مقالات
سؤال: هل يمكن لأي شخص تجديد الخطاب الديني، أو مكافحة التطرف لمجرد رغبته أو أنه يريد ذلك؟يعرفها رجل الدين العادي..
خامسا: يمكن لرجل الدين أن ينجز في تطوير الخطاب الديني، ويمكن لأصحاب الشهادات الدينية أن يبدعوا في مكافحة التطرف، لكن شريطة أن يحدث ذلك وفق (منهج إنساني) يتناولون فيه الكون والعالم وال
سامح عسكر 24 تشرين الأول 2024 , 16:07 م
الجواب: لمكافحة التطرف ، ولتجديد الخطاب شروط:
أولا: الباحث يجب أن يُلمّ بالمذاهب الإسلامية المختلفة، وبالأديان، وطرق تفسيرها، وتاريخها، وبسياسات الدول الكبرى والمجاورة، وتاريخها، هذا سيُمكّن الباحث للتعرف على نقاط قوى وضعف كل مذهب ودين، وسيمكنه أيضا من الوقوف على عناصر التشدد والتساهل...
التطرف الديني ظاهرة معقدة للغاية، وهي تجمع بين عوامل السياسة والعقيدة والتاريخ واللغة والجغرافيا..إلخ
التطرف في جزء كبير منه يقوم على مظالم سياسية واجتماعية واقتصادية، تنظر للدين بمنظور ضيق، وتخلط بين هذه الأمور الدنيوية والعقيدة، لذلك فالمجدد يجب أن يكون باحثا سياسيا أيضا، فمعظم جماعات التاريخ المتطرفة قامت على أساس الشعور بالحرمان السياسي والاقتصادي والاجتماعي، هنا ضرورة الإلمام بالسياسة تمكن الباحث من فهم المتطرف والرد عليه وعلى أدلته ومصادره..
ثانيا: الباحث يجب أن يتمتع بالتسامح الديني، وبالسلام الروحي، وبالمحبة للناس جميعا، أي كراهية دينية أو سياسية أو أيدلوجية تحجب إنصافه، وتجعله يتناول مذاهب وأديان الآخر بانحيازات مسبقة، وبالتالي لن يستطيع تجديد وتطوير الخطاب الديني، سيكرر فقط ما قيل قبله، وسينتقي ما يناسب مصلحته، لكنه لن يكافح التطرف بشكل حقيقي، بل سيجعله أداة ووسيلة للتشفي من خصومه..
ثالثا: يكون لديه الحد الأدنى من العلم الديني، أي يجب العلم بمواضع افتراق واختلاف المذاهب الإسلامية، وتنويعاتها، يجب أيضا العلم بالحد الأدنى من علوم العقيدة والتفسير ودراسة مناهج الأئمة للوقوف على مرجعية التطرف وعلاجها..
جزء كبير من أسباب التطرف ينطلق من (ثقافة التحريم) فمن خلاله يشعر المتطرف بالاغتراب عن المجتمع، لتحريمه جزء كبير من مظاهر الحياة الطبيعية، ولأن هذا الاغتراب يوجه سلوك المتطرف لشكل أكثر عدوانية تجاه مرتكبي أو فاعلي هذا الحرام الذي يظنه المتطرف..لذلك فالعلم الديني مهم للرد على التحريم الشائع والمسبب للتطرف في سياق إثبات سهولة وبساطة الدين..
رابعا: لا يلزم للباحث شهادة دراسية متخصصة في الشريعة ، لأن التجديد والتطوير عملية (ثقافية) والثقافة أوسع من الدين..فهي مجال يبحث في علوم الفلسفة والطبيعة والعلم والتاريخ والفلك والفيزياء والتجريب..إلخ، ولأنه في حال تخصصه سيكون ملزما ومقيدا بمذهبه الأصلي المنتمي إليه، وسينظر للمخالف من منظور مذهبه الضيق..
التجديد الديني والتطوير يلزمه منظور واسع للغاية، يمتلك الباحث فيه عقلا سائحا، وخيالا واسعا، ولا يعرف حدود وحواجز يعرفها رجل الدين العادي..
خامسا: يمكن لرجل الدين أن ينجز في تطوير الخطاب الديني، ويمكن لأصحاب الشهادات الدينية أن يبدعوا في مكافحة التطرف، لكن شريطة أن يحدث ذلك وفق (منهج إنساني) يتناولون فيه الكون والعالم والأشياء بالعقل المجرد، وباحترام العلم ونتائجه وتطبيقاته المختلفة، ويحترمون فيه الآخر، ويحفظون حق الخلاف دون مصادرة وإقصاء..
قديما كان الإمام محمد عبده امتلك كثيرا من هذه الأشياء، فبرغم أنه كان رجلا للدين ومفتيا للديار المصرية، لكنه أنجز كثيرا في مسألة تجديد الدين، وجزء كبير من حركة التنوير المعاصرة قامت على أفكاره ومجهوداته..
المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة
قصة الحلاج ونشيد والله ما طلعت شمس ولا غربت وموسيقى صوفية..
انشودة, أتظن أنك عندمـــا أحـــرقتنــي.. ورقصت كالشيطان فوق رفاتي
كتب :أ .د .نسيب حطيط - بيروت: المقاومة الثقافية, حتى لا تضيع التضحيات... بين التعويضات واعادة الإعمار!
السلف والخلف وجهان لعملة واحدة.
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً