بيان صادر عن التجمع الوطني الفلسطيني, طوفان الاقصى هو الحدث التاريخي الذي غير ولا يزال وجه العالم
أخبار وتقارير
بيان صادر عن التجمع الوطني الفلسطيني, طوفان الاقصى هو الحدث التاريخي الذي غير ولا يزال وجه العالم
8 تشرين الأول 2024 , 17:57 م


 لان  التاريخ ماضيه وحاضره ومستقبله ليس سوى نتاج   عملية  موضوعيه مستمره لصراع     بشري بابعاده الاقتصاديه  ، الاجتماعية ، الثقافيه والسياسيه   حيث تبرز في سياقه  احداث   تفرض نفسها بحكم كثير من الظروف الذاتيه والموضوعيه  كحدث تاريخي له ما بعده . 
وهكذا كان طوفان الاقصى  في السابع من تشرين الاول - اكتوبر   ٢٠٢٣   والذي لا تزال منطلقاته  وتداعياته الوطنيه - الاقليميه والعالميه تفرض نفسها    كمحرك  لتاريخ البشريه نحو افاق    كفيلة  باحداث تغيرات مفصليه   استراتيجيه        غير مسبوقه .
فلسطينيا ، وان كان طوفان الاقصى    ليس سوى محطه نضاليه في سياق الصراع التاريخي مع المشروع  الصهيوني  الاستيطاني الاقتلاعي  منذ تأسيس اول مستوطنه صهيونيه في العام ١٨٨٢ ، الا  انه اتى في ظل حالة من  الانحدار الوطني الظاهري منذ قيام سلطة اوسلو وتوظيفها كاحد اذرع الكيان الصهيوني في محاربة شعبنا   حيث   ساد منطق الهزيمه   تحت مظلة ما سمي بالحل التفاوضي  وعدم جدوى المقاومه  مما ادى الى زعزعة  ثوابتنا   في وحدة الارض والشعب والقضيه . 
اما عربيا ، فقد استشرى داء التطبيع   مع الكيان   اذ كنا على ابواب توجيه ضربة قاضيه لقومية الصراع العربي الصهيوني حيث كانت السعوديه  بكل ثقلها السياسي  والاقتصادي  تحضر نفسها للالتحاق العلني   بقطار التطبيع  بينما  لا تزال   الدول العربيه المستعصيه  تلملم جراحها وتشظياتها  بعد مآلات  ما سمي زورا وبهتانا  بالربيع العربي .
وهكذا كان الوضع الدولي ايضا ، اذ بدى ورغم انحسار مقومات هيمنة امريكا كقطب وحيد في العالم منذ انهيار الاتحاد السوفياتي   الا انها حافظت على  شهيتها للهيمنه وضرب  القوى العالميه الصاعده   في الصين وروسيا  والبرازيل  وافريقيا  بفتح جبهات بالوكالة للصراع من خلال تايوان واوكرانيا   والانقلابات العصابيه في امريكيا الاتينيه وافريقيا . 
اما الكيان الصهيوني  وفي سياق انتقاله منذ عشرات السنوات من دور التابع لدور الشريك الكامل ورأس حربة للتحالف الامبريالي الرأسمالي العالمي فقد تعاظم دوره ليتجاوز الاقليم وليصبح لاعبا اساسيا  في مواجة  قوى التحرر ليس في فلسطين فقط وانما على مستوى الاقليم  والعالم .

وهكذا اتى طوفان السابع من اكتوبر ٢٠٢٣  ليبدوا وكآنه مغامرة جنونيه محكومة بالهزيمة  امام كافة المعطيات سالفة الذكر، الا انه   وباستمراريته وتداعياته الراهنه والمستقبليه  وطنيا واقليميا ودوليا  يثبت بالقطع وبالحقاءق الموضوعيه انه كان حدثا تاريخيا بامتياز  اسسا ويؤسس لما بعده. 

لقد  عبر المقبور ثيودور هرتسل ، مؤسس الحركه الصهيونيه  عن اهداف حركته ووسائل تحقيقها بعبارة  واحدة اختصرت كل ذلك في العام ١٨٩٧ - ارض بلا شعب لشعب بلى ارض -  فاذا تجوازنا المغالطه التاريخيه    لمقولة - لشعب بلا ارض- وامعنا الفكر بمقولة -ارض بلا شعب - يتضح جليا  ان هدف الحركة الصهيونيه بانشاء كيان استعماري استيطاني اقتلاعي  منذ تأسيسها كانت تشترط الاباده الجماعيه والتطهير العرقي لفلسطين ، واذا اخذنا بعين الاعتبار تقارير  مبعوثي الحركه الصهيونيه لفلسطين في نهايات الاستعمار العثماني لها والتي  وثقت   حيوية وحضارة الشعب الفلسطيني في حينه يتضح جليا  ان ما نشهده الان في فلسطين والاقليم والعالم ليس سوى  تطبيقا امينا للفكر الصهيوني  ورأس حربته المتمثله بالكيان .
 وللقيام بتلك المهمة القذره  كان لا بد للكيان ان ينشآ ويؤسس  على العنف والارهاب  وتأسيس الادوات لتحقيق ذلك ، فمن عصابات لجان الحراسة الاولى للمستوطنات الناشءة ، مرورا بتأسيس عصابات القتل والاجرام برعاية ومساعدة سلطات الاحتلال البريطاني اثناء فترة الانتداب وصولا      لتوحيد تلك العصابات  لتشكل نواة الجيش الصهيوني عند اعلان قيام الكيان في  ١٥ آيار من العام ١٩٤٨ .
لقد اعتمد الكيان وحلفاءه وجيشه   استراتيجية امنية واحده    متكامله يمكن اختصار اهم مقوماتها كالتالي : 
اولا :ضمان  التفوق العسكري الحاسم  بكل ابعاده الاقتصاديه والاجتماعيه والسياسيه .
ثانيا :المبادره والمبادءة  بالردع الوقائي   للاطراف الاخرى.
ثالثا:خوض الحروب السريعه والحاسمه   وعلى ارض العدو. 
ان كل ذلك يهدف لاستدامة المشروع الصهيوني الاستيطاني وتطوره وتأمين مستقبله  بتثبيت مستوطنيه بالكيان واستمرار تدفق المستوطنين الجدد بترويج الدعاية الصهيونيه القاءمه على فرضية آن المكان الامن الاوحد للصهيانه ه في العالم هو الكيان الصهيوني  فقط .

وهنا بالضبط تكمن قيمة السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ كحدث تاريخي وطنيا واقليميا ودوليا   اذ انه وجهه ضربة قاسمه لتلك  المقومات التي تقوم عليها الاستراتيجيه الامنيه  للكيان .
ان  احدى اهم   سمات تاريخية طوفان الاقصى لا تتعلق  بقناعة من خطط  وشارك  في انجازه  بقدرة  ما لا يتجاوز ال  ١٢٠٠ مقاتل    من تحرير فعلى لفلسطين او اي شبر منها ، وانما تكمن تاريخيته   بانه سدد ضربة  استراتيجية قاصمه    لاسس ومكونات النظريه الامنيه الاستراتيجيه لنشوء الكيان واستمراريته  سالفة الذكر سيبقى الكيان عاجزا وللابد عن جر عقارب الساعه لما قبل ال السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ .
فلا التفوق العسكري والتكنولوجي  للكيان وحلفاءه والذي لا يقارن مع امكانيات  قوى المقاومه ، ولا قدرة الكيان على المبادره بشن الحروب  الوقاءيه  لوقف عجلة التاريخ ،  وفشله في  وضع نهايات سريعة وحاسمه للمعارك والحروب       حيث ورغم همجيته وبطش الته العسكريه ، الا انه لا زال عاجزا عن ذلك على مساحة غزة التي لا تتجاوز ال ٣٥٠ كم مربع بتضاريسها المفتوحه  والتي لا تزال تقاوم   مؤكدة     بدمها وتضحياتها        غلبة كفتها على الاقل في مجال حاسم واحد في علم الصراعات والحروب ، الا وهو عامل الاراده  والاصرار    على المقاومة والقتال ، ذلك العامل الذي لا  ولن يمتلكه الكيان ، فامام صرخات من يخرجوا أحياءه من تحت  الركام ، وامام جبروت القوة الغاشمه لالة القتل الصهيونيه ، يخرج  ابناء شعبنا     ليؤكدوا اصرارهم على البقاء والصمود والقتال  بينما  يسرع مستوطني الكيان للهروب على اول طائره لمواطنهم الاصليه .
لقد فرض السابع من اكتوبر  ٢٠٢٣ على الكيان ومستوطنيه   تحديا يمس الاسس الوجودية لاستمرار بقاء الكيان ، والذي اصبح تساؤلا مشروعا وله ما يبرره ليس فقط من قبلنا ولكن من قبل مفكري واستراتيجيي وقادة الرآي والجيش  عندهم .  لقد اصبح  مستقبل الكيان  ومستقبل كل المشروع الامبريالي الرأسمالي للمنطقه  في مهب الريح    وبالتالي فان  قناعتنا وبحكم  المعطيات الموضوعيه بان السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ كان ولا يزال حدثا تاريخيا  بامتياز  سيحدد معالم عالم جديد لن يكون الا لصالح قوى التحرر    والتقدم وانسانية عالم جديد . ....المجد للشهداء والشفاء للجرحى والحرية لاسرانا البواسل وانها لثورة حتى النصر والتحرير والعودة ...التجمع الوطني الفلسطيني 8-10-2024
المصدر: موقع إضاءات الإخباري