الحقول الكهرومغناطيسية الموجهة حسب نشاط الدماغ تعزز التركيز والتعلم
منوعات
الحقول الكهرومغناطيسية الموجهة حسب نشاط الدماغ تعزز التركيز والتعلم
4 أيلول 2024 , 16:35 م

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "برين ريسيرش" أدلة مثيرة للاهتمام تشير إلى أن التعرض للحقول الكهرومغناطيسية (EMFs) الموجهة وفقا لنشاط الدماغ قد يعزز حالة ذهنية تُعرف باسم "التدفق" لدى الأفراد الذين يلعبون لعبة حاسوبية، تفتح هذه النتائج المجال أمام تطوير أجهزة قابلة للارتداء يمكن أن تدعم التعلم والتركيز والانتباه باستخدام أنماط محددة من الحقول الكهرومغناطيسية.

فهم حالة "التدفق"

مصطلح "التدفق" الذي صاغه عالم النفس ميهالي تشيكسنتميهالي، يصف حالة من التجربة المثلى حيث يكون الأفراد منغمسين تماما في مهمة ما، فيفقدون الإحساس بالوقت والوعي بالذات، تكون هذه الحالة عادة مصحوبة بشعور بالسلاسة والتركيز العالي، وقد تم ربط التدفق بتحسين الأداء والرفاهية في مجموعة متنوعة من الأنشطة، بدءا من الرياضة وحتى المساعي الإبداعية.

التحديات في تكرار حالة التدفق في الأبحاث

اهتم الباحثون منذ فترة طويلة بفهم الآليات العصبية التي تكمن وراء حالة التدفق، لكن تكرار هذه الحالة في بيئات تجريبية كان يمثل تحديا، بينما اعتمدت الدراسات السابقة على قياسات ذاتية لدراسة التدفق، كانت هذه المقاربات غالبًا ما تكون ارتباطية، مما يقدم رؤى محدودة حول السببية.

في دراستهم الحالية، سعى الباحث الرئيسي أنطوني س. زانيتي وزملاؤه في جامعة لورنتيان إلى البناء على النظريات الحالية التي تشير إلى أن التدفق قد يكون نتيجة لتزامن عصبي، لا سيما بين شبكات الانتباه وأنظمة المكافأة في الدماغ. نظرًا لأن الأبحاث السابقة أظهرت أن الحقول الكهرومغناطيسية يمكن أن تؤثر على النشاط العصبي، هدفت الدراسة إلى اختبار ما إذا كانت الحقول الكهرومغناطيسية التي تتبع أنماط إطلاق الخلايا العصبية الطبيعية في الدماغ يمكن أن تحفز أو تعزز حالة التدفق خلال مهمة محددة، وهي لعب لعبة حاسوبية.

دراسة تأثير الحقول الكهرومغناطيسية على نشاط الدماغ

شملت الدراسة 39 مشاركًا تم تجنيدهم من طلاب جامعة لورنتيان وكذلك من الجمهور العام، تم تقسيم هؤلاء المشاركين إلى ثلاث مجموعات بناءً على مستوى صعوبة اللعبة الحاسوبية التي طُلب منهم لعبها: سهلة، متوسطة، وصعبة. تم اختيار لعبة "سنيك" الكلاسيكية لهذا التجربة، حيث يتعين على اللاعبين التحكم في أفعى لجمع العناصر وتجنب الاصطدام بجسد الأفعى نفسه أو حدود اللعبة.

تم تزويد المشاركين بقبعة تحتوي على مجسات لتسجيل نشاط الدماغ باستخدام تقنية التخطيط الكهربائي للدماغ (EEG). لعبوا جلستين لمدة 10 دقائق من اللعبة، مع استراحة قصيرة بينهما. خلال إحدى هذه الجلسات، تم تطبيق مجال كهرومغناطيسي على رؤوس المشاركين. تم تصميم المجال وفقا لنشاط الدماغ في اللوزة الدماغية، وهي منطقة في الدماغ تشارك في معالجة العواطف والمساهمة في تجربة التدفق. تراوحت تردد الحقل الكهرومغناطيسي بين 6 إلى 20 هرتز، وهو ما يتماشى مع أنماط إطلاق الخلايا العصبية الطبيعية الملاحظة في اللوزة الدماغية.

نتائج مثيرة وأثر الحقول الكهرومغناطيسية على الأداء العقلي

أظهر الباحثون انخفاضا ملحوظا في نشاط الموجات بيتا (12-16 هرتز) في عدة مناطق من الدماغ عندما تعرض المشاركون للحقول الكهرومغناطيسية. وتشمل هذه المناطق الكونسيس الأيسر، البريكوس الأيسر، الحزامية الخلفية اليسرى، الجزيرة، والتلفيف الجبهي، ترتبط موجات بيتا عادة بالتفكير النشط والتركيز، لذا فإن تقليل نشاط بيتا قد يشير إلى تحول نحو حالة أكثر استرخاءً وامتصاصا، وهو ما يتماشى مع تجربة التدفق.

بالإضافة إلى التغيرات في أنماط الموجات الدماغية، وجد الباحثون أيضًا أن المشاركين أبلغوا عن سهولة أكبر في التركيز عند تعرضهم للحقول الكهرومغناطيسية، كان هذا التحسن الذاتي في التركيز ملحوظًا بشكل خاص بين المشاركين الذين لم يكن لديهم خبرة سابقة في لعب اللعبة.

آفاق البحث المستقبلي

في حين توفر الدراسة الحالية أدلة أولية على أن أنماط محددة من الحقول الكهرومغناطيسية يمكن أن تعزز النشاط الدماغي المرتبط بحالات التدفق والتجارب الذاتية، فإن الآليات الكامنة وراء هذه التأثيرات لا تزال غير واضحة. يجب أن يركز البحث المستقبلي على استخدام عينات أكبر وأكثر تنوعا لتأكيد تعميم النتائج. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تحقق الدراسات في التأثيرات طويلة المدى للتعرض المتكرر للحقول الكهرومغناطيسية وما إذا كانت أنماط مختلفة من الحقول الكهرومغناطيسية قد تكون أكثر فعالية لمهام أو أفراد محددين.