في اللحظة التي كنت أشاهد فيها تكسير أنياب الكلاب المسعورة الشاردة القادمة إلى قلاع جبل عامل، جبل العلماء والشهداء، جبل النور، بل جبل "السيّد الأقدس"، رنّ جرس الهاتف:
- ألو. صباح الخير.
- صباحك خير ونور.
- ما الذي يجري عندكم، فالإعلام عندنا في قبرص لايغطي الِالتحام ؟!
- عندنا ما تسمع لا ما ترى.
فما الذي تسمعهُ عندك يا أمجد؟
- أسمع عواءَ كِلابٍ عاليًا، وكأنّها مسعورة.
- الحمد لله، لقد صدق الوعد :
- "سيصل عواؤهم إلى قبرص"،
وأُخبرُك أنّني أنتظرُ اتصالًا من صديقِنا عماد، المقيم الآن في اليونان ،لعلّ عويلَ تلكَ الكلابِ المسعورةِ يصل إلى هناك.
- أبْشِرْ، ساعاتٌ قليلةٌ، وتلوي هذه الكلابُ الشاردةُ أذنابها، وتنسحبُ ذليلةً مهزومةً،أمام أسود الميادين، بإذن الله.
المسألةُ صبرُ ساعاتٍ قليلة.
- أَثْلَجْتَ قلبي. وعندما أعود سأقَبِّلُ جِباهَ أبطالِ القِلاعِ العامليّة؛ قلاعِ السيّدِ الأقدسِ رضوانُ اللهِ عليه