مقالات
زيتون، كشك، تفاح، بطاطا أم كوكاكولا!!!...
حليم خاتون 20 أيلول 2024 , 05:17 ص
كتب الأستاذ حليم خاتون.
إيلون ماسك يبيع سيارة تيسلا؛ لكنه يبقى متحكما بهذه السيارة أينما وجدت...
يستطيع إيلون ماسك تعطيل السيارة أو تحديد مكانها أينما كانت...
الغرب يتحكم بتكنولوجيا الذكاء الصناعي...
جهاز الهاتف جاسوس...
جهاز الهاتف قد يكون قاتلا...
حتى البراد أو التلفزيون يمكن أن يكونا من أدوات التجسس أو حتى أدوات القتل...
الغرب يبيعنا ليس فقط للاستهلاك؛ بل للسيطرة أيضا على مجرى حياتنا، وعلى سلوكياتنا...
في اربعينيات القرن الماضي، سمم الصهاينة مياه الشرب في إحدى مدن فلسطين؛ لكن البريطانيين تدخلوا في اللحظة الأخيرة؛ ليس حبا بنا؛ ولكن لأنهم سلطة الانتداب، ولأنهم يشربون من نفس تلك المياه...
نحن نشتري كل شيء من الخارج...
أغرب ما في الأمر اننا نشتري من الغرب كل شيء حتى حين تواجد منتج محلي ذي جودة...
من يمنع شركة اجبان picon أو kraft أو أي منتج غذائي آخر من التعامل مع الموساد وزيادة مكون ما في هذه المنتجات؛ إذا لم يكن للتسميم المباشر، فقد يكون لأي شيء آخر؛ ربما للعقم ضمن حرب الديموغرافيا، وربما زيادة سم بطيء جدا يتسسب مع الوقت بجلطات قلبية أو دماغية...
ما ذكرته الدكتورة ليلى نقولا في مقابلتها على ال OTV، من انها باتت تخاف من جهاز تلفون ال iPhone الذي تحمله؛ أو ما قاله الاستاذ عريب الرنتاوي عن الخوف حتى من الاستحمام بعد تجاوز الكيان الصهيوني كل المحرمات تحت غطاء غربي بشكل أساسي يدفع إلى التساؤل حول مدى تعلقنا بمنتجات الغرب في كل جوانب حياتنا...
لماذا تم شراء أجهزة ال pagers من هنغاريا مثلا، او من تايوان وليس من الصين...
بل لماذا يحمل السفير الإيراني جهازا غربيا بينما تنتج إيران انواعا من نفس الماكينة...
هذا يذكر بانتشار السيارت الغربية او الموالية للغرب في بيئة المقاومة رغم سهولة اقتناء سيارات من صناعة إيرانية مثلا...
من أغرب ما سمعت حول المقاطعة أن البعض يقول أن افضل الماركات هي شركات صهيونية أو شركات تدعم الكيان...
ينسى هذا البعض ان محرر الهند من الاستعمار البريطاني المهاتما غاندي احرق بدلاته الانكليزية رغم انه كان محاميا مرموقا، ونسج لنفسه رداء بسيطا من مواد محلية...
لقد سألت احد الأطباء ممن يحملون جهاز هاتف خليوي صيني HUAWEI عن مدى جودة هذا الجهاز...
كانت الإجابة إنه أفضل ألف مرة من أجهزة أخرى، إضافة إلى أن احتمال دخول الصهاينة في سلسلة إنتاج هذا الهاتف شبه معدومة...
نحن في لبنان، ورغم المأساة التي حلت بنا بعد سرقة المصارف ورجال النظام السياسي والمالي والاقتصادي لكل مدخراتنا، ورغم تآمر القضاء وأجهزة الأمن على عامة الناس، ووقوفهم إلى جانب اللصوص؛ نحن لا نزال نستورد كل شيء من الخارج، بما في ذلك انواعا من الخبز والمشروبات وغيرها من المنتجات التي يستطيع الكيان بسهولة الدخول إلى خط إنتاجها للقيام بزرع السموم في ما نأكل، كما فيما نشرب وما نلبس...
بعد مجزرة القتل الجماعي في لبنان، لم تعد القضية مجرد مقاطعة الغرب من اجل فلسطين رغم أهمية ذلك؛ لقد وصلت الأمور إلى مستوى المحافظة على الصحة العامة والشخصية لكل فرد بسبب ما يستطيع الكيان فعله بهذا المنتج...
حتى إذا كانت جودة المنتج الغربي افضل من جودة أي منتج آخر، تبرز مسألة وجوب الحرص مما يضمره الكيان المرتبط بهذا الغرب لنا...
"لا تكرهوا أمرا، عساه يكون خيرا لكم"...
رغم عمق الجراح...
رغم كبر الألم...
ربما ابتلانا الله بما قام به الصهاينة حتى نعي عمق خضوعنا في سير حياتنا على ما يريده الكيان ومن ورائه الغرب الذي يحتقرنا ويعمل ليل نهار على القضاء على استقرار حياتنا...
لم يتحدث السيد نصرالله عن هذا الأمر لأن الموقف العسكري يحوز على معظم تفكيره...
لكن هذا الجزء من الحروب التي يشنها الغرب علينا يجب أن يلقى أيضا ما يكفي من الاهتمام...
في كل الأحوال، نحن نتواجد في حالة حرب وجودية مع هذا الكيان ومع من يقف خلف هذا الكيان...
الاجتماع الأميركي البريطاني الفرنسي الألماني الإيطالي لدراسة مجرى الصراع في منطقتنا يعني أمرا واحدا:
مؤامرة جديدة ضد شعوبنا...
صراعنا ضد هذه الدول وضد مصالحها يجب أن لا يقل عن صراعنا مع الكيان...
هذه الدول لن تتوقف عن مساندة الكيان في عمليات الإبادة ضد شعوبنا إلا حين تتهدد مصالحها...
تهديد مصالح هذه الدول في منطقتنا سهل جدا خاصة أن هذه المصالح تتركز في بلاد عربية واسلامية لا تقل عنها سفالة في دعم حروب الإبادة...
ينقسم العالم اليوم إلى محورين:
محور مقاومة، ومحور إبادة...
اي موقع بين هذين المحورين هو صمت وتغطية لعمل الإبادة...
كان مخزيا وجود دولة المغرب ودولة ايرلندة ودولة ماليزيا وغيرها بين تلك التي وقفت على ما يسمى زورا (حيادا) في التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة على وجوب إنهاء احتلال فلسطين...
هل يمكن الوثوق بهذه الدول؟
نحن نعرف تماما أن هذه الدول تخضع لاميركا، تماما كما نعرف ان أميركا هي من يدير حروب الإبادة ضد شعوبنا، لذلك يجب نشر الوعي في ثقافة المقاطعة إذا لم يكن من اجل فلسطين؛ فعلى الأقل من اجل منع أميركا من السيطرة على احوالنا وسلوكياتنا التي تجلت في تزويد الكيان بكل ما يجب لارتكاب فعل الابادة دون اي خوف من اية عواقب...
حليم خاتون
المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة
قصة الحلاج ونشيد والله ما طلعت شمس ولا غربت وموسيقى صوفية..
حرب أميركا الاستباقية
انشودة, أتظن أنك عندمـــا أحـــرقتنــي.. ورقصت كالشيطان فوق رفاتي
كتب :أ .د .نسيب حطيط - بيروت: المقاومة الثقافية, حتى لا تضيع التضحيات... بين التعويضات واعادة الإعمار!
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً