أظهرت دراسة حديثة أن البروتين CLEC14A الموجود على الخلايا البطانية في العظام يعيق نضوج الخلايا المكونة للعظام، مما يؤدي إلى تأخير تكوين أنسجة العظام. هذا الاكتشاف يفتح آفاقا جديدة لعلاج هشاشة العظام وغيرها من الأمراض المرتبطة بصحة العظام.
تثبيط البروتين في تكوين العظام
اكتشف العلماء أن البروتين CLEC14A يثبط نشاط الخلايا المكونة للعظام (الخلايا بانية العظم) من خلال منعها من النضوج أثناء انتقالها إلى مواقع تكوين العظام. وفقا لدراسة نُشرت في مجلة "Communications Biology" في 11 أكتوبر 2024، بقيادة الدكتورة إيمي نيلور والبروفيسور روي بيكنيل، وجد الباحثون أن هذا البروتين الموجود على الخلايا البطانية للأوعية الدموية في العظام يعوق وظيفة الخلايا بانية العظم.
أثناء تطور العظام، تكون الخلايا البطانية مسؤولة عن نقل الخلايا بانية العظم غير الناضجة إلى المناطق التي تحتاج إلى تكوين عظام جديدة، ومع ذلك فإن وجود بروتين CLEC14A على سطح هذه الخلايا البطانية يمنع الخلايا بانية العظم من الوصول إلى النضوج اللازم لتكوين نسيج العظام.
في الدراسة، تم أخذ خلايا بانية العظم من فئران معدلة وراثيا إما لإنتاج بروتين CLEC14A أو عدم إنتاجه. وُضعت الخلايا في بيئة تحفيزية، ووجد الفريق أن الخلايا التي أُخذت من الفئران الخالية من البروتين نضجت بعد أربعة أيام، بينما الخلايا التي تحتوي على البروتين CLEC14A نضجت بعد ثمانية أيام. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت العينات الخالية من البروتين زيادة كبيرة في نسيج العظام المعدني في اليوم الثامن عشر من الدراسة.
دلالات لصحة العظام وعلاج الأمراض
أوضحت الدكتورة إيمي نيلور، أستاذة مشاركة في كلية العدوى والالتهاب والمناعة بجامعة برمنغهام:
"خلال العقد الأخير، تم التعرف على نوع محدد من الخلايا البطانية داخل العظام يسمى 'النوع-H'، وهو مسؤول عن توجيه الخلايا بانية العظم إلى الأماكن التي تحتاج إلى نمو العظام. وقد اكتشفنا الآن أن بروتين CLEC14A يمكن العثور عليه على سطح هذه الخلايا.
في التجارب التي أجريناها، عندما يكون بروتين CLEC14A موجودًا، تنتج الخلايا بانية العظم التي تتشارك الانتقال مع الخلايا البطانية كمية أقل من العظام. بينما عند إزالة البروتين، تنتج هذه الخلايا كمية أكبر من العظام.
هذا الفهم الجديد لكيفية تحكم خلايا الأوعية الدموية في الخلايا بانية العظم تحت الظروف الطبيعية والصحية يفتح الباب لتطوير علاجات للمرضى الذين يعانون من نقص في تكوين العظام، مثل المرضى الذين يعانون من كسور لا تلتئم، هشاشة العظام، أو الأمراض الالتهابية المزمنة."
دعم أبحاث صحة العظام والتوجهات المستقبلية
لوسي دونالدسون، مديرة الأبحاث والمعلومات الصحية في مؤسسة "Versus Arthritis"، أعربت عن أهمية هذه الدراسة:
"نعلم أن ضعف تكوين العظام هو سبب رئيسي لتلف العظام في حالات هشاشة العظام والتهاب المفاصل المناعي. هذا يمكن أن يؤدي إلى الإعاقة والألم والتعب، مما يؤثر على حياة الناس بطرق عديدة، بما في ذلك قدرتهم على العمل، والوقت الذي يقضونه مع العائلة والأصدقاء، ورفاهيتهم العامة.
نحن فخورون بتمويل أبحاث الدكتورة نيلور التي حسنت فهمنا لتكوين العظام وإعادة تشكيلها. نأمل أن تؤدي هذه النتائج في النهاية إلى طرق علاجية جديدة للأشخاص الذين يعانون من حالات العظام العضلية الهيكلية.
على الرغم من أن هذه النتائج واعدة، لن نرتاح حتى يحصل كل من يعاني من التهاب المفاصل على العلاجات والتدخلات التي تمكنهم من عيش حياتهم بالشكل الذي يختارونه."