كيف تسهم استراتيجيات تحويل الأورام الباردة إلى حارة في تحسين فعالية العلاج المناعي للسرطان
منوعات
كيف تسهم استراتيجيات تحويل الأورام الباردة إلى حارة في تحسين فعالية العلاج المناعي للسرطان
22 أيلول 2024 , 14:23 م

رغم أن العلاج المناعي أحدث تحولا كبيرا في علاج السرطان، إلا أن نسبة صغيرة فقط من المرضى يحققون فوائد طويلة الأمد من هذا العلاج. تشير التقديرات إلى أن حوالي 20% من أنواع السرطانات تستجيب للعلاج المناعي بشكل دائم. وتشمل السرطانات الأكثر استجابة، مثل الميلانوما (سرطان الجلد)، وسرطان الرئة غير صغير الخلايا، وبعض أنواع سرطان القولون وسرطان الكلى. بالمقابل، هناك أورام تستجيب بشكل ضعيف للعلاج المناعي، مثل سرطان البنكرياس وسرطان الدماغ وسرطان البروستاتا.

ما الفرق بين الأورام الحارة والباردة؟

تُعرف السرطانات التي تستجيب للعلاج المناعي بـ"الأورام الحارة"، في حين تُسمى تلك التي لا تستجيب بشكل جيد بـ"الأورام الباردة". تم استخدام هذه المصطلحات لأول مرة عام 2006، حيث تصف الأورام الحارة بوجود كثافة أعلى من الخلايا المناعية، وخاصة الخلايا التائية (T-cells)، داخل بيئة الورم. أما الأورام الباردة، فهي تفتقر إلى هذه الخلايا وتطورت لتخلق حاجزًا يمنع وصول الخلايا المناعية إلى الورم.

يشرح الدكتور درو باردول، من جامعة جونز هوبكنز، أن "الورم الحار يحتوي على العديد من الخلايا المناعية، وخاصة الخلايا التائية، بينما الورم البارد لا يحتوي على هذا النوع من الاستجابة المناعية". في المقابل، يصعب علاج الأورام الباردة لأنها طورت آليات تمنع دخول الخلايا المناعية إليها.

التحديات في علاج الأورام الباردة

يواجه الأطباء تحديات كبيرة في علاج الأورام الباردة لأنها تتمتع ببيئة ميكروية تعيق دخول الخلايا التائية، حيث تتشكل هذه البيئة من أنسجة كثيفة وحواجز تمنع وصول الخلايا المناعية إلى الورم. وفقًا للدكتور مايكل كوران، من مركز إم دي أندرسون للسرطان في هيوستن، فإن الأورام الباردة تخلق "فقاعة تحجب الخلايا المناعية"، ما يجعل علاجها أكثر تعقيدا.

استراتيجيات جديدة لتحويل الأورام الباردة إلى حارة

مع التقدم في فهم خصائص الأورام الباردة والحارة، يجري تطوير استراتيجيات عديدة لتحويل الأورام الباردة إلى أورام حارة، وبالتالي جعلها أكثر استجابة للعلاج المناعي. إحدى هذه الاستراتيجيات تعتمد على تطوير أجسام مضادة ثنائية الخصائص تستهدف الخلايا التائية وتساعدها على دخول الورم.

تشمل الاستراتيجيات الأخرى العلاج بالخلايا التائية المنقولة، الذي يمكنه فتح الباب أمام المزيد من الخلايا المناعية لدخول الورم والتفاعل معه بفعالية أكبر. وقد بدأ الباحثون بتحقيق تقدم في تقديم فوائد العلاج المناعي لبعض المرضى الذين يعانون من أنواع السرطان الصعبة مثل سرطان البنكرياس.

الآفاق المستقبلية للعلاج المناعي

بالرغم من التحديات الكبيرة في علاج بعض أنواع السرطان باستخدام العلاج المناعي، إلا أن التطورات الحديثة تشير إلى إمكانية تحسين فعالية هذا العلاج. الابتكارات في تكنولوجيا الأجسام المضادة، إلى جانب استراتيجيات تحويل الأورام الباردة إلى حارة، قد تفتح آفاقا جديدة لعلاج العديد من أنواع السرطان التي كانت مقاومة للعلاج سابقا.