تم تسليط الضوء على سرطان الأمعاء بشكل كبير في السنوات الأخيرة، لم تكن هناك فقط حالات وفاة بارزة مثل وفاة المؤثرة السيدة ديبورا جيمس، ولكن أيضاً سلسلة من الدراسات حذرت من أن هذا المرض يصيب المزيد والمزيد من الشباب، وقد ارتفعت معدلات الإصابة بالمرض، الذي يقتل 17,000 شخص سنوياً في المملكة المتحدة لوحدها، بنسبة 22 في المائة بين الأشخاص تحت سن الخمسين خلال الثلاثين عاما الماضية.
أدى انتشار حالات الإصابة المبكرة إلى تساؤل الناس عما إذا كان هناك أي شيء يمكنهم القيام به لمنع حدوث المرض في المقام الأول.
الجواب هو نعم — هناك الكثير، في الواقع، يعتقد أن أكثر من نصف الحالات يمكن الوقاية منها.
إذًا، ما الذي يمكنك فعله لمنع الإصابة بالمرض قبل أن يوقف حياتك؟ هنا، نقدم لك خمسة إجراءات رئيسية يمكنك ويجب عليك اتخاذها الآن لتقليل خطر إصابتك.
تناول تفاحة يوميا... وملعقة من السبانخ
نعلم جميعاً أن تناول الفواكه والخضروات جزء أساسي من النظام الغذائي الصحي لأنها تحتوي على الفيتامينات والمعادن، لكن تناول الألياف الموجودة فيها هو الأمر الأكثر أهمية لمنع سرطان القولون والمستقيم.
وفقاً لبيانات من أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، يمكن ربط واحدة من كل ثلاث حالات سرطان قولون بتناول كميات قليلة من الألياف، حيث تساعد الألياف في نظامنا الغذائي على استخدام المرحاض بشكل أكثر انتظاماً، مما يعني أن المواد الكيميائية الضارة تقضي وقتاً أقل في الأمعاء.
يمكنك الحصول على 30 غراماً من الألياف يوميا من خلال تناولك لخمس حصص من الفواكه والخضروات، ولكن أيضا يمكنك الوصول إلى هذا الهدف من خلال تناول وعاء من العصيدة، شريحتين من الخبز الكامل ونصف علبة من الحمص، كما أن بعض الفواكه والخضروات تحتوي على نسبة عالية من الألياف مثل التفاح، الموز، السبانخ والبروكلي.
تجنب اللحوم المصنعة... ولا تشوي ولا تقلي اللحوم كثيراً
إذا كنت ترغب في تقليل خطر الإصابة بالسرطان، عليك تجنب الأطعمة المقلية وحفلات الشواء، التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
اللحم المصنع هو أي منتج تمت معالجته لزيادة مدة صلاحيته أو لتحسين طعمه، وغالباً ما يتم ذلك عن طريق إضافة مواد حافظة كيميائية مثل النترات، وتتفاعل هذه المواد الكيميائية في الأمعاء لتنتج مركبات أخرى تسمى N-nitrosos، والتي تتسبب في تلف بطانة الأمعاء وتساهم في تكوين الأورام.
تناول أكثر من 70 غراماً من اللحوم الحمراء يومياً يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 5 في المائة، وفقا لدراسة أجراها باحثون في جامعة أكسفورد في عام 2019، وتعادل 70 غرامًا شريحتين من الباكون أو نصف برجر.
يوصي النظام الصحي الوطني في المملكة المتحدة بعدم تناول أكثر من حصتين من اللحوم الحمراء المصنعة في الأسبوع، ويجب أن تكون حذرا في كيفية طهي اللحوم أيضا؛ فيمكن أن يجعل الشواء اللحوم أكثر خطورة، لأن الطهي على درجات حرارة عالية مثل الشواية يمكن أن يؤدي إلى تكوين مركبات كيميائية تتسبب في تلف الأمعاء.
من الأفضل تقليل خطر الإصابة بالسرطان عن طريق استبدال لحم الضأن، ولحم البقر بالأسماك والدجاج، وإذا كنت لا تستطيع الاستغناء عن وجبة الشواء الصيفية، اختر خبز البرجر المصنوع من الحبوب الكاملة، وأضف الكثير من الخضروات، وفكر في استخدام الدجاج أو السمك كبديل للحوم الحمراء.
البقاء نشيطاً يقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء
الأشخاص الذين يمارسون الرياضة عدة مرات في الأسبوع معروفون بأن لديهم خطراً أقل بنسبة 20 في المائة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وهناك عدة أسباب لذلك.
أولاً، تماماً مثل تناول الألياف، يساعد التمرين أيضاً على تحريك المواد الكيميائية عبر الأمعاء بشكل أسرع، مما يعني أن أي مواد ضارة نستهلكها تقضي وقتاً أقل في الأمعاء، كما يساعد النشاط البدني على الحفاظ على وزن صحي، مما يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
تسبب السمنة ارتفاع مستويات هرمونات النمو في الجسم، مما يؤدي إلى انقسام الخلايا بشكل أكثر تكراراً، وكل واحدة من هذه الانقسامات تمثل فرصة محتملة لظهور خلايا سرطانية، مما يزيد من احتمال الإصابة بالمرض، وفي الواقع، يزيد مؤشر كتلة الجسم الذي يتجاوز 30 من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 11 في المائة مقارنة بالوزن الصحي (مؤشر كتلة الجسم 20 إلى 25).
زجاجة واحدة من النبيذ تسبب السرطان مثل 10 سجائر — لذا اترك كليهما
شرب أي نوع من البيرة، النبيذ أو المشروبات الروحية يزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم، الحلق العلوي، الحنجرة، المريء، الثدي، الكبد وسرطان الأمعاء، لكن التدخين أسوأ بكثير، فهو السبب الرئيسي للسرطان حول العالم، ويزيد من خطر الإصابة بـ 16 نوعاً مختلفاً من السرطان.
يرتبط التدخين بنسبة 7 في المائة من حالات سرطان القولون والمستقيم والكحول بنسبة 6 في المائة، وكلا العادتين ليست فقط مكلفة ولكنها أيضاً سيئة لصحتك بطرق أخرى كبيرة، فعندما يتم امتصاص الكحول في الجسم، فهو يمنع خلاياك من إصلاح الضرر، وفقًدا لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة، كما يمكن أيضا أن يؤثر على الإشارات الكيميائية التي تجعل الخلايا أكثر عرضة للانقسام، وبالتالي يزيد من احتمالات تطور الأورام.
في الواقع، يشير تحليل إحصائي نُشر في مجلة BMC Public Health في عام 2019 إلى أن شرب زجاجة واحدة من النبيذ في الأسبوع يعادل تدخين 10 سجائر خلال نفس الفترة من حيث خطر الإصابة بالسرطان، وتحتوي السجائر على أكثر من 5,000 مادة كيميائية، ويُعتقد أن 70 منها على الأقل تسبب السرطان، وهذه المواد الكيميائية هي التي تدمر الحمض النووي لدينا، بما في ذلك الأجزاء التي تحمينا من السرطان.
لم يفت الأوان أبدًا للحصول على فوائد صحية من التوقف عن التدخين، ومن المرجح أن تنجح في الإقلاع إذا حصلت على مساعدة من طبيبك أو الصيدلي.
الركض إلى المرحاض؟ اذهب إلى طبيبك فورا
اكتشاف الأعراض المبكرة — مثل النزيف من المؤخرة، الانتفاخ، فقدان الوزن دون محاولة، آلام البطن وتغيرات في حركة الأمعاء — يمكن أن يكون منقذاً للحياة، وإذا وجدت نفسك تتوجه بسرعة إلى المرحاض مع إسهال أو تغيرات غير منتظمة في حركة الأمعاء، اذهب إلى طبيبك، كما أن نزيف المستقيم هو علامة تحذيرية يجب أن تخضع للفحص فوراً.