بروتين رئيسي يفتح آفاقا لعلاج مرض هنتنغتون
منوعات
بروتين رئيسي يفتح آفاقا لعلاج مرض هنتنغتون
29 تشرين الأول 2024 , 09:58 ص

كشفت دراسة جديدة عن تغير كيميائي حاسم في الدماغ يؤدي إلى الإصابة بمرض هنتنغتون، وقد تمكن العلماء من التلاعب بهذا التغير لمنع ظهور الأعراض في نماذج حيوانية، ما يمهد الطريق أمام تدخلات مبكرة وعلاجات قد توقف تقدم المرض.

اختراق في أبحاث مرض هنتنغتون

نشرت مجلة Nature Metabolism بتاريخ 28 أكتوبر، 2024 دراسة جديدة كشفت لأول مرة عن تغيير كيميائي محدد يرتبط ببداية مرض هنتنغتون، وقد أظهرت الدراسة أنه يمكن إيقاف تقدم المرض من خلال تعطيل هذا التغيير الكيميائي.

يعد مرض هنتنغتون اضطراباً جينياً يؤدي تدريجياً إلى تدهور وظائف الدماغ، مما يسبب تدهوراً في القدرات العقلية والجسدية مع مرور الوقت تظهر الأعراض عادةً بعد سن الثلاثين وتزداد سوءاً على مدار 10 إلى 20 عاماً حتى يصبح المرض قاتلاً.

التغيرات المبكرة في تطور مرض هنتنغتون

ركزت الدراسة على تغيير كيميائي ظهر لأول مرة في أدمغة مرضى هنتنغتون في أوائل الثمانينات، وقد يكون هذا التغيير هو المحفز الأساسي للمرض. ووجد الباحثون أن خللاً في نوع معين من الخلايا العصبية، يُعرف بخلايا الإسقاط الشوكي (iSPNs) في المسار غير المباشر، يؤدي إلى اضطراب في توازن الدوبامين. يحدث هذا الاضطراب عندما يفشل مستقبل النمو العصبي TrkB في التنشيط بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض المبكرة للمرض مثل الحركات اللاإرادية وغير الطبيعية.

في بداية التجربة، لاحظ الباحثون أن الفئران التي تفتقر إلى الوظيفة الطبيعية في هذه الخلايا (iSPNs) بسبب تعطيل إشارات النمو العصبي (TrkB) أظهرت زيادة في مستويات الدوبامين في الدماغ، مما أدى إلى نشاط مفرط قبل ظهور الأعراض الواضحة. وهذا يشير إلى أن هذه التغيرات المبكرة قد تسهم بشكل كبير في تقدم مرض هنتنغتون.

تنظيم البروتين وإدارة المرض

كما اكتشف الباحثون دور بروتين يسمى GSTO2، وهو إنزيم يدخل في عملية التمثيل الغذائي للجلوتاثيون، في تنظيم مستويات الدوبامين. من خلال تقليل نشاط هذا البروتين بشكل انتقائي في الفئران، تمكن الباحثون من منع اختلال التوازن في مستويات الدوبامين والتمثيل الغذائي للطاقة، مما أوقف ظهور الأعراض الحركية في الفئران.

الأهم من ذلك، أن هذا الإنزيم يظهر خللاً مشابهاً في نموذج الفئران لمرض هنتنغتون وفي بعض الحالات النادرة من أدمغة المرضى الذين لم تظهر عليهم الأعراض، مما يؤكد أهمية هذا البروتين في تطور المرض.

مسارات جديدة للعلاج والتشخيص

أوضحت البروفيسورة ليليانا مينيكييلو، أستاذة علم الأعصاب الخلوي والجزيئي بجامعة أكسفورد ، أن "المشكلة الكبرى في مرض هنتنغتون هي أنه عند ظهور الأعراض يكون الضرر قد وقع بالفعل، ولذلك من الأساسي فهم التغيرات التي تحدث قبل تطور المرض من أجل تطوير علاجات فعالة."

وأضافت: "تمثل هذه الدراسة المرة الأولى التي تمكنا فيها من تحديد تغيير كيميائي محدد مرتبط بتطور مرض هنتنغتون، مما يفتح المجال لتطوير اختبارات جديدة لدراسة التغيرات المبكرة في المرض قبل حدوث الضرر غير القابل للإصلاح."

ويشير الدكتور ياسين مالك، الباحث المشارك في قسم الصيدلة بجامعة أكسفورد وأحد مؤلفي الورقة البحثية، إلى أنه "رغم معرفتنا الكبيرة بآليات المرض، لا يزال مرض هنتنغتون بدون علاج شافٍ، مما يبرز أهمية إيجاد طرق تشخيصية وعلاجية قبل ظهور الأعراض، وتعتبر هذه الدراسة خطوة في هذا الاتجاه.