رد العميد الرّكن المتقاعد، الدكتور حسن جوني، على دولة رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي
مقالات
رد العميد الرّكن المتقاعد، الدكتور حسن جوني، على دولة رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي
13 أيلول 2024 , 08:29 ص
كتب العميد الرّكن المتقاعد، الدكتور حسن جوني، رداً على دولة رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي:

"إنها مزرعة يا صاحب الدولة"!

قال الرئيس ميقاتي: "يبدو أن مجموعات العسكريين المتقاعدين قررت الانقلاب على "الدولة"!!

عن أيّة دولة تتحدث؟
دولة الميليشيات واللصوص الذين يحكمون ويتحكمون بالبلد فأوصلوه إلى هذه المرتبة السفلى في مختلف التصنيفات العالمية!

دولة السلطة الفاسدة التي شاركت ورعت وحمت منظومة المصارف وحاكمها في سرقة عرق جبين الناس؟!

دولة "العزة والكرامة" التي جعلت العسكري الشريف في جيشها يعمل "فالي باركينج" أو "دليفري" لكي يُطعم أولاده ويدفع أقساط مدارسهم؟ وهو الذي كان يُسمى "وطن" حين يُنادى؟!

الدولة التي أفلحت بنقل مرتبة ضباطها الأسياد من رؤوس فوق النجوم إلى أسفل الدرك الاجتماعي، حتى باتوا محط شفقة إن لم نقل شماتة السافلين؟! 
ضباطها الشرفاء الذين يبيعون مسدساتهم الأميرية وأوسمتهم المُذهّبة لكي يعيشوا بالحد الأدنى من الكرامة!!

الدولة التي لم تتجرأ على محاسبة فاسد واحد، رغم عظمة قوانين مكافحة الفساد التي أصدرها المجلس النيابي الأعظم وعظماؤه الدائمون منهم وغير الدائمين؟! 

ممثلوا الأمة الذين لا تعنيهم ولا تهز مشاعرهم مشاهد العسكريين مبتوري الأرجل يزحفون أمام السرايا، وبقرب قبة برلمانهم، يطالبون بالحد الأدنى للعيش؟!

الدولة التي كافأت من خدمها أربعين عاماً بحفنة من الليرات العفنة،كتعويضٍ سخيف مما تبقى من فُتات خزينتها التي أنهكها حراسها، وسرقها حمَلَةُ أقفالِها؟!

الدولة التي يحاول إصلاحها من خرّبها وهَشَمَها، وسرقها ومزَّقها وحرق دِينها؟!

الدولة التي أغلبية مسؤوليها، من نواب ووزراء،هرّبوا أموالهم"الوسخة"إلى الخارج وهم وأبناؤهم يتمتعون بها اليوم، في الوقت الذي يتقاضى فيه متقاعدوهاخاصةً العسكريين، راتباً شهرياً يعادل ثمن وجبة غداءلثلاثةِ أشخاصٍ في أحد مطاعم المدينة التي يتباهَوْن َبجمالها؟!

الدولة العاجزة حتى الآن عن معالجةأبسط المشكلات مشكلة، الكهرباء التي لم تنقطع كلياً، حتى في زمن الاعتداءات الإسرائيلية على محطاتها، لكنها انقطعت في زمن المافيات التي تمثل الأغلبية الساحقة من الطبقة السياسية؟!
 أليس ذلك اعتداءً على المجتمع أشدَّ ضرراً وخطراً من اعتداءات العدو؟

الدولة التي تخبىءُ رأسَها في الرِّمال عند الاستحقاقات والقرارات المصيرية، وتنتظرُ التعليماتِ والأوامرَ منْ خارجِ حدودِ السيادة! وتترك الشعبَ لمصيرِه مُتخبطاً في مهبِّ الرِّياحِ الإقليميةِ والدولية؟!

الدولة التي نجحت في أن تكون أكثرَ صادراتها للخارج منتجاتُها البشريةُ، من نُخَبٍ وأدمغةٍ وباحثينَ عن مأوىً ومأكلٍ بينَ الأُممِ الغريبةِ، وفي أقاصي الأرض، دُخَلاءَ لا نُبَلاء! في حين تعجُّ هي بِالغُرَباءِ نتيجةَ أسوأِ السياساتِ بل النِّكايات! 

دولةَ الرئيس ميقاتي: في معرض إجابتك على سؤالٍ طرحتْهُ عليكَ الإعلاميةُ سمر أبو خليل، قلتَ لها: "انتِ وَيْنْ عايشة؟"،؛ وأنا أسألُكَ اليوم: أنتَ وينْ عايش؟! وعن أي "دولة" عم تحكي؟!

فإذا كُنت تقصدُ لُبنان، فإنّ لبنان ليسَ دولةً يا صاحب الدَّولة
إنَّها مزرعةٌ يا صاحب الدولة!
وفي شريعةِ المزارعِ تُنْتَزَعُ الحقوقُ من اللئام، انتِزاعاً، ولا تُعطى إكراماً، إلّا من الكرام.
المصدر: موقع إضاءات الإخباري