشر إلى المحيط الهادئ
اكتشف العلماء قطعة من الراتنج الشجري في كهف على جزيرة إندونيسية، مما ساعد في تحديد متى وكيف هاجر أسلاف البشر الحاليين، المعروفين باسم "الهومو سابينس" إلى هذه الجزر، والطرق التي سلكوها، والتحديات التي تكيفوا معها في البيئة الجديدة.
صناعة الراتنج واستخدامه
يشتبه الفريق الدولي من العلماء، بما في ذلك خبراء من نيوزيلندا، وغرب بابوا، وإندونيسيا، أن الراتنج، الذي يُعتبر الأقدم من نوعه خارج إفريقيا، كان يُستخدم لإشعال النيران، أو بناء القوارب، أو صناعة الأدوات الحجرية.
تشير الأبحاث إلى أن استخدام الراتنج كان يتطلب عملية متعددة الخطوات بحذر، حيث يتم قطع لحاء الشجرة لترك المادة تتساقط ثم تتصلب، وبعد ذلك تُصنع بالشكل المطلوب.
التكيف البشري والمرونة في الظروف الصعبة
تضيف هذه الاكتشافات، وفقاً للدراسة التي نُشرت في مجلة "Antiquity"، إلى فهمنا المتزايد لقدرة البشر الأوائل على التكيف مع البيئات القاسية أثناء عبورهم الجريء من آسيا إلى جزر المحيط الهادئ للعيش في الغابات المطيرة.
كتب المؤلفان المشاركان في الدراسة، ديلان غافني وداود أريس تانوديرجو، في مجلة The Conversation: "هذا مثال مهم على التكيف البشري والمرونة في الظروف الصعبة".
بينما كان علماء الآثار يعلمون سابقاً أن هؤلاء البحارة الأوائل هم الأسلاف المشتركين للشعوب الأصلية التي تعيش حالياً في جزر المحيط الهادئ من غرب بابوا إلى نيوزيلندا، ظل التوقيت والموقع الدقيق لتوزيعهم البحري غير واضح.
الحفريات الحديثة في كهف مولولو
كشفت الحفريات الحديثة في كهف مولولو، الذي يزيد عمقه عن 100 متر في شرق إندونيسيا، عن طبقات من الوجود البشري إلى جانب عظام حيوانات، وأدوات حجرية، وكذلك أصداف وفحم.
تشير عظام الحيوانات إلى أن سكان مولولو كانوا صيادين ماهرين ربما شمل نظامهم الغذائي الجرابيات، والخفافيش الكبيرة، والطيور الأرضية.
يشير هذا إلى تنوع نظامهم الغذائي، مما يدل على أن الناس في هذه المنطقة لم يكونوا متخصصين في البحر فقط.
تشير بعض الطبقات الأعمق من الكهف التي حللها علماء الآثار إلى أنه كان مأهولاً بالبشر الأوائل منذ 55,000 عام على الأقل.
تكشف الدراسة الجديدة أن هؤلاء البحارة القدامى سافروا على طول خط الاستواء للوصول إلى الجزر الواقعة قبالة سواحل غرب بابوا منذ أكثر من 50,000 عام.
وتشير الدراسة إلى أن البشر قد استوطنوا القارة القديمة "ساهول" التي كانت تربط غرب بابوا بأستراليا قبل 65,000 عام.
وكتب العلماء: "تُظهر محاكاة الرحلات البحرية أن الطريق الاستوائي الشمالي إلى غينيا الجديدة عبر جزر راجا أمبات كان ممراً مناسباً للوصول إلى ساهول في ذلك الوقت".