يؤكد إيتيان مايكل أزوف، محلل تقنيات الذكاء الاصطناعي، أن البشر سيتمكنون من بناء ذكاء اصطناعي يتجاوز قدراتنا بمجرد فهمنا لـ"الشيفرة العصبية"، ويقصد بذلك كيفية ترميز الدماغ البشري للمعلومات الحسية وكيفية تحريك المعلومات داخل الدماغ لأداء المهام الإدراكية مثل التفكير والتعلم وحل المشكلات والتصور الداخلي والحوار الداخلي .
محاكاة الوعي في الذكاء الاصطناعي
في كتابه الجديد "نحو الذكاء الاصطناعي على مستوى البشر: كيف يمكن لعلم الأعصاب أن يساهم في السعي نحو الذكاء الاصطناعي العام"، يقول أزوف إن أحد الخطوات الأساسية لبناء "ذكاء اصطناعي على مستوى البشر" هو محاكاة الوعي داخل أجهزة الكمبيوتر .
يوضح أزوف أن هناك عدة أنواع من الوعي، ويقر العلماء بأن حتى الحيوانات البسيطة مثل النحل تمتلك درجة معينة من الوعي. هذا النوع من الوعي يفتقر إلى الوعي الذاتي، وهو أقرب إلى الحالة التي نختبرها كبشر عندما نكون في حالة "الاندماج الكامل" في مهمة ما .
ويعتقد أزوف أن محاكاة الحاسوب يمكنها إنشاء دماغ افتراضي يحاكي الوعي دون وعي ذاتي كخطوة أولى .
دور التفكير البصري في تطوير الذكاء الاصطناعي
يرى أزوف أن التفكير البصري قد يكون المفتاح لفهم ماهية الوعي. فالذكاء الاصطناعي الحالي لا "يفكر" بصريًا، بل يعتمد على "نماذج لغوية ضخمة" (LLMs). ويشير إلى أن التفكير البصري سبق اللغة في تطور الإنسان، وبالتالي فإن فهم التفكير البصري ومن ثم محاكاة العمليات البصرية سيكونان خطوة أساسية نحو بناء ذكاء اصطناعي بمستوى البشر .
ويضيف أزوف: "بمجرد أن نفك الشيفرة العصبية، سنتمكن من تصميم عقول أسرع وأكثر قدرة من أدمغتنا البشرية، وذلك من خلال محاكاة العمليات البصرية. وأعتقد أن حالة الوعي في التدفق ستنبثق من تلك المحاكاة.