"رد حزب الله":
- قرأنا الكثير من التعليقات والانتقادات حول ردّ الحزب، هناك مَن اعتبره كافياً، ومَن اعتبره دون المستوى الخ.
هنا بعض الأفكار:
١- نحكم على الأفعال والظواهر السياسية والعسكرية بمدى تحقيقها للنتائج المرجوة منها.
٢- الهدف من الردّ الانتقامي كان يتراوح بين حدّين:
الأول: استعادة الردع وقواعد الاشتباك السابقة التي خرقها الاسرائيلي بضرب الضاحية.
الثاني: عدم الانجرار الى حرب كبرى.
٣- بين هذين الحدّين أعلاه، حدد حزب الله معايير الرد بدقة، ونفذها بدقة أيضاً.
٤- لم يقل حزب الله أنه يريد الحرب الكبرى، بل قال اذا فُرضت علينا….
حتى الفيديو الأخير الذي بثه الاعلام الحربي، وُضعت صوتية بصوت السيد نصرالله "اذا فرضت اسرائيل حرباً على لبنان … سوف تواجه مصيراً لم تتوقعه في يومٍ من الأيام"…. أكد "اذا فُرضت"!!!
٥- وعليه، الردّ حقق الهدف المراد منه، بدليل ان الاسرائيلي سارع للاعلان أنه لا يريد التصعيد، وهذا يعني أنه أيضاً يخشى الحرب مع لبنان ( وهذا الجزء الأهم لبنانياً من معادلات الردع المتراكمة منذ عام ١٩٩٦).
٦- الذي يتوقع من الاسرائيلي أن يعلن خسائره ويقول ضُربت ضربة قوية، سينتظر دهوراً ولن يأتيه هذا الخبر.
٧- في المقابل، حتى لو امتلك الحزب معلومات وصوراً للهدف المضروب، فهو يعتمد القاعدة الاستراتيجية في العلم العسكري "اذا حاول عدوك الهرب، اترك منفذًا مفتوحًا، ولا تحشره في الزاوية."
٨- بالنسبة للبند ٧، فلنتذكر عام ٢٠١٩، حين ردّ حزب الله على المسيّرات في الضاحية بضربة مقابلة على الحدود، لم تعترف اسرائيل بأي قتيل في ناقلة الجنود!!…المعنيون كانوا يعرفون ان هناك قتلى، وتمّت استعادة الردع بعدها.
٩- في النهاية، المعارك لا تخاض بالنظارات، ولا هي مجرد "فشة خلق". الحروب لها إستراتيجياتها وتكتيكاتها .
وليس المهم ما يقوله المتحمسون، المهم الرسائل وصلت الى مَن يجب أن تصل اليهم، وهنا بيت القصيد.