تفجير أجهزة
مقالات
تفجير أجهزة" البيجر"،ضربة تحت الحزام ولكن..؟؟؟
راسم عبيدات
18 أيلول 2024 , 09:46 ص
لا شك بأن العملية السيبرانية ذات الجوهر والبعد الأمني التي قامت بها اسرائيل بمعاونة امريكية اوروبية غربية ...بتفجير اجهزة " البيجر" ،والتي بات من الواضح من بعد كل التحقيقات التي قامت بها الأجهزة الأمنية والهندسية والخبراء في حزب الله، بأنه تم تفخيخها والتلاعب بها،اثناء استيرادها من تايون،وكان الحزب قد استورد الف جهاز منها قبل نحو ثلاثة شهور،حيث جرت عملية الخرق والتفخيخ هناك على الأرجح.
هذه العملية شكلت ضربة تحت الحزام لحزب الله خاصة والمحور عامة،وهي تشكل نصر تكتيكي ولكن على المستوى الإستراتيجي،لم تغير في الردع ومعادلاته ،ولم تنجح في إزالة المخاطر،وهذه العملية جاءت لتحقيق هدف نفسي ومعنوي ردعي  والسعي ل "كي" وعي حزب الله والدولة اللبنانية والمجتمع اللبناني ..وكذلك العمل على نزع الثقة بالحزب وتفكيك العلاقة بينه وبين الحاضنة الشعبية،وتبهيت صورته في الداخل اللبناني،وعند حلفائه،والضغط عليه لفك العلاقة بين الجبهة الشمالية وجبهة قطاع غزة،وقف العملية الإسنادية،التي اكد الحزب على انه ماض في نهجه وخياره ولن يوقف تلك العملية إلا بتوقف العدوان على قطاع غزة...وهي ربما تشكل بديلاً للحرب الشاملة التي يسعى اليها نتنياهو وقادة المؤسستين الأمنية والعسكرية الإسرائيلية،والتي لا تريدها امريكا صاحبة فكرة الحرب والقائدة فيها حالياً،ليس لإعتبارات حماية مصالحها الإستراتيجية وقواعدها في المنطقة،بل هي تقترب من موعد الإنتخابات الرئاسية،ولذلك مثل هذه العملية قد تؤثر على فرص فوز كامالا هاريس في تلك الإنتخابات،وكذلك فهذه الحرب،فلربما لا تنجح او تكون لها نتائج محدودة أو قد تشكل خطر وجودي على اسرائيل،حذر منه المبعوث الأمريكي للمنطقة عاموس هوكشتين ...ولذلك جرى استخدام هذا الشكل البديل عن الحرب الشاملة،والذي استهدف حزب الله والمجتمع والدولة اللبنانية، كبديل عن عبارات اعادة لبنان الى العصر الحجري ومحو الضاحية الجنوبية،وابعاد وطرد قوات النخبة "الرضوان" لحزب الله 22كم شمال الليطاني، فهذا هجوم واسع يشبه استخدام سلاح نووي تكتيكي،فيه الكثير من الفتك والتوحش والقتل  وبأقل الخسائر او بدون خسائر ...
العملية العسكرية تجعل نتنياهو العنجهي والمتغطرس،والخبير بالهروب الى الأمام وتصدير ازماته، يزداد غطرسة وزهوا كالطاوس ....بحيث هذه العملية تعيد الإصطفاف والتوحد حول حكومته،وتؤجل الخلافات بين وبينه وزير حربه،ومع المؤسسة العسكرية،وتهمش من دور المعارضة السياسية له، ...وترمم المزيد من صورته امام الجمهور الإسرائيلي ،فهو في كل مرة تتفاقم فيه الخلافات وتستعر داخلياً  ويزداد الإحتقان والغضب الشعبي عليه من اجل ان تكون الأولوية لإستعادة الأسرى على استمرار الحرب على قطاع غزة ...نجد انه يهرب نحو عملية عسكرية جديدة ،حيث اقدم على اغتيال القائد فؤاد شكور في الضاحية الجنوبية من بيروت  ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد اسماعيل هنية في طهران،وبذلك استطاع ان يخفف من حدة الغضب من قبل اهالي الأسرى وقوى المعارضة السياسية عليه،وهي بالمناسبة قوى لا تمتلك لا رؤيا ولا استراتيجة ولا برنامج واضح يشكل بديل لبرنامج نتنياهو،فهي في النهاية تخضع وتصطف خلفهنوتنفذ وتنضبط لما يقوله ...نعم هذه العملية  ضربة تحت الحزام لحزب الله خاصة والمحور عامة،ونتنياهو سيعمل على  نقل ثقل المعركة عسكرياً وأمنياً من القطاع الى الشمال ،ولكن اسرائيل تحتاج الى ترميم قدراتها العسكرية والتسليحية ، وأيضاً على صعيد الجيش هناك مشاكل عدم توفر العنصر البشري الكافي وحالة الإهتراء والإهتلاك التي يمر بها الجيش وتراجع الروح المعنوية والدافعية،والخلافات والإنقسامات التي تعيشها تلك المؤسسة،وما يعصف بها من استقالات،ولكن سيجري العمل على ترميم هذه الثغرات ... نتنياهو لن يوقف الحرب على قطاع غزة ولن ينفذ صفقة تبادل اسرى ...وسيحرف الأنظار عن حرب ابادته وحصاره وتجويعه لسكان القطاع ،سيجعل الأنظار تتسلط على الجبهة الشمالية  ...لا شك بأن حزب الله والمحور قد تلقوا ضربة ،ولكن هذه الضربة لن تحدث تغير في موازين القوى ومعادلات الردع،ولن تمكن اسرائيل من العودة الى ما كان الوضع عليه في السابع من اكتوبر/2023،وفرض قواعد اشتباك جديدة،وسيجري الرد على العملية الإٍسرائيلية ،كما جرى بعد استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق في نيسان الماضي،وما نتج عنها من قتل لعدد من المستشارين الإيرانيين،وعملية الأربعين التي قام بها حزب الله كرد على عملية اغتيال القائد شكر في الضاحية الجنوبية في اواخر تموز الماضي،بإستهداف قاعدة استراتيجية استخبارية،تشكل العقل الإستخباري والكبد الأمني لإسرائيل ،ربما هذه المرة ستكون العملية اسرع واوسع واكثر ايلاماً وخروجاً عن قواعد الإلتزام بأخلاقيات الحرب التي لم تلتزم بها اسرائيل،وقول الحزب بأن الرد سيكون قاس ومن حيث يحتسبون ولا يحتسبون  يؤشر الى ذلك،ولكن هذا لا يعني بأن الرد سيكون انفعالي ومتسرع وغير مدروس،ودون اختيار اهداف حيوية واستراتيجية ترتقي الى حجم الجريمة المرتكبة  ..المنطقة بكاملها امام تطورات ومفاجئات، وبهذه العملية اللااخلاقية والجبانة التي لم تفرق بين مقاتل ومدني ..تضع المنطقة امام كل الإحتمالات ،التي تصبح مفتوحة والخيارات مطروحة   ...وربما يصبح شعار الحزب مترجما في الواقع،نحن لا نريد حرباً شاملة،ولكن اذا فرضت علينا سنخوضها بلا قواعد او ضوابط  او قيود في البر والبحر والجو،وهذه العملية قد تعجل بالردود اليمنية والإيرانية،وخاصة بأن عملية الصاروخ الفرط صوتي اليمني التي اخترقت كل طبقات الدفاع والإعتراض الجوي،وليصل الصاروخ الى تل ابيب بزمن وسرعة قياسية،ويحدث دماراً في منطقة لا تقل على 15 كم،وتفشل كل دفاعات وصواريخ الإعتراض الجوي في إسقاطه، تقول بأن صاروخ واحد شل كل الجبهة الداخلية،والحركة التجارية والإقتصادية وحركة المطارات والموانىء في اسرائيل ،فكيف لو تم إطلاق مثل هذه الصواريخ من الجبهة اللبنانية،والتي اكدت أمريكا بأن قصر المسافة بين الحدود اللبنانية وحدود فلسطين، لا يمكنها من تقديم المساعدة في عمليات الإعتراض ،واذا لم تنجح عملية الإعتراض لصاروخ  قطع مسافة 2040 كم،فهل ستنجح في اعتراض صاروخ لا يحتاج الى اكثر من نصف دقيقة الى دقيقة ،لكي يصل الى الأهداف التي يطلق بإتجاهها.

فلسطين – القدس المحتلة
18/9/2024 
ReplyForward
المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة تفجير أجهزة
تفجير أجهزة" البيجر"،ضربة تحت الحزام ولكن..؟؟؟
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً