حروب متفرقة تتجه صوب حرب نهاية الكيان...
مقالات
حروب متفرقة تتجه صوب حرب نهاية الكيان...
  حليم خاتون
21 أيلول 2024 , 11:33 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون:

شئنا أم أبينا، نحن في وضعية الدفاع الذي يواجه عدة هجمات...

مستويات هذه الهجمات تختلف باختلاف الجهة التي تأتي منها هذه الهجمات...

قائد جبهة الدفاع مضطر لتوزيع قواته في عدة مجموعات لأنه يعرف ان هذه الحرب ليست كلاسيكية...

الضربات تأتي من عدة جهات...

امس كانت في سوريا...
قبل امس، كانت في اليمن، في العراق، في غيرها...
انتزع الأميركي مصر...
لكننا لا نزال نقاتل...
فلسطين في الأسر المباشر، غيرها في أسر الذل والعجز...

يعرف القائد انه يقاتل في وضعية جبهة شبه محاصرة...

رغم كل الغناء حول الوحدة الوطنية...، 
رغم كل العزف حول الدفاع عن الوحدة القومية...، 
رغم كل الحق الذي يتجلى في المفهوم الإنساني والديني في كل المعتقدات...
يعرف هذا القائد إنه يقاتل وظهره مكشوف...
ظهره مكشوف، لكنه مؤمن عن حق أن النصر حتما آت...

بعد نكسة حزيران ٦٧، وافق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على وقف إطلاق النار لأنه اعتبر أن أمامه ليس الكيان الصهيوني، بل أميركا وكل أدواتها وأتباعها في أوروبا والعالم؛ بينما حليفه السوفياتي كان أول من قام بخداعه بفضل سيطرة اللوبي الصهيوني على كثير من مؤسسات الحزب الشيوعي وبالتالي على مؤسسات الدولة السوفياتية نفسها...

موافقة عبد الناصر على وقف إطلاق النار حوّلت نكسة حزيران ٦٧ إلى هزيمة...

نفس جمال عبد الناصر كان رفض وقف القتال سنة ٥٦ رغم العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي...

رغم قوة قوى العدوان التي تسببت بنكسة عسكرية سنة ٥٦، رفض ناصر يومها وقف القتال فتحوّلت النكسة العسكرية إلى نصر عظيم...

كلام السيد نصرالله في التاسع عشر من هذا الشهر اختصر كل الموقف بجملة تشكل أحد أهم شعارات حزب الله:

"ما تركناك يا حسين"...

هنا تشكل فلسطين قضية مظلومية تاريخية جسدها على مدى التاريخ الإمام الحسين...

يعرف السيد نصرالله إنه لا يقاتل الكيان الصهيوني وحده...

يعرف اكثر بكثير مما كان يعرف عبد الناصر في ذلك الزمن...

يعرف ان أميركا وبريطانيا والمانيا وفرنسا وإيطاليا وكل حلف الناتو هم من يقاتل...

قد يكون اغلب جنود العدو من الصهاينة يهودا كانوا أم بدوا أم دروز...
لكن جنرالات الناتو، وتكنولوجيا الناتو وحتى مئات وربما آلاف خبراء الناتو موجودن في الميدان...

كل هذا يعرفه السيد نصرالله...

يعرف ان النظام الرسمي العربي ليس متخاذلا فحسب؛ 
هو ليس مجرد ممول الناتو والصهيونية العالمية؛ بل هو جزء مهم من هذه الصهيونية العالمية التي تظهر صورتها الواضحة في ما يسمى زورا "ثورة" سورية مع مجموعة من الاغبياء والتافهين...

خرج أحد عباقرة الإقتصاد  ينصح السيد بإجراء إتصالات تؤمن "السترة" والاستسلام عبر التخلي عن فلسطين...

مقابلة منير يونس الذي برع في فضح كل الطبقة السياسية في لبنان، سقط عندما طلب من السيد نصرالله أن يكون يوضاس الذي خان السيد المسيح قبل صياح الديك...

السيد نصرالله يعرف كل هذا؛ كما يعرف مدى القوة الكامنة في شعب المقاومة...

السيد نصرالله يعرف جيدا دقة الوضع...
يعرف ما لا يعرف تفاصيله الكثيرون...
لكنه يعرف أيضا أن التخلي عن غزة هو اكثر من مجرد عار لحق بالكثيرين من العرب والعجم على حد سواء...

لذلك خرج السيد نصرالله بموقف حازم اننا لن نترك فلسطين تذبح حتى لو قام العالم كله بخيانة الإنسانية والضمير...

الشهيد ابراهيم عقيل كما الشهيد السيد محسن كما كل الشهداء الذين سقطوا على هذا الدرب كما كل قائد لا يزال يقاتل كما كل حر في هذه الأمة؛ 
الكل يعرف ان القضية أكبر من مجرد "بدنا نعيش"...

لسنا دوابا تنتظر العلف من يد الأميركي...
من يريد عيشة الدواب، هنيئا له حياة الدونيين؛ أما نحن؛ نحن احرار؛ 
نحن أبناء أمة حرة مجيدة رغم أنف كل المطبعين والخونة...

عندما قال السيد أن حرب الإسناد لن تتوقف، قال في الوقت عينه " ما ترون، وليس ما تسمعون"...
حرب الإسناد ليست سوى وجه من وجوه الحرب الدائرة...

إلى جانب حرب الإسناد التي لن تتوقف سوف تجري حروب أخرى...
حروب الرد على خرق الخطوط الحمر...

الرد على الاعتداءات سوف يأتي...

قتل الناس لن يردعنا...
قتل القادة لن يوقف المسيرة...
ضرب الضاحية هو شرف ناله أهل الضاحية...
هو الشرف الذي حمله الجنوب والبقاع منذ النكبة...

هو شرف عجزت عنه عواصم كانت حتى الأمس واقفة قبل أن تركع وتقع في مزبلة التاريخ...

حال قيادة حزب الله اليوم هي كحال القائد الميداني الذي يطلب من خط الدفاع الأول عدم إطلاق السهام قبل أن تصل طلائع الهجوم إلى نقطة القتل المميتة...

يقوم الكيان بالرقص على حافة الهاوية عبر غارات لا تؤدي في المحصلة النهائية إلى أي تغيير في النتيجة النهاية التي تقرب هذا الكيان اكثر واكثر إلى لعنة الثمانين... 

يكسب الكيان في التكتيك، ويخسر في الاستراتيجيا...
هذا ما قاله الاميركيون للكيان...
لكن الحمدلله قوة اللوبي الصهيوني اسكتتهم...
فصار مصير النظام العالمي مربوطا بمصير الحرب الدائرة اليوم...

المهم، قام به حزب الله حين رفض وقف إطلاق النار...
المهم، قام به حزب الله حين رفض التخلي عن فلسطين...
الرد آت حتما على كل غارة...
هو التراكم الكمي الذي سوف يؤدي إلى التغير النوعي...
ردا على غارة الضاحية الأولى كانت غليلوت...
ردا على الضاحية ٢ أو الضاحية ٣سوف يكون هناك ما يشبه غليلوت...
في كل مرة،
يزيد عدد من يصرخ من الناس طالبين من السيد  الرد...
كما كل قائد حكيم، في لحظة ما سوف نصل إلى معادلة أن تجنب الدمار الشامل لم يعد ممكنا؛
عندها سوف يتم الرد على التدمير بالتدمير...
عندها لن يلوم اي كان المقاومة لأن الأحمق في الجهة المقابلة لم يترك لمزيد من الصبر "مطرح"...

عندها سوف يطلق القائد الإشارة، فتخرج المقاومة من جعبتها كل ما راكمته بعد تموز ٢٠٠٦...
عندها سوف تكتمل فصول السابع من أكتوبر بعملية أكبر على جميع الجبهات...
يومها سوف يحمل كل اللاجئين الفلسطينيين السلاح ويعودون إلى قراهم...

يومها سوف تسابق ارجل المستوطنين نفسها في الفرار من حساب اليوم الأخير...
                              
المصدر: موقع إضاءات الإخباري