في أكتوبر 2024، تعرضت مناطق واسعة من جنوب كولومبيا البريطانية وغرب واشنطن لعاصفة جوية قوية تسببت في أمطار غزيرة وانقطاع التيار الكهربائي، تأثرت بشكل خاص مدينتي فانكوفر وجزيرة فانكوفر، حيث شهدت هذه المناطق فيضانات كبيرة نتيجة الأمطار الشديدة التي استمرت لعدة أيام.
وصول وتأثير العاصفة الجوية
بعد شهر من تعرض كولومبيا البريطانية لعاصفة جوية قوية في سبتمبر، جاءت عاصفة أخرى قوية في 18 أكتوبر 2024، بدأت العاصفة من كولومبيا البريطانية وانتقلت جنوبا على طول الساحل خلال اليومين التاليين، سجلت جزيرة فانكوفر الجنوبية هطول أمطار تجاوزت 300 ملم (12 بوصة) بين 18 و20 أكتوبر، بينما تلقت منطقة فانكوفر الكبرى حوالي 150 ملم (6 بوصات). أدى هذا الهطول الغزير إلى فيضانات كبيرة، خاصة في منطقة فانكوفر، حيث عجز نظام الصرف الصحي عن استيعاب كمية المياه الهائلة.
الأحوال الجوية القاسية في المناطق الجنوبية
في المناطق الجنوبية من العاصفة، شهدت ولاية واشنطن رياحا قوية وأمطارا غزيرة. سجلت شبه جزيرة الأولمبيك هطول أمطار بلغ 150 ملم (6 بوصات)، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن حوالي 14,500 منزل في منطقة Puget Sound في 19 أكتوبر. ووفقًا لأبحاث ناسا، فإن العواصف الجوية غالبا ما تكون مرتبطة بأقوى العواصف التي تضرب مناطق خطوط العرض الوسطى، نظرا لما تولده من رياح قوية وخطيرة.
الصور الساتلية والظواهر الجوية
في 20 أكتوبر، التقط القمر الصناعي NOAA-21 صورة بواسطة جهاز VIIRS (مصور الأشعة تحت الحمراء المرئية) تظهر نهرا جويا طويلا من بخار الماء يمتد عبر المحيط الهادئ وصولا إلى الساحل الغربي لأمريكا الشمالية. تعد هذه الظاهرة من سمات الأنهار الجوية، التي غالبا ما تتسبب في هطول أمطار أو تساقط ثلوج كثيفة عند اصطدامها باليابسة.
التنبؤات والسياق التاريخي للعواصف الجوية
بحسب مركز الطقس الشديد والمياه الغربية في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، توقع خبراء الأرصاد الجوية أن تصل قوة العاصفة إلى المستوى 3 أو 4 على مقياس الأنهار الجوية، وهو من أعلى مستويات تصنيف العواصف الجوية. تأتي هذه العاصفة بعد حدث غير عادي في سبتمبر 2024، حيث ضرب نهر جوي من الفئة 5 كولومبيا البريطانية، ويُعتقد أن هذا الحدث كان من بين أكثر الأحداث الجوية كثافةً التي شهدتها المنطقة منذ بدء تسجيل هذه الظواهر باستخدام الأقمار الصناعية في عام 2000.
تعكس هذه العواصف الجوية الأخيرة زيادة ملحوظة في شدة الأحداث الجوية التي تضرب شمال غرب المحيط الهادئ،من المهم تعزيز الاستعدادات في هذه المناطق للتعامل مع الفيضانات المحتملة وانقطاع التيار الكهربائي في المستقبل، خاصة مع تزايد وتيرة هذه الظواهر الجوية القوية.