كتب الأستاذ محمّد غشام:
مابين السياسة والفكر السياسي مثل ما بين القمة والسفح، ومابين السطح والأعماق...
هذا إذا ما اعتمدنا أنماط السياسة العشائرية، في وطننا العربي المستعبَد ب(الجبرية ) ووجوب إطاعة الحاكم بأمره وأمر عشيرته، أو ما يسمى تجاوزاً عائلته.. تلك السياسة الجاهلية الاستبدادية تستمد أسباب قوتها وسيطرتها وهيمنتها، من تغليب عامل العصبية الجاهلية المحكومة، بغلبة التفوق العددي لا النوعي .. ليبقى الحظ هو الحاكم الأعلى وفقا لما قالته أمّ الاسكندر أللّٰهمّ اعط ابني حظاً، ليكون أصحاب العقول في خدمة أصحاب الحظوظ .. وهكذا نرى كوارث الحظ الأعمى في أرجاء صحرائنا حيث ينبثق من الرمال ليُمهيمن على الأدمغة والقلوب،بحج و عِلَلِ الاستبداد، وحيث ترتع طبائع هذا الاستبداد فوق عروشٍ سوداء ظلاميّةٍ استعبادية ...
وقد تكون بعض كتب السياسة المنحدرة ككتاب (الأمير) لمكيافيلي، وكتاب ( سيكولوجية الجماهير ) لغوستاف لوبون آثارٌ في تعزيز سياسة الاستبداد والاستعمار التي مورست ضد أقطارنا، ونصّبت سلاطين الظلام عندنا، ليكونوا أدوات هدمٍ لمجتمعاتنا، وتهحير الأدمغة ونزوح العبقريات،من أوطاننا المفجوعة بهم، وكي لاتحلم الصحراء بوعود الواحة ...ولتظل النفوس والعقول مصحرة عقيمة جدباء.
كل ذلك باستشراء علل الاستبداد والتجهيل التي تقوم كتجسيد لسياسة الفوضى الخلّاقة وحتى الربيع العبري.. المعرّب خريفاً دموياً هداما..
ولايستهجنن أحدٌ ذلك التهاوي لوجوه العار وعروشه أمام الكيان الصهيوني الغاصب، والارتماء، على أقدام رعاة البقر و(اليان كي) الذين بلغوا الكواكب بأدمغةِ المهاجرين المدجّنة.
فهل،بعد ذلك للقهر والألم من حيلة في هكذا شعوبٍ مُحتضَرةٍ لا ترجى قيامتها؟!!
...ولأنّ الفكر السياسي الصهيوني هو من رسم مهاويَ وقبورَ مصائرها، بينما رفع بفكره السياسي المُعْلِي لإنسانه ومصالحه مراقي التّفوّق، بخبثه وتميُّزه الفكريّ المنبثق من اعتبار حرية الإنسان ومجده، إذ سوّده الله على سائر مخلوقاته.. بينما سلاطين العار عصوا إرادة السماء فأسجدوا الإنسان لإبليسَ، خلافاً لما شاءه الله تعالى، فكان مآلُنا على الأرض الجحيم!!