عن ماذا ستكتب...؟؟؟
مقالات
عن ماذا ستكتب...؟؟؟
راسم عبيدات
29 أيلول 2024 , 22:22 م

بقلم :- راسم عبيدات

لا بد من التشديد على أن  هذه المقالة النقدية،ليست من أجل تثبيط الهمم وال المتدفق والمتواصل او بث روح الإنهزام والإحباط...فهذه أمة دفعت كل قواها وشعوبها وحركات التحرر فيها المؤمنة بالحرية والتحرر،نضالات وتضحيات كبيرة وعظيمة،وشلالاً من الدماء،وارتقاء الكثير من قادتها الكبار والعظام فداء لأوطانهم ولقضاياهم الوطنية والقومية،وما زالت تلك القوى والأحزاب والشعوب، تدفع فاتورة مواقفها ونضالاتها شهداء واسرى، وأيضا بقيتً متمسكة بخياراتها ونهجها وفكرها وثقافتها،وبصوابية الطريق والنهج الذي تسير فيه وعليه،وهي تراكم انجازات متدرجة،تقرب الشعوب والأمة من أهدافها،وأن تصنع فجرها القادم،ولكن بالمقابل، هذا لا يمنع القيام بعملية نقد جرىء لواقع نعيشه،واقع يكبل شعوبنا وأمتنا بقيود واغلال ،لكي يمنع خروجها من قمقمها وتفجر طاقاتها وإمكانياتها،بحكم قيادات مهترئة  تجثم على صدورها،تحاصر كل ابداعاتها،ولكن الآن اللوحة والخارطة تتغير شيئا فشيئاً ،فالشعوب والحركات الأكثر فقراً،هي من تقود مسيرة التغيير والنضال،وتدفع الفاتورة الأغلى ثمناً،ولكنها مصممة بأن هذه الأمة تستحق مكانة لائقة بين الشعوب ،بل أن تكون جزء اساسي من المشهدين الإقليمي والعالمي ،تريد أن تحرر هذه الأمة من اصحاب العروش والكروش والتخلص من الجيوش المنمقة المزينة صدروها واكتافها بنياشين واوسمة  ورتب  مزورة  ومزيفة لم تنالها في  أي ساحة من ساحات الشرف والعزة والكرامة.وأن تضع حداً للمظاهر السلبية المتفشية في جسد الأمة الإقتتال مع بعضها البعض خدمة لمستعمريها وناهبي خيراتها وثرواتها.وكذلك الحجر على عقولها،لكي تستكين الأمة وتتحول الى امة لا تجيد غير الدعاء والأدعية واللغو الفارغ و"الجعجعات" عن بطولات زائفة ليس لها وجود في أرض الواقع،وأن تقول لهذه الشعوب بأن قمم زعاماتها وقياداتها،ليست أكثر من لغو فارغ وتكرار ملل لنفس الخطابات والكليشهات المكررة في كل قمة من قممهم عرب ومسلمين  حتى باتت بياناتها الختامية معروفة وتدفعك نحو الغثيان والتقيؤ، وهي ليست سوى اسطوانة مشروخة يجري ترديدها في كل قمة...قمم عار وذل وإنهيار .
ورسالة هذه القوى والحركات لهذه الأمة ،الى متى سنبقى أمة مصابة بإعاقات وعاهات عقلية مستدامة ينخرها الفساد والمذهبية والطائفية والجواسيس،وقياداتها الخانعة والذليلة ،تبيع الوطن والمواطن وتدعي انها قيادات الشرف والكرامة  ؟؟؟ ...ونحن نرى أنها تنتج عملاء وتزرعهم في قلب الأمة وتسميهم زوراً بالثوار،همهم جهاد النكاح والحور العين .
ولكن علينا أن نقرأ الواقع جيداً بأن من زرعوا الفكر التكفيري و"الداعشي" في قلب مجتمعاتنا العربية، رأينا كيف يتشفون بمن  يدفعون الثمن من اجل  تحريرهم  من العبودية والإستعباد.،بحيث بتنا أمة لا تجيد غير "الطوبزة " و"البوبزة". ولذلك عن اي سفر مجيد لهذه الأمة ستكتب ...؟؟؟،اذا ما قدر  ونجحت المنظومة المعادية ،وفي المقدمة منها امريكا ومعها دول الغرب الإستعماري  ،في أن تجعل منا أمة نائمة نومة أهل الكهف ومنفصلة عن الواقع ،قياداتها لا هم لها سوى التطبيع مع دولة الإحتلال ...و"شيطنة" وتخوين كل من يريد ان يحررها من قيودها واغلالها.وان يستمر من يتاجرون بالوطن والدم والدين  في تصدر المشهد،وهؤلاء ليسوا مفصولين عن الحكام الذين يًفقرون شعوبهم ويذلونها ويربونهم عل الخنوع وتمجيد الحكام من شيوخ وامراء وملوك ورؤوساء وبطانتهم وحاشيتهم المحيطة بهم،هم يريدون "تحرير عقول شعوبنا التي حجر عليها فترة طويلة،وأصبحت تلك الشعوب مثل الببغاوات والحاكي الألي ،لا تميز الغث من السمين،وكذلك الى جانب المشروع التحرري ،تقود مشروع اجتماعي ،يهدف الى إستعادة الأمة لقيمها ومنظومتها الأخلاقية،التي ضربت وتعاني من إنهيار كبير،ونحن نشهد الكثير من المظاهر السلبية،التي تنتشر في مجتمعاتنا ،حيث بتنا أمة  " تشحيط " و"تفحيط" ،ومحاكاة لكل ما هو غربي سلبي،ولا ننسى بأن هذه الأمة تمارس القتل مع بعضها لأتفه الأسباب،وفي مجتمعنا نجد أن هؤلاء المستأسدين على أبناء جلدتهم يخافون قدوم مجندة "تمسح" الأرض بكرامتهم وتحط من قدرهم وقيمتهم،وليس هذا فقط،فنحن نشاهد في جاهات وطلب وحفلات الخطبة والأعراس،تقاطر بالألاف لحضورها،وفي أي يعمل مطلوب منا ان ندافع فيه عن  حقوقنا وهويتنا وثقافتنا وأرضنا ووجودنا،"تتبخر " تلك الآلأف،لكي تصبح عشرات او ما دون ذلك،وأكثر من ذلك نحن أمة غائبة عن الوعي وكارهين للثقافة،فأمة إقرأ، ترفض حتى قراءة حروف الأبجدية،وترى في ذلك "رجس من عمل الشيطان"،وتعيش على ثقافة الدروشة والهبل والغيبيات،وكذلك بلداننا تعج بالأحزاب والقوى اسلامية ويسارية وقومية ووطنية وتقدمية، ولكنها لم ترتق الى حجم المخاطر والتحديات المحدقة بشعوبنا واوطاننا،ولذلك تفقد الجماهير الثقة بها وتعزف عنها،ولم تعد ترى فيها أنموذجاً وقوة المثل،ولا ننسى ما نراه ونشاهد في واقعنا من وسائل اعلام وكتب واعلاميين وسياسيين ومثقفين ورجال دين،ممن يقومون بأدوار أقل ما يقال عنها، بأنها تحمل اجندات واهداف مشبوهة، فهم يبثون سموهم وينفذونها  يائساً واحباطاً وتشويهاً،وتثبيطاً للعزائم والهمم بين الجماهير،ولا ننسى تنظيرهم ومديحهم وتمجيدهم لقياداتهم، التي يستدخل قادتها الهزائم ويطلقون عليها انتصارات كبيرة وغير مسبوقة.
هم يريدون فضح وتعرية دول النظام الرسمي العربي التي تختبىء خلف ما تسميه بواقعيتها وعقلانيتها، وبأن الهدف منها الحفاظ على حقوق الأمة ،وهي تدرك بأن ذلك تعبير عن حالة عجز وإنهيار ،هدفه الحفاظ على عروشها ومصالحها.
وهي أيضاً لا تتورع أن تاتي بالأجنبي الى عقر دارها، لكي يغتصب اوطانها ويشرد شعوبها،ويدمر جيوشها ومؤسساتها وينهب ويستولي على خياراتها وثرواتها،كما حصل في ليبيا.
وهي أيضاً اتت لكي تفضح قصور وعجز تلك الأنظمة بعدم القدرة للدفاع عن مقدساتها وفي المقدمة منها المسجد الأقصى، اقصاها الذي يتبجح المتطرف  بن غفير وزمرته من المتطرفين، بأنه الهيكل الثالث وسيعمل على تهويده،وايجاد قدسية وحياة يهودية فيه،تتجاوز التقسيمين الزماني والمكاني.
 وهي تريد نزع الشرعية عن قيادات ربت أبنائها على التسول " الشحدة"،بما يبقيها في دائرة فقدان الكرامة ،ويجعلها عرضة للسقوط والضياع،وربتها ايضاً على تقديس العشائرية والقبلية والجهوية والطائفية،والتحلل من التزاماتها الوطنية والقومية،وكذلك تقول بأنه محظور على أي بلد او قيادة،أن تتحالف مع اعدائها ضد ابناء جلدتها ...وأن لا  نهدر وقتنا وجهدنا في حروبنا ومناكفتنا الداخلية،والتحريض على بعضنا البعض أكثر بكثير من تحريضنا على من يحتل أرضنا ويغتصب حقوقنا،وهي تناضل من أجل تصحيح المفاهيم ،وما يترتب عليها من إنعكاسات وتداعيات سلبية،حيث بتنا نرى بأن الخائن يمجد والشريف تجري مطاردته وملاحقته. 
إنه من العار والمعيب والمخزي ،ان يرحل  ويستشهد قادة الأمة وعظمائها ويبقى  انذالها و"سقايط " رجالها ومن يسمون أنفسهم قادة بحجم وطن في صدارة المشهد.

فلسطين – القدس المحتلة.
29/9/2024 
المصدر: موقع إضاءات الإخباري