اعرف كم عناوين مقالاتي مستفزة واتخيل كم تلوكني الالسن وماذا يفكر المحبطون والمهزومون نفسيا ولا استغرب تعليقات وردود الساجدون في المعبد الامريكي الاسرائيلي المتداعي.
فقد نصحت منذ ال٢٠٢١ بعد سيف القدس بالتفكير بمنهجيات مختلفة وكتبت ان فلسطين في حرب تحريرها وان الجولات تتكثف وستكون من غزة جولة فاصلة بين التشرينين ٢٠٢٣ كحرب اخيرة ونهائية ودأبت عن قصد بتكرار مقولات نتنياهو وغالانت ووصفهم الحرب بوجودية لا مكان لإسرائيل اذا هزمت فيها.
وقصدت ولو بشكل ممل تكرار مقولتي؛
في زمن غير المسبوقات يجب التفكير من خارج الصندوق.
هذه هي حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر ولم يزعجني او يردعني نصائح من اعلامي ومنظري وهوبرجية محور المقاومة ولم تثنني كلمات السيد حسن نصرالله بوصف الحرب بالجولة وانها ليست حرب تحرير فلسطين وتثبتت من مقولاتي عندما وصفها السيد حسن بلسانه؛ بحرب وجودية ومصيرية وقال عنها مفتوحة ثم اعلن نائبه انها حرب الحساب المفتوح.
عندما توصف وتخاض كحرب وجودية من قبل نتنياهو وهو مالك اسرائيل وقد اختصرها يعني انها ستنهي احد اطرافها وتزيله.
لا هدن فيها ولا وقف للنار ولا تسويات.
ونتنياهو على عكس ما اطلق عليه من توصيفات بالأحمق والمغرور والواهم والمتمرد اثبت بقيادته لإسرائيل في هذه الحرب انه عسكري وذكي ومحارب وجريء بل متهور. فكسر كل القواعد والمناهج والعلوم العسكرية بما في ذلك ما بنيت عليه قواعد استراتيجيات وبنية الجيش الاسرائيلي.
فرضها حرب استنزاف مديدة وبادر الى الحرب البرية المدنية في غزة ويحاول في لبنان ومد ذراعه لليمن والعراق وسورية وضرب في ايران.
نتنياهو عقائدي وصاحب مشروع وعرف ان عملية الطوفان العجائبية اذان بتغير حاد يستجيب لحاجات موازين القوى والبيئات الاستراتيجية التي تغيرت حديا. وادرك التحولات في ميزان القوى الكلي للصراع العربي الصهيوني وقرر ان يلعب في الوقت الامريكي والعالم الضائع وان يحاول فرض ارادته ومشروعه بالقوة والمبادرة قبل نفاذ الزمن والفرص.
وقد اغراه كثيرا رد الفعل البطيء للمحور والجبهات وما اعلنته من عدم رغبه بالحرب وسعيها لوقفها فافترض انه قادر على اقتناص الفرصة ولي عنق التاريخ وتغير قواعده وحقائقه الحاكمة والمقررة.
الا ان النواميس والقوانين والقوة القهرية الناظمة للحياة البشرية على ظهر الكوكب خذلته وستخذله وتصيبه بما اصابت سابقيه ممن حاولوا لي عنق التاريخ وصياغة التطورات على مزاجهم ومنهجهم. ففي هذه الحرب الوجودية وهي نادرة في تاريخ الحروب تتأكد حقيقة القوانين والارادة الضابطة للحياة فالقدرية/ الجبرية هي المقررة والناظمة وفيها مساحة للحرية مقيدة بحوافها وبوعي فرصتها لا مطلقة للإرادات البشرية.
ميزان القوى الكلي للحرب وبيئتها خذلت وتخذل نتنياهو واسرائيل وهي ذاتها الزمت وتلزم محور المقاومة وجبهاته بتفعيل ما لها من قدرات للتساوق مع البيئة وما يعكس الاختلالات في ميزان القوى الكلي.