الكشف أن الجينات هي السبب الرئيسي للنقرس وليس نمط الحياة
منوعات
الكشف أن الجينات هي السبب الرئيسي للنقرس وليس نمط الحياة
19 تشرين الأول 2024 , 13:39 م

كشفت دراسة دولية رائدة بقيادة باحثين من جامعة أوتاجو أن النقرس هو في المقام الأول مرض مزمن ناتج عن عوامل وراثية، مما يتحدى الاعتقاد السائد بأن نمط الحياة هو السبب الرئيسي، هذه النتائج المهمة تسلط الضوء على الأساس الجيني للنقرس وتفتح الباب أمام علاجات محسّنة، بما في ذلك إمكانية إعادة استخدام أدوية مناعية حالية.

الجينات وليس نمط الحياة هو السبب الرئيسي للنقرس

وفقا للدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Genetics، فإن العوامل الوراثية، وليس نمط الحياة، هي السبب الأساسي للإصابة بالنقرس. قام الباحثون بتحليل بيانات وراثية لما يقرب من 2.6 مليون شخص حول العالم، حيث تم الحصول على حوالي ثلاثة أرباع هذه البيانات من عملاء شركة 23andMe، المتخصصة في الجينات والصحة الوقائية.

دور الجينات في الإصابة بالنقرس

أظهرت الدراسة أن الوراثة تلعب دورا مهما في تفسير لماذا يصاب البعض بالنقرس بينما لا يصاب الآخرون، يقول البروفيسور توني ميريمان، المؤلف الرئيسي للدراسة، "النقرس مرض مزمن له أساس وراثي، وليس خطأ المريض. الأسطورة القائلة بأن النقرس ناتج عن نمط الحياة أو النظام الغذائي يجب أن تُزال".

تقليل الوصمة الاجتماعية حول النقرس

النتائج قد تساهم في تقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالنقرس، حيث يُعتبر النقرس غالبا نتيجة لخيارات نمط الحياة السيئة. هذا الاعتقاد الخاطئ يجعل بعض المرضى يشعرون بالخجل ولا يلجأون إلى الطبيب لتلقي العلاج المناسب الذي يمكن أن يقلل مستويات حمض اليوريك في الدم ويمنع الألم الناتج عن المرض.

العلاقة بين النظام الغذائي والنقرس

رغم أن بعض العوامل الغذائية مثل تناول اللحوم الحمراء قد تحفز نوبات النقرس، إلا أن السبب الأساسي هو مستويات حمض اليوريك المرتفعة وتكون البلورات في المفاصل. الجينات تلعب دورا حاسما في هذه العمليات المناعية، وفقا للبروفيسور ميريمان.

مسارات جديدة للعلاج

أحد الأهداف الرئيسية لهذه الدراسة هو تحسين العلاجات المتاحة لمرضى النقرس. ويأمل الباحثون أن تسهم الاكتشافات الجديدة في تطوير علاجات أكثر فعالية وقابلة للوصول. من الخيارات المحتملة إعادة استخدام أدوية مناعية موجودة لعلاج أمراض أخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، حيث تم التعرف على جين جديد للنقرس مرتبط بالإشارة المناعية إنترلوكين-6.

تشكل هذه الدراسة نقلة نوعية في فهمنا للنقرس، مع التركيز على العوامل الوراثية بدلاً من نمط الحياة. من خلال التخلص من الوصمة المرتبطة بالنقرس وفتح الباب أمام علاجات جديدة، يمكن أن تساهم هذه النتائج في تحسين حياة ملايين المرضى حول العالم.